facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مَفخرة


د. أحمد يعقوب المجدوبة
18-06-2023 07:36 AM

تحدثتُ سابقاً عن مؤسسات وطنية تميّزت تميّزاً لافتاً، رغم التحديات والظروف؛ وقلتُ: مهمٌ تسليط الضوء عليها، علّ تجربتها تُستنسَخ، حتى ينتشر التّميز ويصير السّمة الغالبة.

والأملُ أن تلقى تلك المؤسسات الدعم الكافي لتحافظ على تميّزها.

ذكرتُ من بين المؤسسات تلك، دائرة الأحوال المدنية ودائرة الترخيص، وتفوّقهما في سهولة الإجراءات وسرعة الإنجاز.

واليوم نُسلّط الضوء على تميّز مستشفى الجامعة الأردنية.

تاريخ عريق لهذا الصرح، الذي سُمّي بداية مستشفى عمان «الكبير»، تأكيداً على كِبَر دوره وعَظَمة أدائه؛ ثم صار مستشفى الجامعة الأردنية، الجامعة الأم، التي يفوق أداؤها كلّ أداء.

تكمنُ عظمته في حجم الخدمات التي يُقدّمها للمواطنين من مختلف الشرائح والمناطق الجغرافية؛ كما تكمنُ في حجم التخصصات والمجالات الطبيّة التي يغطيها.

بَيْدَ أن أكثر ما يُميّزه في تقديرنا، وهنا يكمن سرّ نجاحه وعظمته، الكفاءات الطبية التي تُشكّل عموده الفقري.

إنهم، أولاَ، كوكبة من الأطباء المَهَرة، خِيرة الخِيرة، الذين حصلوا على شهاداتهم العليا وتخصصاتهم الدّقيقة من أعرق المؤسسات التّعليمية والمستشفيات العالمية، وعلى رأسها أفضل ما في أمريكا وكندا وأوروبا وأستراليا؛ إضافة إلى أن معظمهم تخرّج على مستوى البكالوريوس من كلية الطب في الجامعة الأردنية والتي يتطلب الالتحاق بها أعلى المعدلات، ويتلقى الدّارسون فيها أفضل تعليم طبي وأكثره جودة وصرامة.

والأمر المهم الآخر، أن معظم الأطباء في المستشفى هم ليسوا فقط أطباء بارعين، بل «أساتذة» في الطب: أساتذة الأطباء.

وهنا الفارق عن غيرهم، هم أكاديميون مرموقون وباحثون مُخضرمون يُدّرِسون العلّم في كلية الطب، الكلية الأولى، ويُمارسون المِهنة باحترافية عالية.

وهنا تميّزهم المزدوج.

ويُسجّل لأخصائيّينا، وهم أبناؤنا وبناتنا، أنهم أحضروا إلينا أرقى ما في العالم وأرفعه، من معارف وخبرات ومهارات؛ ووفّروا لنا ما يتوافر في أعرق المستشفيات العالمية فجنّبونا أرق السفر للخارج وقلقِه وكُلَفِه.

وهنا جوهر المسألة.

ما الذي يريده المريض من الطبيب؟

أولويته الأولى أن يثق بأنّ طبيبه شَخّصَ الدّاء بدقة، وأعطاه الجواب الصافي.

كلُّ شيء، بعد ذلك، تفاصيل، قد تكون مهمة مثل الخدمة وجودة المرافق وأناقة المكان، لكنها ليست الأهمّ.

لمّا كنت في دولة شقيقة أُعدّها وطني الثاني، وفرّت لي الجامعة المميزة التي عملت فيها تأميناً صحياً خمس نجوم؛ لكنني كنت عندما أنشد العلاج لأمرٍ جادّ آتي إلى مستشفى الجامعة الأردنية، لثقتي بكوادره وبأنني سأتلقى رأياً علمياً وتشخيصاً طبياً من وزن خمس نجوم وأكثر.

وهذا ما يهمّني.

هل يعني ذلك أن المرافق والخدمات والأجهزة غير مُهمّة؟، كلاً.

وهنا يكمن أحد أسباب كتابتي عن المستشفى، إنه بحاجة ماسّة إلى دعمٍ كافٍ ليرقى بخدَماته ومرافقه، وربّما الأهم، أجهزته الطبية وتقنياته، ومعظمها مُكلِف: ملايين الدّنانير.

من هنا نؤكد على أهمية الدعم العاجل والكافي للمستشفى، حكومياً ومجتمعياً، فما يتلقّاه قليل، وهو في ضائقة مثلما الجامعة الأمّ في ضائقة.

والأملُ معقود على المتبرّعين، سيّما وأن التّبرع سيكون في مَحَلّه وصدقة جارية؛ وإدارة الجامعة والمستشفى منفتحتان على كل من يقرر تقديم الدّعم.

لعَمري، فإن مستشفى الجامعة منجزٌ وطنيٌ كبير!! وهو مَفخرة بحق؛ بَيْدَ أنّه بحاجة إلى وقفة صادقة معه اليوم.

فهل من مُلبٍّ للنداء؟..

"الرأي"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :