facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




معصرة الحكومة ..


سهير جرادات
28-11-2010 02:13 PM

جلس بجانب شوال الزيتون ، ينتظر أن تفتح المعصرة أبوابها ، وما هي إلا دقائق حتى حضر صديقه "أبو نشأت" وهو يجر شوالين ملأهما بالزيتون ، فنهض مسرعا للسلام عليه ، وأفسح له مكانا للجلوس بجانبه .

التفت " أبو نشأت " وقال ، خير " أبو زيد " بس شوال زيتون ، أسرع بالإجابة : هاي السنة مش غلال ، راح يكون الزيت ثلثه من غلة السنة ، وثلثينه من غلال السنة الماضية .. والقطف القديم من الزيتون بدي أعمله رصيع .. والزيتون قطف جديد بشطبه ، وهيك بكون نوعت ، وجددت .. ومثل ما يقال " اضحك على العين ، لأنه العين إللي بتاكل ".

انتفض "أبو نشأت " وقال : أنا زيتوناتي أغلبها قطف قديم ، على شوي قطف جديد ، ومال على " أبو زيد " وهو يقول له : بيني وبينك ،" أغلبهم مجربين" ، وإذا مش مرة مرتين.. علشان هيك لا بنفع رصعهم ولا بنفع معهم التشطيب ، فقررت أن اتركهم على حالهم " حبة كبيرة " وأكلسهم ، يعني أضيف لهم الكلس ، حتى أحافظ على شكلهم أطول فترة ممكنة.

شد " أبو زيد" على يد " أبو نشأت " ، وهو يقول له : اسكت .

وصل " أبو غيث" ، وأسرع بإلقاء التحية على " أبو نشأت " ، الذي بادر بتوجيه سؤال له : شو بشوفك جاي واديك فاضيه ، رد : الشباب وراي ، حاملين الشوالات .. ما إحنا خلص شبه اتفقنا أن أتولى أنا عصر الزيتون.. أسرع "أبو زيد" بسؤاله : كم شوال ، أجاب : 4 شوالات .

ازاح " ابو زيد " وجهه، وهو يتمتم ، رد " أبو غيث " بالقول : خير ، شو بتقول ..ابتسم " أبو زيد " وهو يقول : لا ، بقول ، ما شاء الله ، فيهم البركة! .
لحظات ،حتى وصلت الشوالات الأربعة محملة على أكتاف مجموعة من الرجال والنساء والشباب وكبار السن والطاعنين ، أنزلوا الحمل ، وغادروا مسرعين ، غير ملتفتين إلى ما وضعت أيديهم ، جلس " أبو غيث " بجانب الشوالات ، بانتظار أن تفتح المعصرة أبوابها .

نظر " أبو نشأت " نحو الشوالات الموجودة بجانب " أبو غيث" وقال له : زيتوناتك قطف جديد ؟ أجاب : أول قطفه ، وفي شوي قطف قديم" عتقية " .. بادر " أبو زيد" بتوجيه سؤال له: كبيس الزيتون؟ ، بأمتعاض أجاب " أبو غيث " ، لا عصر ، خيوه.

نظر " أبو زيد" إلى " أبو نشأت " وغمزه ، وهو يوجه الكلام ل "أبو غيث" ، ليش يا رجل ...شَكلهم ، نُص كبيس ، ونُص عصر .. هز " أبو غيث " رأسه ؛ وهو يجيب " اريح لراسي ، من أولها كله عصر" .. خاصة أن أغلبه مشكوك بطريقة قطفه ..قاطعة " ابو زيد" : بتخاف يا رجل تكون بينهم حبة زيتون خربانه ، بتخرب طعم الزيت ..

وقف " ابو غيث " ونفض يديه ، وهو يقول : ما عليك يا زلمة ، العبره بالخواتيم ، الك بالنهاية تشوف زيت صافي ، مش عكر..." بلمع "، مثل ما بيقولوا "من المعصرة للسفرة .. على طول".

ما هي الا دقائق ، فتحت المعصرة أبوابها ، ودخل " أبو نشأت "كونه الأكبر سنا بينهم ، وبعد أن أكد له صاحب المعصرة أن "زيتوناته ناشفات ما بنفعوا زيت" ، رصعهم وكبسهم بمادة الكلس حتى يضمن ان لا تهلط الحبة من كبرها ، وليحافظ عليها يابسة أطول فترة ممكنة ..

وفي هذه الأثناء ،أخذ " أبو زيد" يفصل زيتوناته ، الكبيرة على جال ، والصغيرة على جال آخر، أما " أبو غيث " احتار في بداية الأمر ، وبعد قليل رتب شوالاته ، وفرز حبات الزيتون ، الخضراء لحالها ، والحبة السوداء لحالها ، والحبة المرتوية بالماء على جال؛ بعيد عن تلك الحبة الناشفة ..وفكر قليلا ، ثم عقد العزم على عصر جميع الشوالات .

.. بعد التوكل على الله ، عصر " أبو غيث " زيتوناته ، ووضع قليلا من الزيت في كوب ، وأخذ يتغزل في الزيت ، وهو يقول : شوفوا لونهم مثل الذهب ، قال " أبو نشأت " اللون مش مهم ، الأهم الطعم .

قال " أبو غيث " ، أتفضل ذوق ، أخذ " أبو نشأت " قليلا من الزيت وذاقه ، فوجده مرا ، قال : الله أكبر ، مر .. أسرع " أبو زيد" بتذوق القليل منه ، وقال : صحيح أن زيتاتك ، مُرين يا " أبو غيث " ، بس ما تخاف ، بَيتهم سنة ، بروح منهم المرار ، ومثل ما قالوا كبارنا "بعد سنه بصير ، عزهم للاستهلاك " .

خرج " أبو نشأت " بمعية " أبو زيد " وبصحبة " أبو غيث " من " تحت القبة " عفوا أقصد المعصرة ، كل يحمل غلة السنة ، لوضعها على مائدة المواطن ، الذي ينتظر ان يتذوق إنتاجهم ؛ حينها يمكن أن يحكم على النوعية إن كان فيها مرارة أو حلاوة ..ومدى دقة تطابق قول..." نَقىْ عِينهم ، يا نَقى عِيني" على نقى عين" ابو زيد ".

ويبقى " زيتنا " ذهب الاردن الصافي عيار 24 ، لا نقبل أن يعكره مرارة من تسول نفسه ، أن ينتهز منصبه لغايات تصب ضد مصلحة الوطن...


jaradat63@yahoo.com





  • 1 فهمي 28-11-2010 | 02:21 PM

    ايش هالالغاز والله انك رائعة

  • 2 ساالم عودة 28-11-2010 | 02:34 PM

    نحن في موسم الزيتون موسم التغييرات حكومية واعيان وانواب الربط جميل

  • 3 صخر شمالي 28-11-2010 | 02:43 PM

    كل يوم تكبرين في نظري حماك الله يا سهير

  • 4 محمد الخالدي 28-11-2010 | 02:59 PM

    روائع روائع الكلام ما قل ودل وانتي مع احتفاظ الالقاب اجدتي هذا بابداع وارجو ان يكون لك كتاب يحمل هذا العنوان وبه ما لذ وطاب من ماكولاتنا الشهية مثل زيت الزيتون اللذيذ نشكركي على هذا الابداع وننتظر القادم بشغف

  • 5 We need more 28-11-2010 | 06:06 PM

    you are more than excellant

  • 6 سليمان مازن الخلفات 28-11-2010 | 06:53 PM

    كلام مُحنك , فيه المعاني الكثيره وأسلوبك رائع في استخدام التشويق .

  • 7 جرادات 28-11-2010 | 08:50 PM

    المقال جميل و يحاكي مواضيعنا اليومية.

  • 8 د.محمد حسين القضاة 28-11-2010 | 09:49 PM

    الله يقواك ياسهير...انت ذهب صافي عيار(24)...

  • 9 راما 28-11-2010 | 10:58 PM

    مقال جميل

  • 10 نبيل 29-11-2010 | 12:17 AM

    مقال يوحي بفهم عميق لما يجري بعد ان اتفقت الحكومة مع النواب مع الاعيان ضد الشعب . عشت ايتها الحرة

  • 11 29-11-2010 | 01:40 AM

    عين الحسود بيها عود. حوطتش بالله


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :