نائب الرئيس المصري عمر سليمان رجل امن محافظ
10-02-2011 09:36 PM
عمون - (رويترز) - المواجهة بين الرئيس المصري حسني مبارك ومليون او اكثر من مواطنيه اخرجت مدير المخابرات المخضرم ونائب الرئيس المعين حديثا عمر سليمان من الظل.
وبدلا من طمأنة المصريين المطالبين بان يترك مبارك منصبه نفر سليمان كثيرا منهم بأفكاره المحافظة وجمود تفكيره الامني. وهو بالنسبة لكثيرين يكرر ما تغنى به مبارك طويلا.
اجريت مع سليمان اول مقابلة مطولة يوم الثالث من فبراير شباط وتحدث لرؤساء تحرير الصحف المصرية يوم الثلاثاء. وبوصفه مديرا للمخابرات كان لا يتحدث في العلن الا نادرا باستثناء تصريحات عرضية خلال زياراته لاسرائيل.
وفي مقابلة مع تلفزيون ايه.بي.سي قال انه يريد ان يرى الديمقراطية لكنه استدرك سريعا متسائلا "لكن متى سنفعل ذلك ؟ حين يكون لدى الناس هنا ثقافة الديمقراطية."
وحتى البيت الابيض الذي يرى سليمان خليفة مرحبا به لمبارك قال ان تصريحاته غير مفيده. وقال المتحدث روبرت جيبز في افادة صحفية "انا لا اعتقد ان ذلك ينسجم بأي حال من الاحوال مع ما يعتقد اولئك الساعون الى فرصة وحرية اكبر بانه جدول زمني للتقدم."
ويرفض سليمان الذي يظهر حاليا بشكل شبه يومي على التلفزيون المطلب الرئيسي للحركة الاحتجاجية وهو تنحي مبارك فورا.
ويصر على وجوب بقاء مبارك وحكومته في السلطة للاشراف على العملية الانتقالية المؤدية الى تعديلات دستورية وانتخابات رئاسية حرة.
لكنه حتى الان لم يقدم شيئا يذكر للمعارضة لجعلها تثق في النوايا الطيبة للحكومة بعد سنوات مما تقول جماعات لحقوق الانسان انها انتخابات مزورة ووحشية ضد المعارضين السياسيين. وتنفي الحكومة هذه الاتهامات.
وفي حديثه لرؤساء الصحف المصريين ردد سليمان بعضا من الموضوعات والافكار التي اكد عليها مبارك على مدى السنوات الماضية خاصة عندما واجه تحديا داخليا لسلطته.
ومرددا تصريحات جاءت في خطاب لمبارك في اول فبراير شباط عندما وعد بالا يترشح مرة اخرى للرئاسة قال سليمان ان مصر تواجه خيارا بين الاستقرار والفوضى التي لا سبيل لمنعها الا ببقاء مبارك حتى انتخابات سبتمبر ايلول.
وصور سليمان مصر على انها بلد محاط بقوى حاقدة بينها القنوات التلفزيونية الفضائية.
وقال "الضغوط...لن تكون أبدا فى مصلحة المجتمع لكنها دعوة الى المزيد من الفوضى وخروج خفافيش الليل لترويع المجتمع."
واضاف سليمان "نحن على يقين من أن مصر مستهدفة وهذه فرصة لهم ليست للتغيير ولكن كل مايهمهم هو إضعاف مصر وخلق فوضى لا يعلم مداها إلا الله."
ومنذ سنوات يقدم مبارك (82 عاما) حكمه على انه درع ضد " الفوضى" وان اولئك الذين يجري تعريفهم عادة بالاسلاميين عاقدون العزم على تدمير الدولة.
وقدم سليمان (74 عاما) وهو ضابط كبير سابق بالجيش ليس لديه خبرة سياسيةللمعارضة ما وصفه بخارطة طريق للتغيير. لكن لمبارك تاريخ من الحنث بالوعود مثل تعهده الانتخابي عام 2005 بإلغاء حالة الطوارئ المطبقة منذ قدومه الى السلطة عام 1981 .
واضاف سليمان انه حتى التعديلات التي تجرى تحت اشرافه يجب ان تكون "مدروسة ومستقرة" وهي كلمات اغضبت المحتجين المطالبين بالتغيير الان وليس لاحقا.
ويقول كثير من المصريين حتى الذين يشاركون في الحركة الاحتجاجية انهم يرغبون في ترك سليمان يحكم البلاد خلال فترة انتقالية بعدما يرحل مبارك. لكن تصريحاته العلنية أقنعت كثيرين اخرين بانه ليس الرجل المناسب.
وقالت المدونة المصرية زينب محمد ان سليمان مثله مثل باقي افراد النظام القديم.
واضافت انه متغطرس لدرجة لا تجعله يحترم الشعب المصري او يقبل حقيقة انه يعمل من اجل الشعب لا ان الشعب يعمل من اجله طبقا للثقافة الحقيقية للديمقراطية.
وتظهر التصريحات العلنية لسليمان وتعليقاته في البرقيات الدبلوماسية المسربة التي كشف عنها موقع ويكيليكس ان استراتيجيته في التعامل مع الغرب واسرائيل تستهدف اظهار الحكومة المصرية كحصن ضد النفوذ الايراني والاسلاميين المتشددين مكررا مرة اخرى تحذيرات مبارك.
لكن الانتفاضة الشعبية في مصر التي جمعت الليبراليين والاسلاميين واليساريين معا بدأت تقوض هذه الحجة والذريعة على الاقل في الوقت الحالي.
كما جعل دور سليمان في فرض الحصار على غزة والعمل مع اسرائيل ضد حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) منه شخصية غير محبوبة في اوساط الحركة الاحتجاجية.
وتندد كثير من الملصقات واللافتات في ميدان التحرير مركز الاحتجاجات به وبمبارك وتصفهما بأنهما عميلان للولايات المتحدة واسرائيل.
وقضى سليمان الذي ولد في الثاني من يوليو تموز عام 1936 في قنا بجنوب مصر كل حياته العملية في الجيش والمخابرات.
وكان مسؤولا عن اهم الملفات السياسية والامنية وكان العقل المدبر لتفكيك الجماعات الاسلامية التي ثارت ضد الدولة في التسعينات.