الجامعة الهاشمية مؤشرات في الحداثة والتطوير * صابر الهزايمه
22-12-2010 04:00 PM
تعتبر الجامعة الهاشمية والتي صدرت الإرادة الملكية بإنشائها عام 1991 وباشرت مسيرتها التعليمية عام 1995 إحدى المؤسسات المتميزة في التعليم العالي في الأردن وقد أخذت خصوصيتها من تركيزها على تقديم التعليم النوعي المستند الى أحدث الوسائل التكنولوجية وخصوصاً تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهي تحمل في رسالتها رؤية شاملة في تحقيق أهداف التنمية الوطنية الشاملة بإعداد الكوادر البشرية الكفؤة وتوظيف المعرفة والتكنولوجيا الحديثة باقتدار لتلبية حاجات الوطن والأمة والعمل على تحقيق الريادة والتميز على المستويين المحلي والإقليمي في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي وخدمة المجتمع، وإن نظرة حيادية لما تقوم به الجامعة الآن وتعده من برامج عمل تأخذ بمبدأ التنافسية انطلاقاً من واقع التعليم العالي في الأردن والنهوض به رغم كل المعيقات الأخرى سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو غيرها يدفعنا الى القول بأن الجامعة الهاشمية تتبنى إستراتيجية تنموية طموحة تراعي مبادئ التحدي وعوامل التحول في السوق والتي تتطلب تخصصات تلبي حاجته من القوى البشرية المؤهلة لتحّتل كثيراً من المواقع بتخصصاتها العلمية والإنسانية ويشهد لها في هذا المقام بحثها الدؤوب عن سبل ناجعة في إحداث التغييرات التي ترفع من مكانة خريجها وتجعل الطلب عليه واضحاً للعيان.
وهي تؤمن كذلك بأن الانفتاح على الجامعات العربية والعالمية بدراية تامة وتخطيط مسبق سيؤدي في المحصلة الى نتائج شاملة في مقاربة البرامج الدراسية بعضها ببعض وتبني المتميزّ منها الذي ثبت نجاحه في الكثير من دول العالم قياساً على قواعد النمو الاقتصادي والاجتماعي والعلمي... يشار هنا: الى عدة اتفاقيات دولية عقدتها الجامعة مع اكثر الجامعات الأميركية والأوروبية شهرةّ وغيرها من الجامعات المرموقة والعريقة كمثل اتحاد جامعات الاورومتوسطية، والذي يضم (179) جامعة أوروبية وجامعة تركية منها الهاشمية وهي الممثل الوحيد للجامعات العربية فيها ولا شك في أن ما تقوم به من توأمة بين العلم والتكنولوجيا وإصرارها على تحويل ذلك إلى قوة إنتاجية مثمرة كالذي تقوم به كلية الهندسة من مشاريع بحثية تخدم الحركة الصناعية في الأردن وتوفر الكثير من النفقات دليل على ذلك.
كما ان استقراء عناصر خارطة النشاطات التي وضعتها الجامعة لدور الشباب تنبئ بوضوح عن أهداف طموحة تؤكد فيها الثوابت الثقافية والإيمان العميق بقدراتهم خاصة في ظل ما يعرف بمرحلة الإفراغ الثقافي التي تعيشه كثير من المجتمعات العربية بعد طغيان قيم دخيلة عليها، مستندة في ذلك إلى أصالة التراث وحيوية المعاصرة وعلى المقومات الأردنية تاريخاً وسياسة واجتماعاً لخلق جيل من الشباب قادر على تحمل المسؤولية وأداء الأمانة بتحفيزهم وتفعيل طاقاتهم بروح من الإيثار والعطاء وزيادة مشاركاتهم في الهيئات والمبادرات.
ويجب الاّ ننسى خصوصية برامج الدراسات العليا والدبلوم العالي وتوفير وسائل ومصادر دعم البحث العلمي وتصميمها على ابتعاث أكبر عدد من الطلبة للحصول على درجة الدكتوراه وتبنيها لبرامج تطوير التعليم المستمر وخاصة ما تنفرد به الجامعة من تخصصات في البيئة والمياه والتعليم الالكتروني والطب ناهيك عن طموحاتها المباركة في إنشاء مستشفى تعليمي يخدم طلبتها إضافة إلى ما سيقدمه من خدمة لأبناء المجتمع المحلي في محافظتي الزرقاء والمفرق.
إن محور تطوير الإدارة الجامعية وما تقوم به رئاسة الجامعة في هذا المجال يستحق التقدير بفلسفته التي تعتمد استقراء مقدرات الواقع واستشراق المستقبل وتوزيع الإمكانات الإدارية والتعليمية والهادفة إلى تحسين جودة الأداء لأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية دون أن يخضع ذلك للرغبات أو الأهداف الشخصية الخاصة ودون أن يندرج أيضاً ضمن سياقات التصريف الروتيني للأعمال اليومية لدى العاملين حيث أصبح بند التحديث والتطوير يحتل قائمة جداول الأعمال المختلفة سواء تعلق ذلك بتطوير الهياكل التنظيمية لكليات ودوائر الجامعة أو المتابعة الحثيثة لتطوير مفاهيم التنظيم الإداري الحديثة وإعادة القراءة لنوعية العاملين أكاديميين وإداريين إضافة إلى سياسة ترشيد الإنفاق والتكاليف وتطوير العمل والإنتاج وإحداث التغييرات الايجابية في مكونات البيئة الجامعية للحد من بعض البيروقراطية ومواطن الترهل، والإصرار على تعديل مؤشرات النمو في مختلف المجالات، وبعد فهل يمكن لنا أن نقول أن الجامعة الهاشمية هي جامعة المستقبل وأنها تمارس دور واسطة العقد أو فيروزته بين قريناتها من الجامعات الأردنية والعربية؟ أظنُّ ذلك والى الأمام.