facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فقراء يغيثون فقراء!


كمال ميرزا
18-02-2023 08:10 AM

يقولون إنّ الرياضة هي من أهم مظاهر رقي الشعوب، وإنّها تدور حول الأخلاق والقيم الإنسانية قبل أن تكون موضوع ربح وخسارة و"بزنس".

حسنا، لماذا لا يطلق الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA واتحادات الرياضات الجماهيرية الأخرى مبادرة يقوم بموجبها جميع اللاعبون المحترفون في الدوريات والبطولات الكبرى في العالم بوهب رواتبهم وجوائزهم السنوية لصالح إغاثة متضرري الزلزال في سورية وتركيا؟!

"بلاش" سنة، راتب شهر فقط، أو حتى أسبوع، هل يمكن أن تتخيلوا حجم المبالغ التي سيتم جمعها؟!

الحديث هنا ليس عن تبرعات تُخصم من ضرائب اللاعبين أو تُعفى من الضريبة، لا، الحديث هنا عن هبة، بحيث تقوم كل دولة باقتطاع الضرائب المستحقة لها نظير هذه الرواتب بشكل اعتيادي (حتى لا تتغنوج الدول وتتذرّع بتأثير ذلك على ماليّتها العامّة)، ومن ثم يقوم اللاعبون بوهب صافي رواتبهم التي يفترض أن يستلموها للضحايا هكذا بلا طنطنة أو بهورة.

هذا التصرف لن يؤثر على مستوى رفاهية ومعيشة اللاعبين؛ كلهم يمتلكون ثروات وأرصدة صَغُرت أو كبرت، ولن يفقد أحدهم بسبب ذلك منزله أو سيارته، وسيبقى قادرا على أن يأكل ويشرب ويرسل أبناءه للمدارس ويمارس نفس طقوس نمط الحياة الذي اعتاد عليه طوال هذه السنة.

أليس اللاعبون ملك الناس/ الجمهور وصنيعتهم؟ ومن دون الناس لا قيمة للاعبين واللعبة، حسنا، في مثل هذه المواقف والكوارث يكون واجب اللاعبين ردّ شيء من الدَين الذي في رقابهم للناس!.

هذا التصرف هو أفضل برهان على تحضّر ورقي وأخلاقية وإنسانية الرياضة، وينفي عنها تهمة "البزنس" و"الجشع".. وما دون ذلك فإنّ حركات تضامنية مع الضحايا على غرار الوقوف دقيقة صمت، أو ربط شريط أسود حول المعصم، أو نشر إدراجات وتغريدات، أو حتى تقديم تبرعات (من الجَمَل إذنه) تحت الأضواء.. تغدو جميعها محض نفاق ورياء و"سقاعة وجه" و"ضحك على اللحى"!.

يمكن تعميم الفكرة لتشمل فئات غير الرياضيين، كبار نجوم التمثيل والغناء والإعلام مثلا، والموظفين من فئة الإدارة التنفيذية في الشركات الوطنية والقومية والدولية الكبرى، وكبار موظفي الدول من الفئات العليا، وطبعا السياسيين من فئة نائب وعين وعضو كونجرس ومجلس عموم.. الخ.

وهنا فليكن الحديث عن نصف رواتب ومداخيل هؤلاء الأشخاص حتى لا نشقّ عليهم.

نحن هنا بصدد مبالغ خيالية تفوق احتياجات الإغاثة المطلوبة، وفي نفس الوقت، وهو المهم، لن تؤثر على رفاهية ومستوى معيشة ونمط حياة الفئات المذكورة أعلاه!.

ولكن للأسف، هذه الفئات والشركات والبنوك والصناديق السيادية والدول التي تقف وراءهم، ليست على استعداد لدفع قرش أحمر بالصيغة أعلاه أو حتى السماح بذلك، وفي المقابل هم على استعداد لأن يشجّعوا الفقراء ليل نهار، وأن يلعبوا على وتر مشاعر الفقراء ليل نهار، وأن يستفزّوا ضمير الفقراء وعقد ذنبهم ليل نهار، وأن يزاودوا على وازع الفقراء الديني والأخلاقي ليل نهار.. كلّ ذلك من أجل حثّ هؤلاء الفقراء وابتزازهم عاطفيا لكي يقتطعوا من أفواههم وأفواه أسرهم وأبنائهم من أجل إغاثة فقراء مثلهم!.

فقراء يغيثون فقراء، هذا هو واقع العالم الرأسمالي الحقير الذي تحيا في ظلّه البشرية هذه الأيام، والأنكى والأحقر أن ذلك يتم على طريقة "العوا للذيب والصيت لأبو زيد"!!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :