facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سياحة زائد ضيافة


د. أحمد يعقوب المجدوبة
23-07-2023 12:22 AM

عندنا نوعان، على الأقل، وليس نوعاً واحداً، من السّياحة: سياحة بالمعنى العصري للكلمة وضيافة بالمعنى التقليدي الأصيل.

السياحة بالمعنى الفني الحديث موجودة عندنا بوفرة، وقد تطوّرت عبر السنوات من حيث جودة المرافق والخدمات بحيث أصبحت تُضاهي أجود ما في العالم.

وهي مُنتشرة في أرجاء المملكة كافة، من شمالها إلى جنوبها، وشرقها إلى غربها، وتشمل الصحراء والسهل والجبل، كما تشمل الوادي والنهر والبحر.

وهي مُتاحة على مدار السنة، صيفاً وشتاء وخريفاً وربيعاً، مستفيدة من اعتدال المناخ وتنوّعه في ذات الوقت، وشبكة الطرق الجيدة.

السياحة، بمعناها العصري المتطور، بفنادقها ومطاعمها ووسائل نقلها واحترافية برامجها، هي مفخرة بكل ما في الكلمة من معنى، وجنّبت الكثيرين عناء السفر للبلدان القريبة والبعيدة.

هي سياحة مُنافسة إقليمياً وعالمياً.

لكن يُؤخذ عليها أحياناً، وبالذّات في مواسم الذروة والعُطَل والأعياد، أنها مرتفعة الكُلفة مقارنة ببعض ما يُقدّم إقليمياً وعالمياً، ومحدودية المرافق، مما يضطر البعض إلى العزوف عن ارتيادها أو إلى السفر للخارج.

وهذا أمر بحاجة إلى مراجعة.

بَيْدَ أنّ هنالك نوعاً من السياحة، والذي نُدرجه تحت مفهوم الضيافة، بدأ يظهر بقوة مؤخراً، ويتمثل في مشاريع تنضوي تحت مفهوم "الأعمال الصغيرة" يُنفّذها مواطنون من جيبهم الخاص، تتميز بكلفها البسيطة على السائح، وجودة خدماتها، وتركيزها على أماكن غير مألوفة لمعظم الناس.

يضاف إلى ذلك أن المرء يتعامل مع أصحابها مباشرة، الأمر الذي يعطيها بُعد الحميمية والضيافة والشهامة والكرم المعروف عنّا.

من يرتاد مثل هذه الأماكن يشعر أنه بين أهله وأصدقائه، وفي أجواء شعبية بسيطة، يتناول أكلاً صحياً بيتياً، مع إبريق شاي لا يكاد يفرغ ودلة قهوة متوافرة على مدار الساعة.

وهذا النوع من سياحة الضيافة موجود أيضاً في كافة أرجاء المملكة، من الشوبك، حيث أصغر "فندق" في العالم، وحيث نُزُل الكهوف الأنيقة، وحيث رياضة التمشي في الأودية والسفوح والجبال؛ إلى ضانا، وفِنان، وعجلون وأم قيس والأغوار والسلط وجرش والأزرق والبادية، وغيرها.

وحقيقةً، إنّ هذا النوع من السياحة، والذي نُسميه هنا ضيافة، يُمثل خياراً مختلفاً ومنافساً للنوع الأول من السياحة؛ ومن أهم ميزاته إضافة إلى الراحة والاستجمام، الهدوء والبُعد عن الصّخب، والتأمل والمناظر الخلابة غير المألوفة والثقافة والرياضة.

والعمود الفقري للسياحة بنوعيها المذكورين أعلاه يتمثل في الأبعاد التاريخية العريقة لِبَلدِنا، دينياً وسياسياً وعمرانياً وفنياً وأنثروبولوجياً وحضارياً، إضافة إلى نِعمة الجغرافيا والطبوغرافيا والمناخ؛ الأمر الذي يجعلنا في مقدمة الدول السياحية بلا منازع، بسبب المقوّمات التي نملكها.

وبعد، فخيار السياحة بالمعنى الفنّي العصري موجود عندنا، ونحن بحاجة إلى المحافظة على تنافسيتنا فيه من ناحية ومعالجة ارتفاع الكلف ومحدودية المرافق من ناحية أخرى.

وخيار السّياحة بمعنى الضيافة متاح أيضاً، وهو في تنامٍ وتوسّع، وفي متناول معظم أصحاب الدخول المتواضعة؛ وهو بحاجة إلى الدعم من الجهات المعنية في الدولة ليصبح الخيار الرّديف، وربّما الأهم.

وقد يكون الأكثر جذباً للسائح الأجنبي، لأن فيه التعامل عن قرب مع ثقافتنا ومجتمعنا، وأناسنا الكرماء الرائعين.

(الراي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :