العلاقة بين الدال والمدلول
09-09-2023 01:06 PM
عمون - العلاقة بين الدال والمدلول كانت موضوعًا للدراسة في علم الدلالة، وهو فرع من اللسانيات الحديثة. في العصور القديمة، كانت هناك تصورات مختلفة حول هذه العلاقة.
في اليونان القديمة، اعتبر أفلاطون وسقراط أن هناك صلة طبيعية بين الألفاظ ومدلولاتها، بينما رأى أرسطو أن هذه العلاقة هي اصطلاحية. بالإضافة إلى ذلك، الهنود القدماء اعتبروا الكلمة تتألف من ثلاثة عناصر: الكلمة نفسها والإدراك والمحتوى.
في اللغة العربية القديمة، اعتمد معظم اللغويين على فكرة الصلة الطبيعية بين اللفظ ومدلوله.
على الجانب الآخر، في العصور الحديثة، رفض معظم اللغويين العرب العلاقة الطبيعية بين الدال والمدلول. أظهروا أن اللفظ الواحد في اللغة الواحدة يمكن أن يعبر عن دلالات متنوعة، وأن المعنى الواحد يمكن أن يعبَّر عنه بعدة ألفاظ. أيضًا، أشاروا إلى التغيرات التي تحدث في اللغة مع مرور الزمن.
من الناحية النظرية في اللسانيات الغربية الحديثة، هناك عدة نظريات تتعامل مع العلاقة بين الدال والمدلول. منها النظرية الإشارية التي تركز على دور الإشارة في تحميل المعاني، والنظرية التصورية التي تؤكد على أن اللغة تمثل معاني الأفكار، والنظرية السلوكية التي تركز على استعمال اللغة في الاتصال، وأخيرًا نظرية الحقول الدلالية التي تنظر إلى مجموعات الكلمات التي ترتبط دلالتها ضمن سياق معين.