facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السياحة .. شمال المملكة يطرح أسئلة خاصة ومهمة


سامح المحاريق
19-03-2023 12:49 AM

أثناء التوجه إلى مدينة أم قيس توقفت لالتقاط الصور في أحد المناطق الخلابة، لم أكن الشخص الوحيد، فعشرون شاباً بملامح عربية كانوا يحصلون على صور جماعية، كانوا من السعودية، واسترجعت الدور الذي قدمه أحد المؤثرين السعوديين على مواقع التواصل ليلفت انتباه مواطنيه إلى بعض المناطق في شمال الأردن، وكان أن أدت تسجيلاته إلى لفت انتباه الأردنيين إلى وجهة غير اعتيادية لدى كثيرين منهم، ليصنعوا حالة من الزحام المؤقت انتهت مع الوقت لعدم وجود المرافق السياحية المناسبة.

بلاد الشام تعني الكثير للسائح الخليجي بشكل عام، وخاصة الطبقة الوسطى في الخليج، وأمام الواقع القائم في كل من لبنان وسوريا يفترض أن شمال الأردن، محافظات جرش وعجلون واربد تحديداً، تمثل ما يمكن زيارته من الشام القائم في المخيلة الخليجية، ولكن ككثير من الفرص الأخرى، فإن واقع المرافق السياحية والموزعة بين التكلفة الباهظة المدفوعة بضغوط التكلفة والضريبة، أو المتواضعة في إمكانياتها والواقعة في الارتجال والتجربة والخطأ من بعض المشغلين المحليين، لا تشجع على استثمار ميزة سياحية مهمة، وحتى المرافق التي ترعاها بعض المؤسسات مثل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، فهي موجودة لتكون موجودة فقط، ولا تمثل بأية حال فكرة الاستغلال الأمثل والاستجابة المطلوبة من قبل القائمين على برامجها والتسعير المناسب في معادلة تجارية.

واقع الأمر أن العقلية السياحية الحكومية تتصور سائحاً مثالياً ونموذجياً يزور الأردن، وتضع في ذهنها مساراً افتراضياً لرحلاته، فهو سائح ينام مبكراً ويستيقظ مبكراً، وعليه أن يدفع في المطعم أو الفندق ما يفوق ثمن ما يدفعه لفنادق مماثلة في دول أخرى قريبة، وهذه الفئة من السياح موجودة بالمناسبة، وتأتي لتزور المغطس وبعض المواقع التاريخية في الأردن، ولكنها تتركز في رحلات قليلة تأتي من افريقيا، بقوة شرائية منخفضة غالباً، ولولا بعض شركات الطيران المحلية منخفضة التكلفة لما رأينا هذه السياحة.

لنعد إلى الشمال، أم قيس، والقرى المحيطة بها، جوهرة حقيقية في مناظرها وأجوائها، والأيام الباردة في قياساتنا المحلية، هي أيام مشمسة بالنسبة للسائح الأوروبي، ولكن هل ستبقى هذه المنطقة ممراً لبعض الزوار الذين يذهبون إلى المناطق الأثرية في ظل تغيب كامل للفنادق التي يجب أن تتلقى الدعم الكامل من أجل التواجد، وأن توظف ما يتوجب دفعه للضريبة في استقطاب خبراء للترويج والإدارة السياحية، فليس معقولاً أن الفنادق تنحصر بين فندق ضعيف الإمكانيات وآخر تحت الإنشاء سيصنف ضمن الفنادق الفاخرة مثل فندق حمامات معين، وأين يمكن للسائح الأوروبي الذي يعتبر السفر أسلوباً لحياته أن يجد النقطة الصعبة لالتقاء رغباته في المعرفة والمتعة مع الموازنة المناسبة.

عند الاصطفاف تفاجأت بمراهق من أبناء منطقة أم قيس يساعدني في الحصول على مكان لسيارتي، ويرشدني في الاصطفاف، وتخيلت أنه يعمل في ذلك، إلا أنه رفض دينارين يعتبران التعرفة المعقولة لهذه الخدمة في عمان، وأخبرني أنه لا يعمل، هو يتطوع من أجل المساعدة لأننا ضيوف المنطقة، وللخروج من المأزق الذي حملته تصورات خاطئة، أقنعته بأن المبلغ الصغير بديل عن هدية تذكارية لو خرجت ولم أجده، وهذا الموقف يعني أن مجتمعاتنا المحلية تمتلك الرغبة والقدرة على تقديم أجواء مواتية للسياحة، بعكس ما كان يذهب له العديد من الخبراء كلما تحدثوا عن معيقات السياحة في الأردن.

المجتمع يتغير بصورة أسرع مما يدركه الخبراء، ومع تقدير الكثير من الجهود الجريئة فإن المسؤولية لا تقع على وزارة السياحة وحدها، ولكن في منظومة كاملة يجب أن تذهب إلى دراسة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية في تنشيط السياحة بدلاً من تحقيق مكتسبات تبدو في ظاهرها جيدة، ولكنها لا تتناسب مع الإمكانات الكامنة في الأردن بوصفه وجهة سياحية تمتلك الكثير من الجوانب غير المكتشفة وغير المستغلة.

(الراي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :