كهوف أبو جابر: تحتاج إلى عمر نوح وصبر أيوب ومال قارون لتكتشفها
16-09-2023 11:28 AM
عمون- من نوال القصار- يأسرك المكان بمجرد أن تقف على هضبة صخرية متوسطة الارتفاع وسط مجموعة من الأعمدة والتماثيل والآثار التي يرجع تاريخها إلى العصور المختلفة. استقبلنا هناك السيد توفيق أبو جابر، والده المرحوم السيد عاصي أبو جابر مكتشف تلك الكهوف.
وعند المدخل تستقبلك لوحة تحمل صورة مكتشف الكهوف مكتوب عليها العبارة التالية: "هذه المهنة تحتاج إلى عمر نوح وصبر أيوب ومال قارون".
كان المرحوم عاصي أبو جابر مولعاً بالآثار والتراث وأثناء عمله في الأرض التي يمتلكها بهدف استصلاحها اكتشف كهفاً منحوتاً بالصخر عام 1986 ومع استمرار الحفريات والاكتشافات على مدى أربع سنوات متتالية وصلت مساحة الكهف والدهاليز إلى 2000 متر مربع تحتوي على 38 فتحات تهوية ومناور منحوتة في الصخر والتي يطلق عليها اسم "الروزنا".
أخذنا ابنه توفيق أبو جابر في جولة عبر أرجاء الكهوف وشرح لنا عن مقتنياتها التي تضم أثارا ترجع إلى العصور الرومانية والبزينطية والفرعونية والأسلامية،وتضم أيضاً جرار الفخار التي يعود تاريخها إلى العصور البيزنطية والحديدية والهللينستية والرومانية وكذلك معاصر وجواريش وتماثيل وأعمدة وتيجانها.
ويضم الكهف إضافة إلى ذلك مجموعة من النسخ لقطع أثرية هي إهداءات من دائرة الآثار العامة، ومجموعة كبيرة من القطع التراثية التي يعود تاريخها إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر من بينها أدوات زراعية وآوان ومنسوجات وآدوات حياكة وحرف يدوية.
من أبرز القطع التي تلفت انتباه الزائر مجموعة من رحى يدوية والتي كان التجار يأتون بها من منطقة حوران حيث تتوفر الحجارة البازلتية.
وقد عرف الإنسان عملية سحن الحبوب منذ العصر الحجري الحديث (النيوليثي)، وكذلك قارورة مصنوعة من البرونز من قصر أم الوليد شرق مادبا وقد تم العثور على هذا النوع من القوارير في القصور الأموية، وكير الحداد المصنوع من جلد الماعز حيث يقوم الحداد بالنفخ من خلاله على النار ليرفع درجة الحرارة إلى الحد الذي يمكّنه من الطرق على المعدن وتصنيعه وقد استخدم هذه الكير أو المنفاخ حتى نهاية العهد العثماني ولكن استخدامه موغل في القدم.