شرح حدبث (ليس منا من لم يرحم صغيرنا)
17-01-2023 11:54 AM
عمون - شرح حديث (ليس منا من لم يرحم صغيرنا)
ثبت الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدة روايات وفيها مجموعة من الأخلاق الإسلامية، وفي رحمة الصغير واحترام الكبير، وتقدير العلماء، وفيما يأتي بيان الحديث مع ما فيه من أخلاق إسلامية.
مرويات الحديث
جاء الحديث بتكرار رحمة الصغير، واحترام الكبير بألفاظ متعددة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفيما يأتي بيان ذلك:
قال -صلى الله عليه وسلم-: (ليس مِنَّا مَنْ لَمْ يَرحمُ صَغيرَنا ولَمْ يَعرِفْ شَرَفَ كبيرِنا)، ، وفي رواية ثانية ذكر حق الكبير بدل من شرفه، قال -صلى الله عليه وسلم-: (ليس منَّا مَن لم يرحَمْ صغيرَنا، ويعرِفْ حقَّ كبيرِنا)، وفي رواية: (ليس منا من لم يرحمْ صغيرَنا ، ويُوَقِّرْ كبيرَنا)،وفي رواية : (ويُجِل كبيرنا).
جاء الحديث بذكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: (ليس منا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صغيرنا ويوَقِّرْ كبيرنا ويأمُرْ بالمعروفِ وينْهَ عنِ المنكَرِ).
وفي رواية جاءت بتقدير واحترام العلماء، قال -صلى الله عليه وسلم -: (ليسَ منَّا منْ لمْ يُجِلَّ كبيرَنا، ويرحمْ صغيرَنا ! و يعرفْ لعالِمِنَا حقَّهُ).
شرح الحديث
يأمر الحديث النبوي الشريف بالأخلاق الإسلامية، وشرح الحديث وما فيه من أخلاق إسلامية حسب ما يأتي:
معنى ليس منا: يقصد بها أن من لا يتحلى بالأخلاق الواردة في هذا الحديث فإن ليس من المقتدين والمتابعين للنبي -صلى الله عليه وسلم- في حسن الخلق، أو أنه ليس من خواص أتباع النبي -عليه الصلاة والسلام-، أو أنه ليس من خيارِ الخلق، أو أنه ليس من أهل سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا هديه ولا طريقته.
رحمة الصغير: بحسن التعامل معه، بأن يرحم صغر سنه، وقلة خبرته، واعتماده على غيره، وكثرة غفلة وخوفه وأيضاً بالشفقة عليه والإحسان إليه وملاعبته.
توقير الكبير: بإعطائه حقه من سبق الوجود وكثرة التجارب والخبرة في الحياة، ولتقدمه في السن يلزم من ذلك حسن مخاطبته، وأن ينادى بما يليق به من الأسماء، وأن يكرم في المجلس والحديث والتعامل.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبادة جعلت أمة الإسلام خير الأمم، قال -تعالى-: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ﴾، وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال: (والذي نفسي بيدِه لتَأمرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عن المنكرِ أوليُوشِكَنَّ اللهُ أن يَبعثَ عليكمْ عقابًا منهُ فتدعونهُ فلا يَستجيبُ لكمْ).
احترام العلماء: فمن أخلاق الإسلام، احترام العلماء وتوقيرهم وإعطائهم حقهم، ويكون ذلك أيضاً بأن يعرف حق العالم ، فترك توقير العلماء يعد من العقوق لهم، خاصة بأن الله - تعالى- قد رفع قدرهم، قال -تعالى-: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾.