عمون - من ويليم سلايطة - في سلسلة الندوات والمحاضرات المتعلقة بالتعددية والتنوع التي تقيمها مدارس ولاية مشيغين، استضافت مدرسة "بلومفيلد هيلز الثانوية" في الرابع عشر من اذار الماضي الناشطة الاميركية الفلسطينية المحامية هويدا عراف للحديث عن القضية الفلسطينية.

بعد انتهاء المحاضرة تلقت ادارة المدرسة شكاوى من اولياء امور الطلاب وهم في اغلبيتهم من اليهود الاميركيين، معربين عن غضبهم من ان عراف تحدثت من وجهة نظر فلسطينية فقط مما دفع مدير المدرسة ميتك ستروتر الى معالجة الوضع بارسال رسالة اعتذار واستنكار بواسطة البريد إلكتروني.

كتب ستروتر في رسالته لاولياء امور طلبة المدرسة إن المحامية هويدا عراف انحرفت عن المسار الموضوعي للمحاضرة وناقشت الموضوع من وجهة نظرها الشخصية ودافعت عن الجانب الفلسطيني وادلت بمعلومات معادية لاسرائيل واتهمتها بانها دولة عنصرية.

منذ آذار الماضي اندلعت عاصفة من الجدل الحاد بين قيادات الجالية اليهودية الذين أعربوا عن غضبهم متهمين عراف بمعاداة السامية.

في الاسبوع الماضي أعلنت منطقة بلومفيلد هيلز التعليمية أن مديرها باتريك واتسون سيتقاعد في الشهر القادم وان مدير المدرسة الثانوية التي تحدثت فيها عراف، لورانس ستروتر، استقال.

اوضح الجدل العاصف خلال الشهرين الماضيين والذي تبع محاضرة عراف التحديات الصعبة التي تواجهها المجتمعات المحلية المتنوعة في الولاية بسبب تآكل حرية الرأي واحترام الرأي الاخر. وفي محاولة لخلق حوار بناء بين اليهود والعرب والمسلمين الاميركيين في المنطقة شاركت المحامية عراف في الـ 30 من شهر نيسان الماضي مع شخصيات يهودية وعربية فلسطينية في ندوة رعتها منظمة "صوت السلام اليهودية" حضرها اكثر من 150 من افراد المجتمع انتقد المشاركون ردود الفعل الغاضبة لبعض مسؤولي المدارس وزعماء الجالية اليهودية قائلين إن دعم الفلسطينيين ليس معاداة للسامية في حين اعرب البعض عن رفضهم لمبدأ عقد الندوة.

وفي الاسبوع الماضي شاركت عراف في مسيرة تستنكر معاداة السامية أمام احد المعابد اليهودية في مدينة رويل اوك كان تعرض للتخريب بعد ان وضع مجهولون رموزا نازية على جدران المعبد. وكان الزعيم اليهودي الاميركي الحاخام آشر لوباتين قد انسحب في اللحظات الاخيرة من جلسة حوار مع المحامية هويدا عراف يوم الجمعة، 12 ايار مع الاعلامي بيتر بينارت، الذي غالبًا ما يكتب عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

واعربت عراف عن قلقها من تداعيات استقالة مسؤولي مدرسة بلومفيلد هيلاز الثانوية قائلة ان ذلك يخلق تأثيراً مخيفاً علي حرية التعبير وان "الناس الذين يتحدثون عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني واؤلك الذين يفكرون في توفير منابر حرة للتحدث عن حقوق الفلسطينيين سيشعرون بالخوف والتردد، مضيفة ان هذه هي النية لإسكات الصوت الفلسطيني، وهذا أمر خطير. لهذا السبب لم نلتزم الصمت حيال ذلك، أردنا أن نفعل شيئًا ما لمصلحة قضيتنا الانسانية القضية الفلسطينية".

في حين قالت ليورا ريز، المديرة التنفيذية لمنظمة اوقفوا معاداة السامية، في بيان: "يجب أن تكون هناك عواقب على التحريض على معاداة السامية إذا أردنا القضاء عليها، وها هو مجتمع بلومفيلد هيلز يفرض تلك العواقب". مضيفة كان هناك الكثير من الاهمال غير المقبول في الفترات السابقة.. والآن تقع على عاتق المقاطعة مسؤولية منع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل".

واعرب احد زعماء المسلمين في مشيغين وهو الدكتور يحيى باشا عن امله ان تسفر النقاشات المستفيضة التي حدثت خلال الشهرين الماضيين إلى نتائج ايجابية تؤدي الى تقريب وجهات النظر بين الجاليتين اليهودية والمسلمة

يأتي هذا الجدل في الوقت الذي يحيي فيه الجانبان هذا الربيع الذكرى ال ٧٥ لتأسيس إسرائيل، وذكرى النكبة حيث يخطط الفلسطينيون لتجمع حاشد السبت في ديربورن.

يوم امس اصدرت المنطقة التعليمية لمدارس بلومفيلد هيلز بيانا صحافيا اكدت فيه انها ستضع خطة شاملة تهدف الى تعافي المجتمع التعليمي جراء تداعيات هذه القضية.

وقالت كارين هويغي، المتحدثة باسم المنطقة التعليمة إن التزامنا بتعزيز بيئة مدرسية مقبولة ومهتمة لا يخلو من التحديات".

وأضاف البيان: "لقد استمعنا بتأني إلى مخاوف طلابنا وأسرنا ومجتمعنا ووضعنا خطة شاملة ستخرج المنطقة التعليمية بشكل أقوى وأفضل وسوف يستمر التزامنا التام تجاه جميع الطلاب وتعزيز بيئة مدرسية من الأمان والدعم لجميع طلابنا."

والمعروف ان الناشطة الاميركية من اصل فلسطيني المحامية هويدا عرّاف هي مؤسسة حركة التضامن الدولية وقادت احتجاجات أسطول غزة في عامي ٢٠٠٨ و٢٠١٠ حيث جذبت اهتمامًا واسع النطاق على المستوى العالمي. وترشحت لعضوية الكونجرس الاميركي العام الماضي في المنطقة العاشرة في مشيغين لكنها خسرت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي. زوجها، آدم شابيرو، الاميركي من اصول يهودية هو الاخر من المدافعين إلى جانبها عن القضية الفلسطينية.