لم يكن سمو الامير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، يوماً الا نبراساً للاملِ والعطاءِ الواعد لشبابِ المستقبل، اذ انهُ قد جُبل بصفاتٍ فريدٍة ورثها عن والدهِ القويّ الامين صاحب الولايةِ الهاشميةِ الرفيعة.

سمو ولي العهد كان حاضراً دوماً في كل المناسبات السياسيةِ والاجتماعيةِ والاقتصاديةِ والانسانيةِ التي تقتضي عليه ذلك بحكمِ مكانتهِ القريبة من والدهِ؛ اذ كان بكلِّ فخرٍ وحقٍ يقال أهلٌ لها، بل وأكثر من ذلك بكثير، فكانت النتائجُ تفوقُ التقوقعات دوماً؛ ما جعلهُ محافظاً على الامانةِ التي أُوكلت اليهِ وكان على قدرٍ لا يُصف بالكلماتِ التي تُسرد، بل بالتكريمِ الذي يُنمّق ليليق بسموهِ اللطيف المعطاء.

خطواتك أيها الاميرُ الوسيم تسبقُ عمرك بكثير لتسطّر بانجازاتك جبلاً شامخاً يُدرّس لشباب اليوم، بل ويأخذون منه دروساً مستفادة لا يمكن أن يكتسبوها حتى لو قرأوها بمجلداتٍ لأفضل الكاتبين الفطينين.

الحكمةُ والسياسة والدبلوماسية التي تربيّت عليها يا سيدي، والتي التصقت بالمعرفةِ المكتسبة التي لم تغفل عنها، كانت سبباً سامياً لوصولك حيث أنت الآن، أهلاً لكل مكان تتواجدُ فيهِ، بل درساً قوياً على مستوى أفضل بكثير من قولي لكلمة رفيع.

مدرسةُ الحياة ومجالسةُ أصحابِ التجارب التي أبحرت في تفاصيلها فأخذت منها ما شكّل منك انموذجا يحتذى به شباب اليوم، جعلك محبوباً ذكياً قريباً من الناس ومعطاءاً لكل ما يتطلب ذلك، سواءً موقف أو حديثٍ عابر او حتى مساعدةٍ انسانيةٍ بسيطة.

كمية الانبهار التي تُسيطر على مشاعري يا سيدي حين أجول في مبادراتك التي رُسمت بيداك المعطأتين، تجعلني أتخذ عذراً للساسة الكبار حين يراودهم ذات الشعور اللطيف.

رؤيتك الثاقبة لكل ما يخدم الشباب ويدعم مسيرتهم يجعلك تسعى بدون وجل لفعله دون تردد يذكر، كـ مبادرة حق؛ وهي برنامج قيادي وطني يهدف إلى تعزيز وتنمية وإثراء ومساعدة الشباب على تحقيق إمكاناتهم الكاملة كقادة منتجين ومواطنين مهتمين ومناصرين للعمل التطوعي في الدولة ، وغيرها الكثير الكثير التي تكتب بماء الذهب.

ساعةُ الصفر ستحينُ قريباً يا سيدي القوي الوسيم، لتكمل نصف دينك على على صاحبة الصون والعفّة رجوة آل سيف ، جعله الله مباركاً و ميموناً، سيكون عرسا وطنيا لكل أبناء الوطن يفرحون له ويطلقون "الزغاريد" الاردنية التي تليق بك يا سيدي، جعلك الله ذخرا لهذا الوطن، في ظل قيادة سيدي ملك القلوب جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين.