عمون - يعتمد صنع محرّك السيارة على مجموعة من الأسطوانات (cylinders) التي تتراوح عددها بين اثنتين واثنتي عشرة أسطوانة، وعادةً ما تكون أربعة، ستة، أو ثمانية. تتم صناعة الأسطوانات من معدن صلب محكم الإغلاق، حيث يتم فتح وإغلاق إحدى نهاياتها بشكل يشبه مضخة الدراجة، حيث يتحرك المكبس باتجاهين لأعلى ولأسفل داخل الأسطوانة. تحتوي كل أسطوانة على صمامين، أحدهما صمام السحب الذي يسمح بدخول الهواء والوقود من المازج (Carburetor)، والآخر صمام العادم الذي يسمح بخروج الغازات العادمة بعد عملية الاحتراق. تحتوي أعلى كل أسطوانة على قابس شراري (spark plug) أو بوجيه، والذي يتحكم به كهربائياً لتوليد شرارة تشعل الوقود. يتصل المكبس في الجزء السفلي من الأسطوانة بعمود كرنك (crankshaft) أو العامود المرفقي، الذي يساعد في تحويل الحركة الخطية للمكبس إلى حركة دورانية يستخدمها صندوق التروس (gearbox) لتحريك العجلات.

يعتمد مبدأ عمل محرك السيارة على احتراق الوقود لإنتاج الطاقة المحرّكة. يتم ذلك من خلال الخطوات التالية:

يُفتح صمّام السحب ليتحرك المكبس لأسفل ويسحب الهواء والوقود إلى غرفة الاحتراق في المحرّك. تُسمى هذه الخطوة بخطوة الامتصاص (intake stroke).
يتحرّك المكبس إلى الأعلى ليضغط الهواء والوقود الموجودين في الأسطوانة.
عندما يصل المكبس إلى النقطة الميتة العليا، يولّد قابس الشرارة أو البوجيه شرارةً لإشعال الوقود، مما يؤدي إلى حدوث انفجار يدفع المكبس لأسفل.
عند وصول المكبس إلى النقطة الميتة السفلى، يُفتح صمّام العادم ليتم إخراج الغازات العادمة التي نتجت عن عملية الاحتراق.
هذه العمليات تتكرر بسرعة عالية لتوليد الحركة وإنتاج القوة التي تدفع السيارة إلى الأمام.
يوجد اختلاف بين محركات البنزين ومحركات الديزل. محركات البنزين هي الأكثر شيوعًا وتعتمد على حقن الوقود لكل أسطوانة من خلال حاقن الوقود (Fuel Injector) الذي يرشّه قبل صمام السحب. يتم خلط تلك الكمية من الوقود مع الهواء الداخل من خلال فلتر الهواء، ثم يتم إدخال الخليط إلى الأسطوانة.
أما في محركات الديزل، فيتم حقن الوقود مباشرةً في الأسطوانة ليختلط مع الهواء الموجود فيها. نظرًا لأن عملية الحقن تحدث داخل منطقة الاحتراق مباشرةً، فإن محركات الديزل تعتبر أكثر قوة من محركات البنزين.