سيّدة غير كلّ النساء، هي أيقونة من حقّ كل عربي مخلص لقضيته أن يفخر ويعتز بها، لعظمتها وقوة إرادتها وصمودها.

إنها السيدة لطيفة أبو حميد ، هذه المرأة الفلسطينية المشبعة بالنضال والكفاح على مدى سنوات عديدة واجهت فيها الكثير من التحديات والأعاصير بسبب هذا الاحتلال العنصري البغيض غربي النهر المقدس.

هي أرملة شهيد ووالدة شهيدين وأربعة من أبنائها في سجون الاحتلال منذ سنوات ، ورغم ذلك تواجه كل ما يحدث لها بصمود وصبر لا يلين .

وخلال السنوات الماضية قام الاحتلال بهدم منزلها خمس مرات ، وفي كلّ مرة تواجه ذلك بنفس العزيمة والإصرار على مواصلة النضال ، الذي اعتادت عليه هذه الحاجة التي جاوزت السبعين من عمرها .

وتقول الحاجة لطيفة ؛ بأنّ الله أعطاني عشرة من الأبناء ، ولكنهم جميعا ذهبوا ، ما بين استشهاد وأسر في السجون الصهيونية ، إنها مثال ناصع للمرأة التي لا تعرف غير النضال طرقا لها ولأبنائها .

ورغم كل العذاب الذي واجهته الحاجة لطيفة ، فقد قامت قوات الاحتلال بمصادرة أراضيها وأراضي عائلتها انتقاما منها ومن زوجها الشهيد وأبنائها ، غير أنها تبتسم وتؤكّد بأنّ كل شيء سوف يعود ، بعد الخلاص من الاحتلال.

مؤخرا عادت الحاجة لطيفة إلى فلسطين بعد أن أكرمها الله بأداء فريضة الحج ، فحجّا مباركا يا أم الشهداء والأسرى وأطال الله عمرك حتى تكتحل عيونك بيوم التحرير بعون الله.