صحة حديث (هذا أعان على عثمان)
18-01-2023 11:15 AM
عمون - صحة حديث (هذا أعان على عثمان)
نص الحديث
هذا الخبر ذكره خليفة بن خياط في تاريخه قال: "حَدَّثَنَا معَاذ بْن هِشَام قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَن الْجَارُود بْن أَبِي سبرة، قَالَ: نظر مَرْوَان بْن الحكم إِلَى طَلْحَة بْن عبيد اللَّه يَوْم الْجمل؛ فَقَالَ: لَا أطلب بِثَأْرِي بعد الْيَوْم فَرَمَاهُ بِسَهْم فَقتله".
ولم يأت ذكر "هذا أعان على عثمان" هنا؛ وإنما جاء عن قيس بن أبي حازم أنّ مروان بن الحكم رأى في الخيل فقال: (هذا أعان على عثمان، فرماه بسهم في ركبته، فما زال الدم يسيح حتى مات)، قال الحافظ بن حجر -رحمه الله تعالى-: "أخرجه يعقوب بن سفيان بسند صحيح".
والحديث أخرجه أيضاً أبو القاسم البغوي من طريق الجارود بن أبي سبرة بسند صحيح، وأخرجه الحاكم في مستدركه، وحكم عليه الذهبي بالصحة في تلخيص المستدرك، وصححه الهيثمي من رواية الطّبراني عن قيس بن أبي حازم.
الحكم على الحديث
صحيح سنداً ضعيف متناً؛ الحديث وإن صح إسناداً كما ذكر ذلك بعض الأئمة، فهو ضعيف متناً؛ وذلك لبطلان متن الحديث من خمسة وجوه:
أنّ مروان بن الحكم وطلحة بن عبيد الله كانا في صف واحد يوم الجمل، قال ابن حجر: "مروان بن الحكم.. شهد الجمل مع عائشة، ثمّ صفّين مع معاوية، ثمّ ولي إمرة المدينة لمعاوية"، فكيف يقتله وهو في صَفِّه؟!.
طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة، وقتلة عثمان من المنافقين، كما أخبر عثمان -رضي الله عنه- عن النَّبِي -صلى الله عليه وسلم-؛ ومروان لا يجهل ذلك لقربه من عثمان فهو كاتبه، فكيف يستحل مروان قتل طلحة بعد هذا!، وهو أعلم الناس بقتلة عثمان، فقد كان معه يوم الدار وشهد حصره، وكان من المدافعين عنه، ومن آخرهم خروجاً من عنده يوم القتل.
كيف يولي معاوية مروان على المدينة، ويجعله في صفه، ويسكت عن فعلته، وهي من الموبقات السبع، بل كيف يرضى أهل المدينة أن يُوَلّى عليهم، وفيهم عبدالله بن عمر وعائشة وغيرهما من الصحابة؟!، وكيف لم يُنقل عن أحد من الصحابة إنكارهم على مروان؟!.
لو صح أن مروان قتل طلحة، فإنّ سكوت عائشة وعليّ يومها على قَوْلِ وفِعْل مروان فيه إقرار بصحّة دعواه؛ من أنّ طلحة من قتلة عثمان، فكيف يقتل طلحة عثمان وكان النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- قد بشّره بالجنّة؟!.
روى عن مروان غير واحد من الصّحابة منهم عمر وعثمان وعليّ، وروى له البخاري وأبو داود والتّرمذي، والنّسائي، وابن ماجة، فلو أنّ مروان قتل طلحة لكانت من موبقاته؛ الّتي تكفي أن يتوقّف البخاري عن ذكره في صحيحه، ومروان لا يُتَّهم في حديثه ولم يجرِّحْه أحدٌ من أئمةالجرح والتعديل، بل قالوا مروان بن الحكم بن أبي العاص من كبار التّابعين.