facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تعالوا واندموا معنا!


كمال ميرزا
13-09-2023 11:33 PM

لكلٍّ موسمه حسب هواياته واهتماماته وميوله.

أيام قليلة وينطلق معرض عمّان الدولي للكتاب، وستبدأ معه رحلة المكابدة والحيرة وتأنيب الضمير السنوية ما بين (الطفر)، وغلاء الأسعار، ورغبتك الجامحة باقتناء الكتب والمجموعات الكاملة لكتّاب بعينهم، وعدم وجود مساحة لديك أساسا لإضافة المزيد من الأكداس إلى عشرات العناوين التي لم تقرأ منها صفحة واحدة بعد، وتؤجّلها لخلوة لا تأتي، أو لتقاعد قد يسبقه إليكَ الموت!

قد يجادل أحد المقرّبين مني ويقول: ولكنّك عاطل عن العمل حاليا فما الذي يمنعك من القراءة؟! والجواب ببساطة: هناك فرق بين البطالة والتقاعد!

الشيء المبهج هذه السنة أنّ المعرض قد عاد إلى موقعه السابق في معرض عمّان الدولي للسيارات على طريق المطار.

موقع السنة الماضية أوسع وأفخم وأقرب، ولكنه للأسف كان يفتقر للروح المفترضة بمعرض يحتفي بالثقافة والفكر والأدب!

الذي يدخل معرضا للكتاب ويرى أعداد دور النشر والازدحام يظن أنّ جميع الناس تقرأ، وأنّ صناعة النشر مزدهرة، وأنّ الكتّاب (زناقيل)!

ولكن حقيقة الأمر أنّ الناس يحبون القراءة فقط "متى ما استطاعوا إليها سبيلا"، فكما قلتُ الطفر والغلاء يدفعان الناس لإعادة ترتيب أولوياتهم، واقتناء الكتب هو "ترف" يأتي في مرتبة متأخرة ضمن هذه الأولويات.

وعلى ذكر الأولويات، فقد لاحظتُ عبر السنوات أنّها تختلف باختلاف الفئات العمرية، وتختلف معها "الحسابات العقلية" التي تسبق عملية حسم القرار بالشراء؛ فبالنسبة لليافعين والشباب على سبيل المثال فإنّ شراء وجبة (بيرغر) أو تدخين (نَفَس أرجيلة) أو شحن بطاقة الهاتف هي أولوية أهم ألف مرّة من إهدار نفس المبلغ على اقتناء كتاب!

بالنسبة لدور النشر فنسبة كبيرة منها (البين هامطها)، و(بتروج وما بتقع)، وصناعة النشر مزدهرة فقط لدى دور النشر التي تتعامل بمنطق "المطابع" و"الدكاكين"، وهؤلاء مثل البنوك يحصّلون أرباحهم/ فوائدهم سلفا قبل أن يطبعوا حرفا واحدا، وبعدها إلى حيث ألقت بالكاتب وكتابه بيع أو لم يبع، عرف به الناس أم لم يعرفوا!

الكتّاب أيضا (البين هامطهم) والطفر (عامي قمارهم)، باستثناء الكتّاب الموسرين أساسا، والذين يشترون شهرتهم وانتشارهم بفلوسهم دون أن يحتاجوا (جميلة) أحد. أو الكتّاب (السلبرتي) الذين يُلمَّعون لأسباب لا تتناسب بالضرورة مع المستوى الحقيقي لإنتاجهم. أو الكتّاب "المدعومين" حيث تتعدد هنا أوجه الدعم وجهاته بتعدّد استعدادات الكتّاب وضمائرهم!

شخصيا لي للآن خمسة أعمال منشورة، والأرباح التي استطعتُ مراكمتها حتى تاريخه جرّاء نشر أعمالي الفذّة تجاوزت ألفي دينار (كعّيتها كعّا) من جيبي الخاص، وربما كان أجدر بي أنا الآخر لو أنفقتها على وجبات البيرغر والأراجيل وبطاقات الشحن!

مؤخّرا وشى ابن أحد أصدقائي المقرّبين بأبيه لاكتشف أنّ هذا الصديق قد أراد دعمي و"جبر خاطري" من دون إحراجي أو خدش مشاعري.. فما كان منه إلا أن قام بشراء كمية نسخ من أحد أعمالي من وراء ظهري!

صديقي المسكين لم يكن يعلم أنّه لن يصلني قطمير من النقود التي دفعها، وأنّ الفائدة ستعود مرة أخرى للناشر الذي استوفى تكاليف الطبعة وربحه سلفا!

لجميع الاصدقاء من شاكلة صديقي هذا أقول لهم: مكثورين الخير، ما قصّرتوا، كفّيتوا ووفّيتو، نخدمكوا بأفراحكو.. ولكن إياكم إياكم شراء أعمالي!

مَن أراد منكم "مجاملتي" أو "مؤازرتي" أو حتى "مواساتي" فليهدني شوكولا، أو قلم حبر بكوني أحبّ القرطاسية، أو فليشتر كتابا لكاتب آخر أحبّه ويهديني هذا الكتاب!

أيام قليلة وينطلق معرض عمّان الدولي للكتاب، وبرغم جميع الكلام أعلاه فإنّي لن أقلع عن عادتي السيئة بزيارة المعرض والندم، وشراء الكتب والندم، والكتابة والندم!

إلى جميع محبي الثقافة والفكر والأدب: أيام قليلة وينطلق معرض عمّان الدولي للكتاب، تعالوا واندموا معنا!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :