facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كيف أصبحت فلوريدا ولاية جمهورية؟


خالد قشوع
29-09-2023 09:34 AM

لطالما عُرفت فلوريدا بأنها ولاية متأرجحة وغير مضمونة خاصة عندما يتعلق الأمر بالانتخابات العامة. وتحظى هذه الولاية بأهمية كبيرة نظراً إلى التنوع العرقي والأثني الذي تحتويه، والثقل الانتخابي الذي تمثله حيث تعد ثالث الولايات ثِقلاً في المجمع الانتخابي بعد كاليفورنا وتكساس وتستحوذ على 29 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي.

لا يخفى على المراقب إنكماش نفوذ الحزب الديمقراطي في مثل هذه الولاية المحورية، وإتساع رقعة نفوذ الحزب الجمهوري على مدار العقدين المنصرمين بشكل عام وفي أخر أربعة سنوات بشكل خاص.

ولتحليل إنتقال ولاية فلوريدا من خانة النزاع بين الحزبين إلى تحولها إلى ولاية جمهورية خالصة علينا دراسة محورين هامين في هذا الصدد وهما؛ القضايا التي يركز عليها الحزب الجمهوري في مخاطبة ناخبين الولاية، واستراتيجيات الحزب الجمهوري في استمالة الناخبين. وهنا يضرب الحزب الجمهوري مثالاً رائعاً للباحثين في تسخير الأدوات في خدمة السياسات.

القضايا التي يركز عليها الحزب الجمهوري، لم تكن القضايا الإقتصادية أو العلمية ما يهم ناخبين فلوريدا بشكل أساسي، بل كانت القضايا الإجتماعية وقد نجح الحزب الجمهوري في إلتقاط هذه الرسالة وتأطيرها كمحاور رئيسية في حملات أعضائه الإنتخابية على مختلف المناصب التي يترشحون لها كحاكم الولاية، والمدعي العام، وسيناتور الولاية.

ركز الجمهوريون على قضايا إجتماعية مركزية في حملاتهم منها، رفض مشاركة المتحولين جنسياً في رياضات الجنس المغاير، وفرضهم قيوداً على المثليين جنسياً، ومنع الإجهاض بعد الأسبوع السادس من الحمل. وقد لاقت هذه السياسات إستحسان الناخبين بشكل تم ترجمته إلى نتائج في صناديق الاقتراع.

إستراتيجات الحزب الجمهوري، يمكننا تلخيص الإستراتيجيات التي إعتمدها الحزب الجمهوري في كسب التأيد في ولاية فلوريدا إلى ثلاثة نقاط رئيسية وهي:

أولا: إنتقال أكثر من نصف مليون أمريكي للعيش في ولاية فلوريدا منذ جائحة كورونا، هرباً من القيود الصارمة في سائر الولايات للتعامل مع الجائحة. ويعد أكثر من ثُلثي هؤلاء المقيمين الجدد مسجلين كناخبين للحزب الجمهوري.

ثانياً: إنتقال الناخبين من أصول لاتينيه للتصويت للمعسكر الجمهوري، وذلك مردهُ أمران أولهما الثقل الإعلامي للحزب الجمهوري في ولاية فلوريدا. حيث يستثمر الحزب بسخاء على الإعلانات الموجهة للأمريكان من أصول لاتينيه وخصوصاً تلك الأعلانات باللغة الاسبانية. وقد بلغ إنفاق الحزب الجمهوري في ربع واحد ما يزيد عن 60 مليون دولار مقارنة مع 8 ملايين دولار أنفقها الحزب الديمقراطي في ذات الفترة.

أما الأمر الثاني فهو، أن الأمريكان من أصول لاتينيه في فلوريدا يختلفون عن بقية اللاتينيين في أمريكا، فهم من أصول كوبية وفنزويلية وكولمبية بالأساس، وقد نجح الحزب الجمهوري في تصدير الديمقراطيين لهذه الشريحة على أنهم وكلاء الشيوعية والإشتراكية التي دمرت بلدانهم.

ثالثا: ضعف الحزب الديمقراطيفي فلوريدا، يعاني الحزب الديمقراطي في فلوريدا من افتقاره للشخصيات التي تمتلك حواضن شعبية، أو تتمتع بكاريزما سياسية يمكن لها أن تقود الجماهير. فيضاف إلى ضعف قضية الحزب وعدم تسويق مبادئه ببراعه، وجود قيادات غير قادرة على تحمل الصدمات أو التعامل مع الأزمات.

لا شك في أن هنالك الكثير من العوامل التي قد تكون أثرت على دوران فلوريدا في فلك الحزب الجمهوري مثل قاعدة ترامب الشعبية في فلوريدا التي تُعد ولايته الأم، و زيادة عدد الناخبين المسجلين كمستقلين. ولكن يبقى السؤال هل سيكتفي الحزب الديمقراطي بمشاهدة سفينة فلوريدا تصطبغ بالأحمر مع كل إنتخابات دون أن يحرك ساكناً؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :