facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هيئة تحرير الشام و"النموذج الجهادي الجديد"


د. محمد أبو رمان
12-09-2023 09:42 AM

لم يكن غريباً أن يرحّب القيادي في هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، عبد الرحيم عطّون، بالتحوّلات التي حدثت في خطاب حركة طالبان وسلوكها السياسي الجديد، بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان، ففي محاضرة له قبل أعوام، بعنوان "الجهاد والمقاومة في العالم الإسلامي... طالبان نموذجاً"، وجدت الهيئة في نسخة طالبان الجديدة نموذجاً لما تريد أن ترسو إليه بعد التحوّلات المتعدّدة التي مرّت بها منذ تأسيسها قبل أكثر من عقد (2011)، بوصفها جزءاً من الدولة الإسلامية في العراق (داعش لاحقاً)، ثم الانقلاب على "داعش"، ومبايعة تنظيم القاعدة، ولاحقاً الانسلاخ منه والصراع معه منذ العام 2017، وتصفية الجماعات الجهادية المرتبطة بالخط الجهادي التقليدي.

لم تتوقّف تحوّلات هيئة تحرير الشام على الخطاب السياسي والأيديولوجي، بل حتى وصلت إلى العمل على تصفية الأجنحة المتشدّدة في أوساط الهيئة نفسها، بخاصة المحسوبين على "القاعدة"، ما أدّى إلى انشقاق تنظيم حرّاس الدين (يتشكل من قيادات أردنية قاعدية)، ثم الدخول في صراع بينه وبين الهيئة، وتصفية أغلب قياداته إما من خلال طائرات التحالف الدولي أو من خلال الهيئة على الأرض، ما أثار تساؤلاتٍ عديدة حول شبكة علاقاتٍ خفيّة غير معلنة للهيئة أو عناصر منها مع جهات دولية وإقليمية عديدة.

هل ما تمّ كشفه في الشهر الماضي (أغسطس/ آب) من وجود شبكة تضم مئات الأشخاص، ممن وُصفوا بالعمالة للتحالف الغربي، جزء من هذه الشبكة الكبيرة؟ بالضرورة هذا وارد، بخاصة ما يتعلق بالشخصية الجدلية القيادية، أبو مارية القحطاني، الذي كان يعدّ بمثابة الرجل الثاني في التنظيم، وأحد أبرز منظّري التحوّلات البراغماتية في الهيئة، ومن دعاة الانفصال عن الجهادية العالمية، وقد صدر بيان من الهيئة يتهم فيه أبا مارية ضمناً بالقيام باتصالات بصورة شخصية!

ولعلّ من يعرفون القحطاني لن يستغربوا اتصالاته بالفعل مع دول وحكومات في الخارج، فهو معروف بذلك، لكن الغريب اعتبار ذلك تهمة الآن، بالرغم من أنّها مسألة معروفة سلفاً، بل وربما تمثل جزءاً من مهمّاته السريّة داخل الهيئة، ما قد يثير تساؤلاتٍ عديدة عما إذا كانت هنالك أسباب أخرى، مرتبطة مثلاً بالصراع بينه وبين تياراتٍ أخرى في الهيئة أو حتى مع الجولاني نفسه، وما يطرح بدوره، أيضاً، عن حجم الاختراقات وعلاقات الأجنحة المختلفة في الهيئة بالقوى الدولية والإقليمية المختلفة.

لم يكن غريباً أن يرحّب القيادي في هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، عبد الرحيم عطّون، بالتحوّلات التي حدثت في خطاب حركة طالبان وسلوكها السياسي الجديد، بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان، ففي محاضرة له قبل أعوام، بعنوان "الجهاد والمقاومة في العالم الإسلامي... طالبان نموذجاً"، وجدت الهيئة في نسخة طالبان الجديدة نموذجاً لما تريد أن ترسو إليه بعد التحوّلات المتعدّدة التي مرّت بها منذ تأسيسها قبل أكثر من عقد (2011)، بوصفها جزءاً من الدولة الإسلامية في العراق (داعش لاحقاً)، ثم الانقلاب على "داعش"، ومبايعة تنظيم القاعدة، ولاحقاً الانسلاخ منه والصراع معه منذ العام 2017، وتصفية الجماعات الجهادية المرتبطة بالخط الجهادي التقليدي.

لم تتوقّف تحوّلات هيئة تحرير الشام على الخطاب السياسي والأيديولوجي، بل حتى وصلت إلى العمل على تصفية الأجنحة المتشدّدة في أوساط الهيئة نفسها، بخاصة المحسوبين على "القاعدة"، ما أدّى إلى انشقاق تنظيم حرّاس الدين (يتشكل من قيادات أردنية قاعدية)، ثم الدخول في صراع بينه وبين الهيئة، وتصفية أغلب قياداته إما من خلال طائرات التحالف الدولي أو من خلال الهيئة على الأرض، ما أثار تساؤلاتٍ عديدة حول شبكة علاقاتٍ خفيّة غير معلنة للهيئة أو عناصر منها مع جهات دولية وإقليمية عديدة.

هل ما تمّ كشفه في الشهر الماضي (أغسطس/ آب) من وجود شبكة تضم مئات الأشخاص، ممن وُصفوا بالعمالة للتحالف الغربي، جزء من هذه الشبكة الكبيرة؟ بالضرورة هذا وارد، بخاصة ما يتعلق بالشخصية الجدلية القيادية، أبو مارية القحطاني، الذي كان يعدّ بمثابة الرجل الثاني في التنظيم، وأحد أبرز منظّري التحوّلات البراغماتية في الهيئة، ومن دعاة الانفصال عن الجهادية العالمية، وقد صدر بيان من الهيئة يتهم فيه أبا مارية ضمناً بالقيام باتصالات بصورة شخصية!

ولعلّ من يعرفون القحطاني لن يستغربوا اتصالاته بالفعل مع دول وحكومات في الخارج، فهو معروف بذلك، لكن الغريب اعتبار ذلك تهمة الآن، بالرغم من أنّها مسألة معروفة سلفاً، بل وربما تمثل جزءاً من مهمّاته السريّة داخل الهيئة، ما قد يثير تساؤلاتٍ عديدة عما إذا كانت هنالك أسباب أخرى، مرتبطة مثلاً بالصراع بينه وبين تياراتٍ أخرى في الهيئة أو حتى مع الجولاني نفسه، وما يطرح بدوره، أيضاً، عن حجم الاختراقات وعلاقات الأجنحة المختلفة في الهيئة بالقوى الدولية والإقليمية المختلفة.

بالطبع، لم تقف المسألة عند حدود الخطاب الأيديولوجي، بل حتى كان هنالك اهتمام شديد بالصورة الإعلامية الموجّهة إلى الغرب، إذ حرص قادة الهيئة على تقديم رسائل ودّية عديدة واضحة نحو القوى الغربية والدولية، بل حتى على صعيد المظهر الخارجي لهم، واللغة المستخدمة، والعلاقة مع الإقليات المسيحية، وربما تكون العلاقات والشبكات السريّة لأبي مارية القحطاني المزعومة جزءاً من هذا الخط، قبل أن ينقلب عليه الجولاني!

هل يمكن أن ينجح هذا النموذج الجديد، هيئة تحرير الشام (الجهادية الوطنية - المعتدلة)، في إقناع الغرب والخروج من دائرة مكافحة التطرّف والإرهاب؟ لا تتعلق المسألة بقيم أو مبادئ، بل بموازين قوى ومصالح استراتيجية وجيوبوليتيك، وهذا ما يدركه الجولاني ورفاقه. لذلك يحرصون دوماً على إيجاد أي مساحةٍ للمصالح المشتركة مع الأتراك والغربيين، للتأكيد على أنّهم يمثلون شريكاً مناسباً في المعادلة السورية مقارنةً بالإيرانيين والروس ونظام الأسد و"داعش".

من زاوية أخرى، لا يعني ذلك بالضرورة نجاح التنظيم بإقناع الغرب، فما زالت الأجندة الغربية في سورية غير واضحة وقصيرة المدى، وما زالت المخاوف من استعادة التجربة الأفغانية بمثابة شبح مهيمن على السياسيين الأميركيين. أكثر من ذلك، من قال إن الغرب يقبل بنموذجي حركتي حماس وطالبان، فهما موجودتان بأمر الواقع والجيوبوليتيك وليس بسبب الشرعية الغربية.

العربي الجديد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :