facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المحترقون


سامح المحاريق
18-01-2011 03:31 PM

المحترقون لن يتمكنوا من التغيير في محطات لاحقة على الأقل في المدى المنظور، ، فعدوى الاحتجاج بالحرق انتقلت فعليا لمصر والجزائر وموريتانيا، والنماذج الثلاثة غير مرشحة للتونسة لأسباب عدة، فموريتانيا شهدت أكثر من تغيير بعد الانقلاب على الرئيس معاوية ولد الطايع، وليس بوسع الموريتانيين الذين راهنوا على علاقات متميزة مع اسرائيل والغرب أن يجنوا أي ثمار جراء ذلك، فعلى الرغم أن موريتانيا دولة عربية إلا أنها لا تقارن استراتيجيا بدول حوض النيل أو كردستان أو غيرها من أقاليم طوقية لدول عربية مركزية، وبالتالي فإن الشأن الاقتصادي الموريتاني لا يمكنه أن يتحسن بأبعد كثيرا مما هو متحقق النيجر ومالي، ولن تتحمس أي دولة حليفة أو صديقة لتسديد الفواتير الموريتانية.

في الجزائر لا يمكن تكرار النموذج التونسي على مرأى ومسمع من الغرب فالإسلاميون يقفون كبديل مباشرة وراء النظام القائم، والجيش الجزائري ليس قزما وإنما مارد ضخم يحركه جنرالات محترفون يمكنهم القيام بعملية أمنية جراحية لم يتمكن الجيش التونسي أن يمارسها، لأنه لم يرغب في ذلك، ليس لأسباب وطنية فقط، ولكنه أيضا لم يرغب في تقديم طوق النجاة للأجهزة الأمنية التي تفوقه في عددها بقرابة الأربعة أضعاف، ولذلك لا يتقدم الجيش التونسي نحو فكرة السيطرة على السلطة ويلتزم الحياد ويترقب مجريات الأحداث، مع محاولة أن يكون الأقرب للشارع وحركته وليس للنظام الذي ما زالت أذياله تتحكم في الأوضاع، وذلك لا يقدم أي ضمانة على المدى البعيد للشعب التونسي حيث لن يتمكن الجيش الضئيل في قوامه وعتاده من حماية البلاد من ثورة مضادة.

بالنسبة للجزائر أيضا يمكن للحكومة أن تقدم للمواطنين حزمة من التنازلات الاقتصادية مع ارتفاع أسعار النفط المتوقع ووجود هامش معقول لتدبير التمويل للخزانة العامة، وهو ما لم يتوفر في تونس، فالاحتجاجات الجزائرية توقفت مع التراجع الحكومي عن قرارات رفع الأسعار، ولم تسلك أي منحى سياسي لاحق، فالجزائريون، كما ذكرنا لا ينتظرون المجهول كما هي الحالة في تونس، وإنما ينتظرون لو حدثت التونسة على أراضيهم

الحالة المصرية بعيدة أيضا عن التونسة، فالمصريون يفتقدون عنصر المفاجأة منذ صدامات المحلة وما تبعها من اعتصامات ومظاهرات عنقودية، ويتخوف المصريون أيضا من انفلاتة مماثلة كالتي حدثت في تونس، وليست الأجهزة الأمنية التي تتشابه في التركيب والمصالح مع نظيراتها التونسية هي من يمكن أن يثير الفوضى، ففي أحداث الأمن المركزي في الثمانينيات التي شهدت اجتياح جنود ذلك الجهاز أو الإمبراطورية الأمنية لشارع الهرم، فالجيش في تلك المرحلة تدخل وتمكن من السيطرة على الوضع المنفلت بتهديده حصد الجنود المتمردين في حالة عدم عودتهم للمعسكرات، ما يمكن أن يخيف المصريين هو الحزام القائم من العشوائيات حول مدينتي القاهرة والإسكندرية، وانطلاق هذه المجتمعات المهمشة والمأزومة في أعمال سلب ونهب عمياء، وهذا آخر ما يتمنى المصريون مشاهدته خاصة بعد تجربة التحرش الجنسي الجماعي التي أصبحت أحد الطقوس الاعتيادية في موسم الأعياد في مصر، والتي للأسف تحركها الموجات القادمة من العالم السفلي للعشوائيات.

هل يعني ذلك انسداد أفق التغيير وأن تكتسب الأنظمة بعضا من الحصانة بعد الصدمة التونسية، ليست كل الأنظمة مهيأة لتجنب نسخها الخاصة من الاحتجاج والتمرد الذي يمكن أن يحصدها تباعا، ولكنه لن يتمكن من يندفعون للشارع من تحقيق أهدافهم وإحداث التغيير، فهذه النوعية من الثورات التي تنهض من ضغط كبير وتتحرك دون قيادة سياسية واعية لا تعدو كونها استبدالا لطبقات قائمة بأخرى، وبالتالي تبدأ الطبقات الجديدة في ممارسة حلقات جديدة من الفساد والإثراء، كما حدث بعد ثورة يوليو في مصر، فالمصريون في بعض الأدبيات الشعبية يقولون أنهم أطاحوا بملك ليأتوا بأحد عشر ملكا، في إشارة ذكية لأعضاء مجلس قيادة الثورة، وبالتالي فليس ذلك الحل، كما أن الحل ليس في العتب الذي حمله العقيد القذافي على التونسيين وتساؤله عن عدم انتظارهم لثلاث سنوات من أجل التغيير السلمي!!! في إشارة منه للانتخابات التي كان من المفترض أن تجري سنة 2014.

الرئيس التونسي توجه في المحاولة الأخيرة لأبناء شعبه بحجة أنه (فهمهم) أخيرا، وما نحتاجه عربيا هو حالة مبكرة من الفهم، والتوقف من الرهان على الإمكانيات الأمنية والإقلاع عن النظر للمعارضة على أنها قلة مندسة، وإنما هي جزء من العملية الوطنية ككل، يمكن أن تمثل بعضا من الطبقات والفئات دون غيرها، ولكن الانفتاح على المعارضة وإعطائها الفرصة الكاملة والصحيحة سيمكنها من التوسع في تمثيلها المجتمعي، وبالتالي يعطيها شرعية أوسع للمشاركة السياسية، ويسقط فرضية الوصاية التي تمارسها الحكومات بصورة روتينية مضجرة.

المرحلة الصعبة يمكن أن تشهد العديد من ثورات الجياع، ولكنها ثورات هشة لن تؤدي إلى أي تغيير، والطريق إلى الحرية يتطلب نوعية أخرى من الثورات يجب أن يشترك فيها الجميع، الأنظمة قبل الشعوب، وإلا ستكون التونسة عملية احتراق جماعية .





  • 1 عفية 18-01-2011 | 05:44 PM

    يا هملالي

  • 2 ابو ميسلون الحضريوي 18-01-2011 | 05:54 PM

    خليها على الله.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :