facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جيوستراتيجيا السهل الأوراسي الكبير


خالد قشوع
08-06-2023 06:25 PM

إن قراءة المشهد العالمي اليوم تتطلب منا النظر بأعين المتحاربين من أصحاب المصالح وأقطاب الصراع، مما يدفعنا إلى العودة بالزمن حتى نفك شفرة الماضي، ونقرأ الحاضر، ونستشرف المستقبل.

لطالما كانت تشكل الحدود الغربية لروسيا نقطة الضعف الكبرى التي كان تؤتى منها منذُ قرونِ طوال، حيث كان السهل الأوراسي الذي يمتد من جبال الأورال شرقاً إلى أواخر سواحل فرنسا غرباً، ومن الجبال الإسكندنافية شمالاً إلى جبال الألب و البحر الأسود جنوباً. قاعدة التهديد الرئيسية التي ارتبطت بذكرى كل حرب دخلتها روسيا في في أخر ثلاثة قرون.

لقد حاولت "روسيا بوتين" تأمين هذه المنطقة تدريجياً منذُ بداية عهدها، فشنت حرباً ضروس على الشيشان مانعة إياها من الإنفصال، تلتها الحرب على جورجيا التي كان هدفها خلق منطقة عازلة في أبخازيا، ثم الإستيلاء صعوداً على القرم. ومع تتبع تواقيت تلك الحروب وحساب الفاصل الزمني بينها يمكننا الإستنتاج بأن تلك الحروب كانت ضمن إستراتيجية طويلة الأجل ولم تكن إرتجالية أو إنفعالية.

إن الأمر المثير للدهشة حقاً أن جميع تلك الحروب قد حققت نتائجها المرجوة منها بالنسبة لروسيا، بينما كان العالم يقف مكتوف الأيدي. ولكن اليوم فقط عندما وصلت نيران بوتين إلى العمق الإستراتيجي الأوروبي الحرج، نجد الغرب في حالة من التأهب المأزوم حيث ينقسم أعضاء الناتو بين الجزع، و المتردد، و الحذر.

إن دول الغرب تدركُ تماماً أنها لا تدفعُ عن أوكرانيا بقدر ما تدفع عن أنفسها، بل عن المنظومة العالمية برمتها التي أسستها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. فإن إستيلاء بوتين على أوكرانيا ليس إلا إعلان إنتهاء العالم أُحادي القطبية والانتقال إلى تعددية القطبية العالمية مما يعني إختلافاً جوهرياً ليس فقط في شكل النظام الإقتصادي العالمي ونوعيته بل أيضاً في المنظومة القيمية بحد ذاتها.

ومن قواعد السياسة وعلوم الحرب نعلم أن التاريخ والجغرافيا متصلان ببعضهما، على أساس أن التاريخ السياسي تحكمهُ الجغرافيا الطبيعية ويؤدي إلى نشوء الجغرافيا السياسية. فالتاريخ تحركهُ الحرب والحرب تُحكم بالتضاريس فالحرب ما هي إلا نتاجُ الأوضاعِ السياسية على الأرض.

وعليه فأن الصراع المستعر اليوم لن يهدأ قبل أن ينكسر أحد الطرفين مرة واحد وإلى الأبد، فأن الغرب لن يدع بوتين يكمل مثل صربيا- بروسيا- أوكرانيا. حيث أن أوكرانيا ليست الشيشان أو أبخازيا بل هي بوابة موسكو التي تبقى روسيا دائما حذرة.

لعل أبرز الأدلة التي تعبر عن مدى دعم الغرب لأوكرانيا في إطار معركة الحفاظ على المصالح الجيوستراتيجية في منطقة السهل الأوروبي الكبير، هو الهجوم الأوكراني المضاد و المرتقب خلال الصيف بعد أن يكتمل عتادها من الأسلحة والذخائر المتطورة. فإما أن تحافظ القوى الغربية على أوكرانيا كبيدق متقدم في العمق الروسي، أو تنتصر روسيا ومن خلفها المتمردون الجدد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :