facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لمجلة الهلال فضل الريادة وللعربي الاحتذاء والتطوير


سارة طالب السهيل
13-06-2023 08:23 AM

ساهمت المجلات العربية العريقة في اثراء المشهد الثقافي العربي وتغذية القارئ بكل ما يحتاجه من ابداع فكري وفني وادبي وجمالي ، كما ساهمت في ربط القارئ العربي بتاريخه القديم والحديث ووصلته بأبرز المعطيات العلمية والسياسية بالمنطقة وتأثيرها عليه كمواطن اصيل فيها ، ومنها مجلتي الهلال المصرية ومجلة العربي الكويتية .

ومع تعاظم دور مجلة العربي بكل تقنياتها وامكانياتها المادية ، فان دور الريادة دائما ينطلق من مصر المحروسة ، فكان لمجلة الهلال المصرية التي أسسها الكاتب اللبناني جورجي زيدان عام 1892 الركيزة الاساسية والرائدة في تثقيف القارئ العربي ، فهي أقدم مجلة ثقافية فى العالم العربى ، وتعد الوحيدة التى تصدر بصفة منتظمة منذ أكثر من مائة سنة ، وكانت رائدة فى تحديث الفكر العربى وربط ثقافة مصر بالخليج وبلاد الشام والمغرب العربي وبالعالم كله.

ولا تزال الهلال منفردة من بين المجلات العربية في الصدور بلا انقطاع منذ 127 عاما، وكان صدورعددها الاول بعد مرور عشرة سنوات على هزيمة الثورة العرابية والاحتلال البريطانى لمصر ، بمثابة اشراق نور الثقافة بمصر ومقاومة اية مشاعر للانهزامية بلقاح الفكر والثقافة عبر نشر ثقافة العصر والعلوم والمخترعات ، والحفاظ ايضا على المنجز الفكري العربي القديم.

وقد أسهمت مجلة الهلال كمجلة تاريخية علمية أدبية في توثيق الثقافة العربية الشامية والمغاربية  والخليجية بمرويات ووثائق عربية بعدما كانت المعلومات الثقافية عن الدول العربية مستقاة  من وثائق غربية .

في مختلف الدول العربية ومنها فقد نقلت مجلة الهلال مظاهر الحياة الادبية والفكرية والسياسية والاجتماعية والملامح التاريخية للدول العربية  ومنها دول الخليج ، وعملت على نشر قصائد الفصحى والشعر الشعبي معا ، ونشر عشرات المواضيع الادبية والتاريخية عن الخليج وغيره من المناطق العربية بجانب الكتب المؤلفة باللغات الأجنبية، كذلك تحدثت المجلة عن كتاب ( العرب ) لبرترام توماس ، وهو كتاب كان في الأصل مجموعة محاضرات ألقاها المؤلف في معهد لويل بمدينة بوسطن عن العرب . كما نشرت كتاب ( نهضة العرب ) لجورج أنطونيوس ، وهو كتاب تاريخي يتحدث عن المسألة العربية في شبه الجزيرة العربية ، وغيرها من الكتب والدوريات .

ونقلت " الهلال " مظاهر الحياة  الاجتماعية الثقافية بمختلف الاقطار العربية وأفردت المجلة عدة صفحات تحكي فيها عن أخلاق العرب وصفاتهم ، ثم تطرقت إلى تاريخ الحجاز وحوادث استقلاله من الجاهلية حتى الآن، مروراً باستقلال الحجاز عن اليمن، وتاريخ الحجاز قبل الإسلام ، وتاريخه في عهد دولة الأشراف الحالية، فكانت الوجبة الثقافية التي تقدمها مجلة الهلال شافية ومشبعة لكل متعاطي الثقافة العربية من المحيط الى الخليج ، ولا تزال تقوم بدورها الثقافي مع نقص الامكانات المادية المتوفرة اكثر بمجلات الخليج خاصة مجلة العربي.

استفاد مؤسسو مجلة العربي، بلا شك، من اشراقات مجلة الهلال المصرية ومن انفتاحها شرقا وغربا في تغذية عقول ووجدان الشعب العربي ، وأضافوا اليه معطيات عصرنا الحديث ، ووظفوا قدراتهم المالية في تأسيس مجلة صارت هي الاخرى ركيزة للعمل الثقافي العربي منذ نشأتها عام 1958 توافرت فيها الي جانب القضايا والموضوعات المهمة التي تشغل اهتمام القراء ، فنون الكتابة الصحفية الراقية مع الطباعة الجيدة  والصور الملونة وسعرها المناسب  وتحمّل الكويت مصاريف شحنها إلى كل الأقطار العربية .

ولاشك ان مجلة العربي الكويتية قد استندت في تجربته الرائعة على ميراث مجلة الهلال المصرية وعبرت على سفينتها حتى استطاعت ان تكون لها شخصية ثقافية مهمة اجتذبت بها القارئ العربي .

ومما ساهم في استمرارها حتى  اليوم بالرغم من تأثرها كغيرها قليلا هو تجنبها الخوض في معارك السياسة  ، واهتمامها بتغطية الجوانب العلمية والثقافية فعملت على ترسيخ علوم الطب وأخبار الاكتشافات وسير علماء الفيزياء والرياضيات وعلم النفس ، في ثقافة القراء .

وعلى نهج مجلة الهلال ، سارت مجلة العربي في طريق تقديم ثقافة متنوعة لجمهورها ونقلت لهم صور للحياة الثقافية والاجتماعية العربية ، فنون القص و التراث ، وكذلك  المبدعين الغربيين مثل فيكتور هوجو ، وبرنارد شو ، وأوغست كانت ، وكارل ماركس ، وهيجل ، وباستور ، وألفريد نوبل .

ويبقى لمجلة الهلال المصرية فضل الريادة وصمود الابطال رغم ضعف الامكانيات المادية، ولمجلة العربي قدرة الاستفادة من الصرح الثقافي الذي أسسته الهلال والبناء عليه تطويرا وتحديثا .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :