facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"BELOW THE PARAPET": تحت المتراس .. عشق وسياسة


أمل محي الدين الكردي
06-02-2023 08:01 AM

هناك الكثير من الصحفيين والكتاب لم يصنفوا ككتاب، ولكن بسبب شهرة والديهم او فرصة تاريخية حققوا مكاسب لم تكن في الحسبان من شهرة ومال.

كتاب كتب عن شخصية رئيسة وزراء بريطانيا مارجريت تاتشر وزوجها دنيس في تسعينات الاعوام الماضية بقلم إبنتها كارول تاتشر التي لم تصنف ككبار الصحفيين والكتاب في حينه حسب الاعلام، ولكن الفجر بزغ لها من خلال مركز والدتها المرأة الحديدية التي كانت من كبار ساسة بريطانيا الذين يرتجفون أمامها ويرتجفون خوفاً منها، إحتل الكتاب في قائمة (صنداي تايمز) المركز الثالث بين أكثر الكتب رواجاً في بريطانيا في عام 1997م لأن الدعاية التي سوقت له يكشف عن أسرار من شخصيتها الحقيقية مثل ،امرأة باردة ومخيفة ونائية .

ولكن هذا الكتاب خيب ظنون الكثيرين لأنه كان يحمل تصريحات وليس تلميحات ،فأثارت الكاتبة بين سطور الكتاب، تعاسة دنيس زوج رئيسة الوزراء المتعمقة حين أصبح زوج رئيسة الوزراء، ولكنها توكد انه كان سعيداً دائماً بنجاح زوجته وولائه الذي لا يهتز اتجاهها ووقوفه بالسراء والضراء معها ،وأضافت من خلال ترجمة الكتاب ان فصيلة دنيس شبه او تكاد تنقرض من الرجال وخاصة الانجليز لما يتمتع من وفاء ومروءة ، وأضفت كاتبتنا من خلال كتابها بانه لم يتدخل يوماً في امور العمل لزوجته كما فعلت هيلاري كلينتون ببداية المطاف ،وكان مكتفياً بمتاع الدنيا وولعه بالشرب وعشقه لرياضة الجولف والرجبي وكرهه للاشتراكيين ونقابات العمال وهيئة الاذاعة البريطانية ،وكان زوج مارجريت تاتشر طيب ولبق وذو كبرياء وخفيف الروح ،حتى بعد اعوامٍ طويلة وهو يعيش بظل تلك السيدة، واضيف من خلال الكتاب تصريح لدنيس صدر عنه عام 1964م لم يكن للحرب تأثير سلبي عليه -لأنني أعتقد أني شخص غير حساس- كما يقول، ولكن الحرب وفرت لي تدريباً وخبرة لا يقدران بثمن لتحمل مسؤولية شركة أطلس وتطويرها .

كانت هذه الحقيقة المخفية وغيرها الكثير من الحقائق ،ولكن بعد أن اصبحت زوجته رئيسة وزراء ، أصبح الجميع تنقب عن ماضيها وماضيه ليكتشف بانه كان متزوج من قبل بإمراة اخرى وكانت الكاتبة بعمر 23 عندما تلقت الخبر الذي أذهلت حسب وصفها ولم تفهم سر عدم معرفتها به فهو ليس من اخترع الزواج والطلاق وعندما مواجهتها لوالدتها التي تتهمها بالكتاب بالبرود فقالت لها:"لا تذكري ذلك الزواج امامه لانه أصيب منه بالجروح لم يندمل بعد"،كان أثناء الحرب ويعتبر جزءً من التاريخ.

واضفت الكاتبة عن دنيس ولقاءه بمارجو عام زوجته الاؤلى عام 1941م في حفل وكانت رائعة الجمال، فبدت له كشعاع من نور يخترق ظلمات لندن الحالكة إبان معركة بريطانيا ضد قاذفات هتلر وصواريخه ليضيء أفق حياته وكانت مجندة ترقص شوطاً من الليل ثم تركب شاحنتها لتنقل قطع الطائرات الى المصنع، ولكن ظروف الحرب سرعان ما فرقت بينهما واصبحت فترات الانفصال طويلة تتخلله لقاءات سريعة ،وبعدها اصبحت العلاقة عبر الرسائل وكانت يكتب لها "يا فطيرتي الحلوة" الذي ورث هذا اللقب لتاتشر فيما بعد.

وبعدها وقع بغرام تاتشر واستحوذ على مشاعره ولازمة وكان يحكم لمباريات الرجبي حتى عام 1963م، وكان حكماً جيدا ولكنه لم يصل الى القمة، واضيف من خلال الكتاب اختيار مارجريت من حزب المحافظين عام 1949م عن دائرة (دارتفورد) وتعرفه على الانسة الجميلة من خلال حفل عشاء وقال عنها بأنها "شابة لسعاء" تستحوذ على اهتمام الحضور ووجد ثقتها وتصميمها السياسي ملموسين وكانت تعيش هي واختها الاكبر منها باربعة سنوات فوق بقالة مع والدها الذي كان قوي الشخصية وكان له تأثير بتكوين شخصية ابنتيه، ولكن لم تتطور العلاقة الى حب وعشق تعصف له القصص ،لأن تاتشر بعد سنوات سئلت، هل كان حباً من النظرة الاولى؟ فأجابت بدبلوماسية :"لا كان امامنا معركتان انتخابيتان تعين علينا ان نخوضها اولاً"، وقال دنيس رشحت نفسها مرتين عن دائرة دارتفورد وسقطت في المرتين وفي المرة الثانية بكت على كتفي فتزوجتها .

وحسب الكتاب بحياة المرأة الحديدية وكأنها تزوجت من اجل السياسة بأنه يجب ان يكون لها زوج واطفال حسب نصيحة اللورد بوسوم، وتزوجت دنيس في 24اكتوبر 1951م، وكان زواجاً تقليدياً بفستان مخمل ازرق وقبعة كبيرة غرست بها ريش نعام ولم تلبس الفستان الابيض حسب التقليد المعروف وقضت شهر العسل في جزيرة ماديرا البرتغالية في المحيط الاطلسي ودرست القانون وهي حامل وبعد مشاورة دنيس قال لها :(افعلي ماتشائين يا حبيبتي)، كان قوله كختم يختم اتجاه افعالها المستقبلية .

كان الكتاب يحمل الكثير عن هذه السيدة التي هزت العالم بالحديث عنها وعن خبراتها السياسية وجبروتها ويحمل القصص الكثيرة عن حياتها ومشاركة زوجها لها الدائم وعن مصائب واحزان وافراح، وكان خير داعم لها علماً هو شخص لا يظهر عواطفه ولكنه كان مهتماً بها من خلال شراء الهدايا الثمينة لها، وقد كتب لها على ساعة معصم ثمينة (كل دقيقة غالية الثمن) وشرح الكتاب بفصول اخرى عن حياتها السياسية والانتخابات التي كانت تشكل جزء من حياتها وكان لدنيس تنبوءة لها في حياتها وكانت تحصل معها .

واضافت الكاتبة عن حدث انه في ليلة عشاء مع بعض الاصدقاء كان الظلام والبردفي لندن يلفانهما وقد استحوذت عليهم هواجس جامحة، فتوقف والدها دنيس فجأة ورفع نظارته ليمسح دموعه واحتضن كارول وهمس في أذنها وقال لها بصوت مكسور (أن ما يؤلمني هو الخيانة والغدر ،وهذا كل شيء)، مشيراً الى خيانة مارجريت في مجلس الوزراء من زملاءها/ وهي المرة الوحيدة التي كانت تشاهده اباها يبكي، وبنهايات الكتاب الذي كتبت كارول بأن هناك من سعى خفية للمكافأة دنيس على الدور الذي قام به كزوج لرئيسة وزراء دولة عظمى، ففي 7 ديسمبر عام 1990 منحت الملكة اليزابيت أعلى وسام ببريطانيا لتصبح البارون تاتشر ومنحت دنيس لقب سير آي بارون سكوتني، وحرصت تاتشر ان يكون اللقب وراثياً الذي منح لزوجها.

هذه اللمحات السياسية كما كتبتها كارول بحق والديها، ولكن يبقى السؤال من خلال ترجمة الكتاب وكما كتبت بالبداية انه كان تصريحات وليس تلميحات، كيف كان الصراع بين الحب والسياسة والاثنيين لا يلتقيان؟ ، لا شك بأن هناك الكثير من الاسرار بحياتها قبل وفاتها، ولكن يبقى هناك ما يحكى ولا يحكى وهناك الكثير دفنت أسرارهم بقبورهم .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :