facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سيناء


د. حازم قشوع
19-01-2023 01:13 PM

سيناء هي مثلث التيه الرابط بين البحر الاحمر والابيض وشبه الجزيرة الواصلة بين افريقيا واسيا، كتبوا اهلها بالسيناوية لتاريخ منطوق بلاد كنعان، فكانت جزء من حضارتهم بجغرافيتها الحاضنة لجبل كليم الله موسى حيث انزلت الوصاية العشرة طبقا للديانة الإبراهيمية هي مرقد سيدنا هارون وموسى، كما تعتبر جغرافيتها مانعة لبني اسرائيل من الوصول لبيت المقدس لكنها تحوي على طريق حورس وارضها ارض الفيروز .

وكما كانت سيناء ضاربة بالتاريخ لما احتوت من عناوين متعددة ولما شكلته من رابط واصل بين ابناء (سام وحام ويافث) في اسيا وافريقيا واوروبا، لكن تاريخيها كان دائما مليء بالاسرار والغموض لاسيما بعد عصر التيه الذي شكل علامة فارقة بحضارتها ونقطة فاصلة جعلها خارج سياق التاريخ منذ الصفر الميلادي .

لكن هذا العصر قد يشهد متغير كبير تجاه شبه الجزيرة هذه التي جغرافيتها تشبه الى حد كبير جغرافية (تايوان) التي تشكلت من على علامة طاردة في فاصلة تاريخية شبيهة بالفاصلة التاريخية التي عليها نقف ، والتي ينتظر أن تصبح سيناء بموجبها علامة واصلة بعد ما كانت نقطة فاصلة وذلك بعدما اقتسمت امريكا والصين لمناطق النفوذ في الاقليم وغدا بموجب هذا الاقتسام البحر الابيض امريكي النفوذ بينما شكل البحر الاحمر امتدادا للنفوذ الاستثماري الصيني الامر الذي دعى وزير الخارجية الصيني الجديد يستهل مشوار تعينه في البلدان الافريقية ويختم لقاءاته في مصر الباب الامني للبحر الاحمر .

وأما سيناء، عنوان هذا المقال فلقد اعتبرت بموجب نظام الضوابط والموازين الجديد المركز الرئيسي للاستثمارات الصينية على ان تشكل هذه الاستثمارات في المرحلة الاولى بداية تكوين جديدة تستهدف انشاء البنية التحية فيها بمبلغ 30 مليار دولار على ان يتم ادارة هذه الاستثمارات ضمن نماذج عمل صينية وتحت حماية أمريكية .

وهي الاستثمارات التي ستشكل بالاتجاه المتمم العناوين اللازمة لعودة المنازل المالية الى مصر حتى يتم بموجبها وقف مسألة الفوضى المالية التي ادت لانزلاق الجينه المصري وعودة الاسثمارات الامريكية للسوق المصري وبرامج العمل هناك والذي سيتم بموجبه تسويق القطاعات التنموية عبر الاستثمار بحواضنها بحجم المبالغ القادرة على كبح حالة انزلاق الجنيه والتي تقدر ب20 مليار دولار.

وتقول بعض القراءات المتصلة إن نظام الضوابط والموازين الجديد سجعل من مصر تحصل على دور امني مركزي في البحر الاحمر وسيعهد اليها مسألة حماية المنطقة الاستراتيجية في (تيران وصنافير) التي تعتبر بوابة البحر الاحمر الامنية كما ستسيطر الولايات المتحدة على مصادر الغاز بما في ذلك مناطق تسييله في الاسكندرية، واما الصين فانها ستستحوذ تجاريا على مصادر النفط ومشتقاته واليات تصديرية في الخليج العربي مع بقاء عملية الحماية البحرية مناطة للولايات المتحدة وحدها وهي المعادلة التي تنطبق على نفط الخليج كما ينطبق على الغاز الروسي .

واذا صحت هذه الاستخلاصات، فإن سيناء ستكون بموجب هذه القراءة احد اهم الاماكن الاستثمارية التي يمكنها تكوين علامة استثمارية جديدة شبيهة بتلك التي أنشأتها (تايوان) حتى يتم السيطرة على شبه جزيرة سيناء من قبل الجيش المصري ويتم تنظيفها من جيوب الارهاب والمخدرات التي وصل ميزان التداول فيها لمؤشر غير مسبوق وصل لحد 15 الف طن في العام الماضي، اضافة الى ان سيناء اصبحت مترع لتجارة الاسلحة القادمة من تداعيات الحرب الاوكرانية كما يصف ذلك بعض المتابعين الا ان يعول عليها في البعد الاستراتيجي من واسع قدرتها لتشكيل حاضنة تشغلية لغزة وتكوين عمق يحتوي الازمة (السياسية والانسانية) التي تلازم الحالة فيها، وهو الأمر الذي سيجعل من سيناء تشكل مرة اخرى جغرافية واصلة تنمويا ومتصلة حضاريا من جديد .

فاذا كانت سيناء شكلت عنوان الحل لغزة كما تقول هذه القراءات واخذت مصر دور الحاضنة الاستراتيجية لها بدعم اقليمي واسناد دوي فإن القدس والضفة التي ينتظر ان يطالها انتعاش معيشي غير مسبوق لتكون منطقة جذب اقتصادي وليس نقطة طرد ستبقى برسم الاجابة الذاتية والاقليمية وهو ما ينتظر ان يشكل عنوانا للمشهد القادم بعد الانتهاء من متوالية سيناء.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :