facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تفسير آية (يؤتي الحكمة من يشاء)


29-01-2023 12:44 PM

عمون - التفسير الإجمالي لآية (يؤتي الحكمة من يشاء)
وردت الآية الكريمة: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)، في سياق الحديث عن التحذير من الشيطان وعداوته؛ فالحكيم هو الذي يترك وعد الشيطان له بالفقر -إن أنفق- ولا يلتفت إليه؛ لأن الشيطان لا يعِد الإنسان بالخير، لكنَّ الله -سبحانه وتعالى- يصطفي لإيتاء الحكمة الإنسانَ الذي يستحق أن يضع المال في موضعه الصحيح المفيد.

التفسير التحليلي لآية (يؤتي الحكمة من يشاء)
يمكن تفسير المفردات والتراكيب الواردة في الآية الكريمة بحسب التفصيل الآتي:

(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ)
الحكمة اسم جامع لما يقتضيه العِلم من فِعلٍ للصواب، وذلك لأنَّ الإنسان يسعى للوصول إلى الكمال، وكمال الإنسان يتحصَّل له في شيئين: أنْ يعرف الحق لذات الحق، وأن يعرف الخير لأجل أن يعمل بالخير الذي عرفه. والله يعطي أصناف الحكمة المتنوعة لمن يشاء البحث عن كل صنف منها، ويسلك السبيل الصحيح للبحث عنها؛ فالله مِن وراء كل قصد.

(وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا)
بما أن سياق الآية في التحذير مِن الشيطان وعداوته؛ فإنَّ خيرَ صنف من أصناف الحكمة الكثيرة التي يعطيها الله للعبد الصالح هي "المعرفة بوساوس الشيطان ومكائده"، وكأنَّ العلوم الدنيوية المادية المكتسبة سهل الوصول إليها بمجرد الأخذ بأسبابها، فالدنيا يؤتيها الله لمن يحب ولمن لا يحب، لكن الدين يؤتيه لخاصة مَن يحب ويرضى.

(وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)
أولوا الألباب هم "ذوو العقول الخالصة عن شوائب الوهم والركون إلى متابعة الهوى"؛فالإنسان إذا رأى الحِكمة قد أنارت قلبه، ثم بدأ يتأمل ويتدبر، فسيعرف أنها لم تحصل له إلا بسبب إيتاء الله -تعالى- وتيسيره، فإن وصلَ لهذه المرتبة مِن الفهم كان مِن أولي الألباب؛ لأنه لم ينسب فهمه وحكمته إلا لِمن وهبه إياها -سبحانه- وتعالى.

ما ترشد إليه آية (يؤتي الحكمة من يشاء)
يمكن استنباط أبرز ما تفيده الآية فيما يأتي:

بيان شرف الحكمة
وهي العلم الصحيح النافع المعين على عمل الخير والصواب، وأنَّها توصل صاحبها لأرفع الدرجات؛ فالحكمة تهدي إلى استعمال العقل في أشرف ما خلق له، لذا فإنَّ مَن يريد الآخرة عليه بتتبع سبل الحكمة، ومن يريد الدنيا فعليه بها، ومن يريدهما معاً فعليه بها.

بيان أهمية الحكمة في حماية الإنسان
حيث إن الحكمة المنضبطة بأصول الإيمان وبشريعة الله هي خير وسيلة تحمي مِن مكائد الشيطان ووساوسه؛ لذا فإن المسلم الحكيم العالِم أشق على الشيطان وأبعَد عن وساوسه مِن المسلم العابد الجاهل.

إعطاء الحكمة من أعظم العطاءات والأرزاق
لا مجال للمقارنة بين مَن أعطي شرف المال والجاه، ومَن أعطي شرف العلم والحكمة؛ فالله -تعالى- وصف مَن رُزق بمتاع الدنيا بأنه رُزق المتاع القليل، فقال: (مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ)، لكنه وصف مَن أعطي الحكمة بأنه أعطي الخير الكثير، فقال: (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا).

أهمية التفكر في عطاء الحكمة
إذْ لا يدرك فضل وشرف ما يؤتيه الله -سبحانه وتعالى- الصالحين من حكمته -مقابل ما يرزقه غيرهم مِن متاع الدنيا- إلا مَن يملك لبَّاً وعقلاً ذكياً.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :