facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"بترا" تفوق يليق بالصحافة الأردنية


نيفين عبد الهادي
18-07-2023 12:04 AM

تتعدد الآراء بشأن الصحافة، تحديدا في ظل ما يشهده العالم من أشكال مختلفة في وسائل تبادل المعلومات وانتشارها، ولكن رغم هذا التعدد، نجد أن الغالبية العظمى لمرتادي ونشطاء هذه الوسائل يطلقون على أنفسهم مسمى «صحفي» وإن الحقها بوصف كمن يطلق على نفسه «المواطن الصحفي» أو «الناشط الصحفي» أو غيرها من المسميات التي تلتقي جميعها عند مبدأ رغبة كل من يتعامل مع المعلومة يرغب أن يكون صحفيا، وربما بريق الصحافة وروعة هذه المهنة ما دفعه للدخول في عالم تبادل المعلومات.

الصحافة، مهنة يصعب أن أصفها بحيادية، فهي المهنة التي يليق بها كل المديح وكل ما هو إيجابي، مهنة بقيت وستبقى صامدة أمام كل محاولات العبث بواقعها نتيجة لتعدد أشكال تبادل المعلومات، مهنة بقيت وستبقى مصدر المعلومة الصحيحة والسليمة، مهنة توثيق الحدث بواقعية وحقيقة عن صناعته كما يراه كاتبه، مهنة بقيت وستبقى هي العالم الواقعي ودونها من مصادر معلومات هو العالم الافتراضي، الأقرب للعالم الباحث عن سعة الانتشار والشهرة وجمع أكبر عدد من «الإعجابات» والمشاهدات بعيدا عن أي هدف مهني ومصداقية، ويذهب البعض لصناعة الخبر والحدث وإن لم يكن دقيقا.

وبطبيعة الحال مهما اختلفت المؤسسات الصحفية العريقة، وتعددت رسائلها، إلاّ انها تلتقي جميعها عند نقطة الدقة والمهنية والمصداقية، وتتقدّم أي شيء آخر، بما فيها سعة الانتشار، وإن كانت حتى اللحظة هي من يتسيّد مشهد المعلومة الصحيحة والدقيقة، وتلتقي على أن المصداقية والدقة تسبق بالأهمية في العمل الصحفي السرعة في البث، وكثرة المتابعة، وبطبيعة الحال لا يعني أن مثل هذه الجوانب تسقط بالعمل الصحفي، لكنها ليست أولوية على المهنية والمصداقية، وإلاّ ما كانت الصحافة حلما يراود الكثيرين حتى اللحظة.

تتعدد المؤسسات الصحفية، من مكتوبة والكترونية، واليوم أصبحت في مجملها تفرد للجانبين أهمية كبرى، لمواكبة تطورات المرحلة، بآليات مهنية متزنة، وفي تعداد هذه المؤسسات نجد أنفسنا أمام تاريخ عريق أسس لصحافة أردنية وطنية، كانت وستبقى سياجا للوطن، وفي كلماتها مظلة للمصالح الوطنية، وفي رسالتها حماية لرسالة الدولة وحمل قضاياها ومشاريعها الوطنية، برؤى واحدة لا تعرف من اللغة سوى أبجديات الحبّ والوفاء للوطن وقيادته.

وفي جزء هام إن لم يكن أساسيا من هذا المشهد الصحفي، نقف عند وكالة الأنباء الأردنية، وهي تحتفل بالعيد الرابع والخمسين لتأسيسها، ودورها الوطني الذي لا يمكن اغماض العين عن أهميته ومصداقيته العالية، وحمل رسالة الدولة بكل وطنية وعطاء، تقدّم المصداقية والمصلحة الوطنية عن كل ما لحق تفاصيل تبادل المعلومات من جديد بات يؤخّر من المهنية والمصداقية، تصرّ بكادرها الذي تديره اليوم الزميلة فيروز مبيضين بكل اقتدار ومهنية، تصرّ على أن تبقى عمود بيت الصحافة ودالّتها نحو المعلومة الصحيحة والدقيقة، وهنا لا أتحدث عن الصحيحة فقط في المضمون إنما نحويا وبلاغيا واملائيا وغيرها من «سلامة الخبر».

«بترا» وهي تكمل المسيرة، تسير في درب النجاح والتفوّق، سواء كان في تقديم المعلومة أو في التدريب أو في تحديث أدواتها وعملها، تمضي في درب «مهنة المتاعب» بقوّة وتفوّق، تقدم أخبارا وتحقيقات وقراءات وتحليلات، تقدّم تميّزا إعلاميا يليق بالصحافة الأردنية، ويليق بتاريخها الذي لم يأت صنيع الصدفة، إنما بُني بأقلام وسهر وتعب أجيال من العلامات الفارقة في الصحافة المحلية.

كما أسلفت، لا أعرف الحياد في مهنة أحبها، كما أني لا أعرف الحياد في وصف المؤسسات الصحفية العريقة، كيف إذا كان الحديث عن «بترا» التي تحمل في صلابتها وقوّة مسيرتها ورسالتها من معناها الكثير، المؤسسة التي تحمل على عاتقها تقديم رسالة الوطن بكل مصداقية ووطنية، وإن غاب عن أخبارها أسماء الصحفيين الذين يقدّمون هذه الأخبار، لطبيعة عملهم، لتبقى هذه الرسالة بأيدي أمينة، كما هي كل وسائل الصحافة العريقة أو «التقليدية» حيث يصفها البعض.

(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :