تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم الوطني الـ 39 في الثاني من ديسمبر 2010، وهي تواصل بإرادة قوية وخطى واثقة مسيرة التقدم والازدهار والتنمية الشاملة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة- حفظه الله. وكانت الدولة الفتية قد تشكلت بتاريخ 2/12/1971وضمت سبع إمارات،هي : ابوظبي ، دبي ، الشارقة ، رأس الخيمة، عجمان ، الفجيرة ، ام القيوين .

لقد نجحت دولة الإمارات من خلال سياساتها الخارجية الفعّالة، في إقامة علاقات شراكة سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية وتقنية وتربوية وصحية مع العديد من الدول المتقدمة، بما عزز من المكانة المرموقة التي تتبوأها في العالم، كما كانت توجيهات وزير الخارجية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان للسفراء الإماراتيين في الخارج دليلاً ونبراساً للانضباط والاعتدال والحفاظ على الإخوة والتكامل مع الشعوب العربية والدفاع عن الحقوق الإنسانية والكرامة البشرية، بما ينسم مع ما تسير عليه الدولة من سياسة حكيمة متزنة وعادلة تسعى لعدم التدخل في شؤون الغير، لكنها بنفس الوقت لا تفرط بالحقوق حتى لو كان الخصم أعتى وأقوى الدول وأكثرها دهاء وتوسعية.

لقد قدمت دولة الإمارات في إطار حرصها على إقامة جسور التواصل الإنساني مع الدول النامية مساعدات على شكل قروض ومنح، وأطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في 30 يونيو 2010 "التقرير الأول لمساعدات دولة الإمارات 2009" ، وأعلن سموه أن حجم مساعدات الامارات الخارجية منذ قيام الدولة بلغت أكثر من 33 مليار دولار في حصيلة غير نهائية حتى الآن.

هذا السلوك الإنساني الأخلاقي في رسالة الدولة الخارجية أضحى سلوكاً سياسياً أساسياً في التعامل الخارجي، فضلاً عن مدرسة الشيخ زايد -رحمه الله – المدرسة الخالدة في العطاء والحكمة والخير التي خرّجت الحكام والمسؤولين ضمن المنظومة الأخلاقية المعروفة عن شعب الإمارات، وجعلت دولة الإمارات محط إعجاب واحترام ومحبة من كل شعوب العالم.

كما حقّقت دولة الإمارات الازدهار الاقتصادي وتعزّزت مكانتها في الخريطة الاقتصادية العالمية وفي المحافل الدولية. وأضحت تمتلك ثاني أكبر اقتصاد عربي، حيث أن الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات قفز من 5،6 مليارات درهم عام 1971 ليصل إلى 914 مليار درهم عام 2009 أي بزيادة تُقدر بـ114 ضعفاً وذلك لتركيز هذه السياسات على تنويع مصادر الدخل وسياسة الانفتاح الاقتصادي على العالم. فالدولة لديها النفط ويكاد يكون المورد الوحيد لديها، لكنها جعلته مصدر ثانوي قياسا بالخطط والبرامج التي انتهجتها، وقد وشكل الإنتاج النفطي الإماراتي نسبة 37,9 %من إجمالي الناتج ‏المحلي الإجمالي .

وقد دخلت دولة الإمارات عصر الطاقة النووية في نهاية ديسمبر 2009 بإعلان تأسيس (مؤسسة الإمارات للطاقة النووية) ، ووقّعت مؤسسة الإمارات للطاقة في نهاية العام 2009 بأبوظبي، عقوداً بقيمة 75 مليار درهم مع تحالف لشركات كورية جنوبية وأمريكية بقيادة الشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو) لبناء وتشغيل أربعة مفاعلات نووية حتى العام 2020، حيث سيتم إنجاز المفاعل الأول في العام 2017 بطاقة إنتاجية قدرها 1400 ميغاواط. ولقي البرنامج النووي الإمارات الدعم والثقة الكاملين من المجتمع الدولي ووصف بأنه "المعيار الذهبي" لوضع برنامج للطاقة النووية المخصصة للاستخدامات المدنية. وفازت دولة الإمارات، في نهاية شهر سبتمبر الماضي، بعضوية مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 35 دولة، وذلك عن مجموعة الشرق الأوسط وجنوب آسيا.

واذا كان عنوان انجازات الدول وتقدمها يكمن عادةً في وضع المرأة لديها ومستوى مشاركتها في مرافق الحياة العامة، فان دولة الإمارات تفاخر اليوم بأن المرأة الإماراتية أصبحت تعتلي أعلى المناصب الرسمية وفي جميع المجالات، حيث أصبحت تشارك بفعالية في قيادة مسيرة التنمية والتطوير من خلال مشاركتها في السلطات الثلاث التنفيذية والنيابية والقضائية، إضافة إلى حضورها الفاعل على ساحات العمل النسوي العربي والإقليمي والدولي.

وأصبحت المرأة الإماراتية تشغل اليوم أربعة مقاعد وزارية في مجلس الوزراء، مما يعد من أعلى النسب تمثيلاً على المستوى العربي، وتتمثل بتسع عضوات في المجلس الوطني الاتحادي "البرلمان" من بين أعضائه الأربعين وبنسبه 22,3 في المائة، وعينت وزارة الخارجية التي يعمل فيها أكثر من 65 دبلوماسية، سيدتين سفيرتين للدولة في إسبانيا والسويد.

كما تعمل المرأة في الهيئة القضائية والنيابة العامة، واقتحمت كذلك مجال الطيران المدني والعسكري والدفاع الجوي، كما أصبحت المرأة، نتيجة للجهود الدؤوبة المتواصلة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام ، تشغل 66 في المائة من الوظائف الحكومية، من بينها 30 في المائة من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار و15 في المائة من الوظائف الفنية التي تشمل الطلب والتدريس والصيدلة والتمريض، إلى جانب انخراطها في صفوف القوات النظامية بالقوات المسلحة والشرطة والجمارك.

ما من شك انه من حق دولة الامارات ونحن -الاشقاء العرب - ان نحتفل ونتغنى بما حققته دولة الاتحاد النموذج، بالانجازات الضخمة والخطوات السريعة نحو التقدم التي فاقت كل الحدود والتوقعات. فكل ما هو مميز وفريد في العالم من تكنولوجيا ومعرفة متقدمة ونهضة عمرانية وتنمية رائدة جذبها الأشقاء الإماراتيون ومركزوها في بلدهم بكل تدبير وكفاءة.

من منا لا يعشق دولة الإمارات هذه الدولة الفتية القوية في عطائها وانجازاتها وهي الدولة العربية التي تستقطب وتوظف إعداد ضخمة من الأيدي العاملة العربية وجالية أردنية تتجاوز المئتين الف يعيشون بخير وامان وراحة تامة كأنهم في بلدهم الثاني .

لذا فاننا في الاردن وبقلوب محبة مخلصة نبارك للأشقاء في دولة الإمارات العيد التاسع والثلاثين، داعين المولى عز وجل ان يحفظ الإمارات وشعبها العزيز ويسدد خطاهم على طريق الخير والانجاز لتبقى الامارات قوية متطورة تساند الجميع كما عهدناها.

(الرأي)