facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مناطق تنموية تضم (باريس وصومال)


طاهر العدوان
04-01-2011 02:48 AM

المخطط الشمولي لمنطقة البحر الميت الذي اعلنته الشركة الاردنية لتطوير المناطق التنموية خطوة طال انتظارها, ذلك ان منطقة الاغوار والبحر الميت تمتلك جميع المقومات لكي تكون جوهرة الاردن السياحية, العلاجية, والتأريخية. فهي عبارة عن بانوراما مدهشة قادرة على جذب ملايين السياح الاجانب الذين يختارون مواقع سياحية من حولنا مثل شرم الشيخ وقبرص ولا يتوقفون في بلادنا.

كل تفاصيل المخطط الشمولي لتنمية البحر الميت سياحيا تستحق اهتمام الدولة والحكومة, ولها يجب ان تُوَفّر الاموال والافكار والمبادرات حتى تصبح "بئر نفط« الاردن. ولا أبالغ ان قلت انها اكثر اهمية من منطقة العقبة لاسباب عدة في مقدمتها: انها قريبة جدا من العاصمة عمان ومن وسط البلاد وشمالها. وهي فريدة في مناخها وطبيعتها وكمية الاوكسجين المتوفر في مناخها. وهي سلة الاردن الغذائية, واهم منتجعاته العلاجية. اضافة الى العمق الديني والتأريخي المجبول في ترابها مما يجعلها منطقة جذب للسياحة الدينية والتاريخية الاسلامية والمسيحية.

لكن ما ازعجني في هذا المخطط, قيامه على قاعدة الفصل بين منطقة البحر الميت وبين البلدات والتجمعات القريبة منه, مثل الرامة والكفرين والشونة الجنوبية والكرامة وديرعلا, فالمنطقة التنموية اخرجت هذه المناطق من خريطتها, وبذلك حرمت اهلها من عوائد التنمية, وهي لا تعدهم الا بالفتات, وباستقطابهم (كعمالة وافدة) الى منتجعاتها السياحية!.

كنت قبل عامين اشارك في حفل افتتاح مشروع استثماري كبير على اطراف مدينة العقبة عندما جلس الى جانبي احد وجوه المنطقة. فسألته عن رأيه فيما يحدث في العقبة من مشاريع وتطوير, فأجاب (فيه باريس وفيه صومال) مكتفيا بهذا التعليق. والواقع ان من يقرأ المخطط التنموي للبحر الميت سيتنبأ بوجود (باريس وصومال) في الاغوار ان لم يكن هذا قائماً فعلا.

ادعو الحكومة, وادارة المناطق التنموية الى اعادة النظر في خريطة البحر الميت التنموية وضم مناطق واسعة اليها, الممتدة من الرامة الى ديرعلا فهذه المناطق الافقر على الخريطة الاقتصادية وتنتشر فيها بؤر الفقر المدقع, بما يناقض كونها المورد الاساسي للغذاء ومصدر تصدير المنتجات الغذائية الى اوروبا ومنتجع "دافوس" الشتوي.

الفنادق والمنتجعات السياحية لا تنمّي المجتمعات المحلية انما تعمق من هوة الفقر وتقيم حواجز بينها وبين القشرة (الباريسية) على شواطئ البحر, ان لم يصاحبها مخطط تنموي يغير وجه البلدات بشق الشوارع الواسعة ووضع اعمدة الانارة في طرق الشونة والكفرين والرامة والكرامة وديرعلا. لا بد من تشجيع المستثمرين لاقامة مطاعم سياحية, وفنادق 3 و 4 نجوم, لا بد من بناء مولات للتسوق وصناعات التراث المحلي لجذب السائح الاجنبي والعربي الذي يسكن فنادق البحر الميت ونقلا عن خبير اردني كبير في السياحة انه سأل سائحا اوروبيا عن انطباعاته بعد عودته من البحر الميت فأجاب: بلد جميل جدا لكنك لا تنفق فيه النقود!,. (واضيف) بان الشكوى من التجاوزات الأمنية في المنطقة تتجاهل ان احد اسبابها الفقر وانتشار البطالة وعزل هذه المجتمعات عن التطور العام في البلاد وكأنها منطقة صحراوية نائية!!

نتحدث كثيرا في المنتديات الرسمية والاقتصادية عن عوائد التنمية على المواطن, والواقع ان المطلوب بناء جسور تواصل وتفاعل بين المجتمعات المحلية وبين مشاريع التنمية, واذا أُخذت منطقة الغور كمثال, فهي المنطقة التي يزورها خلال فصل الشتاء والخريف عشرات الآلاف من المواطنين, الذين يغادرون عمان والمدن المحيطة للاستمتاع بشمس الاغوار, لكنهم لا يجدون مكانا لهم ولاطفالهم سوى قارعة الطرق, وظلال الاشجار, بينما لو وجدت بُنية سياحية من مطاعم وحدائق ومنتجعات وسط البلدات وعلى اطرافها لتَغَيّر وجه المنطقة اقتصاديا واجتماعيا منذ وقت طويل.

taher.odwan@alarabalyawm.net

(العرب اليوم)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :