facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شعب ممزق بين القوة والأخلاق


أمل محي الدين الكردي
26-04-2023 04:34 PM

مؤلفة من السلالة اليهود الروس ذو الاصل الالماني المهاجر الى الولايات المتحدة الامريكية ،كتاب لا تقره او تعترف به الصهيونية العالمية لانه يتحدث عن مجتمعات يهودية ومواقف لليهود في اسرائيل من العرب وفلسطين.

الكتاب عندما تتعمق به لاول وهلة فهو ليس عادياً للصهيونية كما يتصور القارىء العربي ولكنه ينتقد السلوكيات اليهودية عبر التاريخ وخاصة العصر الحديث وركزت الكاتبة عن تحالفاتهم على مر العصور ونظرتهم لبعض القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي طرحت في اوروبا في القرنيين الماضيين واتخذ اليهود كطائفة موقفاً محدداً ،تلك الحقائق المذكورة جعلت من الكتاب شيئاً نادراً في حينه لا يمكن الحصول عليه بسهولة .

أظهرت الكاتبة المعالجة غير الودية للقضية شعب الله المختار – والمضطهد بنفس الوقت .فوصفت الكاتبة بمقدمة الكتاب والتي طرحت مجمل تصوراتها حول علاقة اليهود بالخرافة كون اليهود دين واحد وشعب واحد فأضافت بأن اليهودية ثوب متعدد الالوان غير منسق ،واليهودية كدين متشرذم ومتعدد بحيث لا يمكن المصالحة بين فروعه المختلفة وكمجموعة دينية عرقية فأن اليهود يفتقدون التماثل والتشابه فاليهود السفارد ذو المنشأ الاسباني لا يشتركون مع اليهود الاشكناز- يهود اوروبا الشرقية في شيء لا اللغة ولا العادات او الاصول او الثقافة .

ومن هنا اضافت الكاتبة ان اليهود يتميزون بصفاتهم الاخلاقية ،وعندما لا توجد هذا الصفات لا يوجد يهود.فبينت ان اجتياح اللبنان في عام 1982م والمذابح التي رافقت ذلك جعلت اخلاق اليهود أمام تساؤل الذي انتهى امام اليهود والامريكان وكتبرير ما فعلوه الى وضع اللوم على القادة الاسرائيلين في حينه على تلك التصرفات إلا ان حقيقة الامر هي ان اسرائيل كانت قد اغتصبت اراضي العرب ومارست سياسة الاضطهاد على اوسع نطاق.

وزادت وصفاً بأن اليهود اصبح يعبدون الها آخر اسمه القوة ،واصبح كل يهودي يقول الحق خارج عن الاجماع يصبح عليه العقاب .

أما القاعدة الأخرى التي بنيت عليه قاعدة اطروحتها فكتبت: أن كان المسيحيين يعتقدون ان العالم بدأ بقصة آدم وحواء فان قصة اليهود تبدأ من الشتات ،وفي هذا الشتات تقول كون اليهود قواعدهم الأخلاقية بدأت بالوصايا العشرة ،والتي هي وصايا أنسانية ومعروفة للحضارات سابقة وهناك الوصايا السلبية ، وتتابع الكاتبة في الفصول الاخرى تاريخ اليهود القديم واصرارهم ان يكون لهم ملك ودولة وتعرج الكاتبة الى معالجة سقوط الدولة اليهودية وتضيف قصة اليهود منذ الشتات وكيفية عيشهم وهم منعزلين عن غير اليهود وطردهم من اسبانيا ومن دويلات المانية واتجاههم الى اوكرانيا ولتوانيا وبولندا وناقشت الكاتبة علاقة اليهود بالثورة الفرنسية وعلاقة اليهود بالفكر اليساري والاشتراكي في اوروبا ،وحصولهم على المواطنة الأولى.

كما تحقق لهم ذلك بعد الثورة الامريكية ولكن ظل التصاقهم بموجات التغيير وخاصة في اوروبا بالقرن التاسع عشر ودورهم في عام 1848م ولكن رغم افكار المساواة ضل اليهود يحاولون الحصول على امتياز لهم كشعب ودين.

وذكرت الكاتبة عن اشخاص تحولوا من اليهودية الى المسيحية من أجل اهدافهم واضفت عن تجارة اليهود للعبيد وناقشوا القضية في امريكا ليس انها قانونية ولكن كقضية دينية. واضافت عن عدد اليهود في امريكا في نهاية القرن التاسع عشر اي بين 1880-1920م تزايد عددهم من 250 الف نسمة الى 3ونصف مليون نسمة في امريكا وكان معظمهم من اوروبا الشرقية وروسيا .

وتضيف الكاتبة ان اليهود الذين اعطوا العالم القواعد الاخلاقية ومفهوم الدولة المثالية – الى بناء دولة اسرائيل والتي هي ليست مثالية ولا اخلاقية وكذلك تدعي الصهيونية انها حركة وطنية وأن كانت كذلك فانها لم تحرر احد واضافت الى بداية عام 1983م اي تاليف هذا الكتاب ان 75% من اليهود يعيشون خارج اسرائيل معظمهم باختيارهم دون ضغط اما بقاء اليهود في اسرائيل هو بقاء تحت الضغط النفسي ان لم يكن الحقيقي .

لقد اختارت الحركة الصهيونية ان تبني لها دولة في فلسطين وذلك من خلال اضطهاد العرب الفلسطينيين الأصليين وجمع شتاتهم من اليهود من انحاء الدول المختلفة والذين لا يشتركون بالثقافة او اللغة او اللهجة فقط ولكن يجمعهم هوية يهود ولأن إسرائيل فرضت على الفلسطينيين فأنهم استعمار وليست حركة تحرير .

ولكن ما اثير الانتباه بكتابتها هي تدعو ان تكون اسرائيل اول من يحاكم على جرائمها وليست البلدان الاخرى التي تحاكم على اساس معاملتها لاسرائيل .

وشرحت وأضافت الكثير الكاتبة من التفاصيل والوقائع للخلافات عرقية وانسانية واجتماعية بين الفئات اليهودية الذي لا يسعني ذكرها بمقال ولكن اضافت بأن الثقافة والعرق القادم تاريخ مختلف. أما عن سياسة إسرائيل فاستشهدت بأقوال ومفكرين يهود وسياسيين بأن افضل طريقة لاستمرار السيطرة وبقاء اسرائيل هي استمرار العرب بالتخلف.

هذا قليل مما جاءت به الكاتبة في هذا الكتاب وحمل الكثير والكثير ولو كتب بيد عربية لعلقت مشنقته ولكنها شهادة ووثيقة تاريخية كتبت من شاهد منهم ونحتاج اليوم الى ترجمة هذا الكتاب بكل تفاصيله ليكون وثيقة بين ايدي الجميع للتتعرفوا على الصهيونية بقلم يهودي وشرح مبسط .

القضية اليوم تحتاج الرجوع الى قراءات وتحليل لنفهم هذا الجيل الذي لا ينتمي الى تاريخ وثقافة واحدة وانما الى جذور مشتتة تحاول ان تبني نفسها للتصنع لها تاريخ .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :