لا يوجد ثقة من جهة أبني محمد بأي كلمة نقولها له، لا يصدق أحدا وكلما القينا عليه أمرا مبرر يرد علينا بقوله "عن جد..!!!"، إذا بتنزل ع الشارع بتندعس...يرد هو رأسا "عن جد...!!!" طبعا وعلامة الدهشة من المعلومة مسطرة على وجهه، بابا جابلك فطبول....إذا لم يراه مباشرة يقول "عن جد...!!!"، إذا بتجيب الأول على صفك باخذك على الملاهي "عن جد...!!!" عجزنا وأنا وامّه وإخوته ونحن نحاول أن نجعله يتخلص من هذه الكلمة و "ع الفاضي".
ثم أخذت العدوى تنتقل إلى كل أهل الدار، كلما قال أحدنا قصّة للآخر يرد المقابل "عن جد...!!!"...نعم والدهشة أخذت تلازم ردنا، لكن الانفعال البريء على وجه محمد ذو الخمسة أعوام والنصف تحوّل لدى بقيّة أفراد الأسرة إلى نظرة تشكيك.
أنا أيضا أخذت تلازمني كلمة "عن جد" أحيانا، فإذا قالوا أنهم بحاجة لشيء معيّن من لوازم البيت حتى لو كان خبزا صرت أرد "عن جد..!!!"، أما إذا طلبوا "جاج أو لحمة " أتصرف وكأني لم أسمع شيئا "صدقوني بحكي عن جد".
ليس بالضرورة أن تقوم الحكومة بتمرير صناديق "مسكرة" ليدفع بها للفرز حتى تكون الانتخابات مزوّرة...نحن المواطنين أثبتنا أننا أقدر من الحكومة على التزوير، بعض من نجحوا ما كان يجب أن يصلوا إلى المجلس والله بحكي "عن جد".
انتهت الانتخابات، حلوة أو مرّة مزورة أو صادقة انتهت "عن جد"، وهدمت "الخرابيش و معرشات البطيخ" التي اعتبرت مقرّات انتخابية، انتهى الكذب والنفاق وانكشف "المزح عن الجد" ولما قرأت قائمة الناجحين وعند بعض الأسماء "نط محمد بوجهي وقلت نفسي أعرف كيف نجحوا عن جد...!!!!".
إهداء إلى كل مواطن لا يعتقد أن هذه الانتخابات نزيهة وشفافة "عن جد".
qusainsour@yahoo.com