facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين تونس وبيروت طريق جديد في المنطقة


طاهر العدوان
19-01-2011 03:04 AM

بين تطور الاحداث في تونس المطلة على الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط وبين تطورها في بيروت على الشاطئ الشرقي يمتد طريق جديد يؤشر على تشكل ملامح عصر آخر في العالم العربي.

من جهة فان ردود الافعال الرسمية على الحدث التاريخي في تونس في العواصم تُثير السخرية المريرة, فالحكومات تهرول واحدة بعد اخرى في خفض اسعار السلع والمواد الغذائية وتوفير الدعم لها, وهو تعبير عن قصر نظر سياسي لا نظير له, لان جميع الرسميين يعتقدون بان تحرك الشارع التونسي, ومظاهرات الفرح والاحتجاج في العواصم العربية تأثرا بما جرى في تونس يمكن الرّد عليه او احتواؤه ببعض القرارات الخاصة بالاسعار فيما يتم تجاهل الدوافع السياسية والاجتماعية التي اصبحت تقلق الشارع العربي, وهي التي تحولت الى بركان في حالة تونس.

القصة ليست مشكلة خبز ووظائف فقط, على اهميتها, انما هي مطالبات باحترام المواطن العربي والتعامل معه بمنطق القرن الحادي والعشرين, في زمن انقرضت فيه الانظمة الديكتاتورية على الكرة الارضية, وفي وقت فتحت فيه ثورة الاتصالات والإعلام النوافذ والابواب على جميع الشعوب, فاذا كان مفهوم العولمة عند الفئات الحاكمة هو البحث عن فرص للثراء في اسواق البورصة العالمية ومن خلال الخصخصة والعمل كوكلاء للشركات متعددة الجنسية, فان مفهوم العولمة عند الشعوب هو محاولة اللحاق بركب التقدم الحضاري والديمقراطي في الغرب, من بناء دولة المؤسسات والقانون الى الحق في الحريات العامة والديمقراطية التي تحاسب وتراقب.

هذا عن بعض ما في اعماق الحدث التونسي من تطورات بدأت تهب تأثيراته على الشارع العربي, فيما الحكومات تتجاهل الاصلاح السياسي المطلوب وتشغل نفسها في وظيفة تحديد الاسعار .. اما عن التطورات في بيروت ولبنان فهي ايضا قصة اكبر من "القرار الظني" والخلافات المستحكمة بين جماعة 8 آذار و 14 آذار.

تتجه التطورات في لبنان نحو حسم من نوع آخر, وايضا سيكون له آثاره العميقة على مجمل الوضع العربي من المحيط الى الخليج, لقد بات واضحا ان "التعايش السلمي" بين الموالاة والمعارضة لم يعد ممكنا, مثلما ان "الحرب الباردة" بين الطرفين لن تستمر طويلا.

اننا امام تشكل مشهد سياسي جديد على الارض اللبنانية, أطيافه حزب الله وجماعة ميشيل عون, ومجموعات سنيّة في طرابلس وصيدا, لن يكون وليد جنبلاط بعيدا عنه, ان لم يكن على الاقل محايدا, وبالطبع, فان جميع المؤشرات تدل على ان الرئيس سليمان والجيش سيكونان اقرب الى هذا المشهد عند ساحة الحسم.

تحت اصداء قرع طبول الحرب التي تصدر من تل ابيب ضد حزب الله, وفي مناخ تنامي نفوذ محور طهران - بغداد - دمشق- بيروت فان اطرافا اخرى ستجبر على اخلاء الساحة وفي مقدمتها تيار الحريري وما تبقى من 14 آذار.

وبانتظار ردود الفعل, الظاهرة والمبطنة على اتجاه التطورات في لبنان من قبل اسرائيل وامريكا وحلفائها من العرب يدخل عامل جديد وخطير الى اللعبة ليزيدها تسخينا, وهو القرار الظني للمحكمة الدولية, الذي سيصبح, حسب تطور الاحداث, ذريعة لتفجير الموقف, ليس فقط على مستوى لبنان انما على مستوى المنطقة, والمنتظر ان يتقدم حزب الله وحلفاؤه للسيطرة على القرار السياسي للدولة اللبنانية مباشرة وهذا سيكون تحولا استراتيجيا كبيرا, كما ان من المتوقع ان تغامر اسرائيل بشن حرب استباقية فائقة التدمير, لكنها لن تحسم الامور لصالحها انما ستخلق وضعا ومناخا اكثر عداء ومقاومة لها ولحليفها الامريكي. باختصار هناك طريق جديد في المنطقة تحمل مؤشرات احداث داخلية عربية واقليمية ودولية.

taher.odwan@alarabalyawm.net

(العرب اليوم)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :