عمون - في بدايات تطوير الكاميرا، استُخدمت الكاميرات لأغراض دراسة البصريات وليس لالتقاط الصور. يُعتبر العالم العربي ابن الهيثم أحد أوائل العلماء الذين درسوا كيفية عملية الرؤية. قد ابتكر الكاميرا المظلمة (Camera Obscura)، وهي جهاز يستخدم لشرح كيفية استخدام الضوء لعرض صورة على سطح ما. تم العثور على معلومات تشير إلى وجود الكاميرا المظلمة في النصوص الصينية التي تعود إلى 400 سنة قبل الميلاد، وأيضًا في كتابات أرسطو منذ عام 330 قبل الميلاد.

استُخدمت الكاميرا المظلمة فيما بعد من قبل الفنانين لرسم صور دقيقة بعد اختراع العدسات الدقيقة في منتصف القرن السابع عشر. ثم ظهرت العارضات الصورية (Magic Lanterns) التي اعتمدت على نفس المبادئ البصرية للكاميرا المظلمة. هذه الأجهزة كانت تستخدم لعرض الصور المرسومة على شرائح زجاجية على أسطح كبيرة، وأصبحت وسيلة شائعة للترفيه.

في عام 1727، أجرى العالم يوهان هاينريش شولز تجارب على المواد الكيميائية الحساسة للضوء وأظهر أن أملاح الفضة حساسة للضوء، ولكنه لم يستخدم هذا الاكتشاف لإنتاج صور دائمة.

أما بداية التصوير الفوتوغرافي كما نعرفه اليوم، فقد تمثلت في عام 1827 عندما أنتج الفرنسي جوزيف نيسفور نيبس أول صورة فوتوغرافية باستخدام الكاميرا المظلمة. استخدم نيبس صفيحة معدنية مغطاة بمادة البيتومين، وعرضها للضوء للحصول على صورة. وعلى الرغم من أنها تتطلبت وقتًا طويلًا للتعرض للضوء، إلا أن هذه الصورة كانت الخطوة الأولى نحو تطوير التصوير الفوتوغرافي.

في عام 1839، طور الفرنسي لويس داجير طريقة أكثر فعالية للتصوير الفوتوغرافي، حيث استخدم الألواح الفضية ومواد حساسة للضوء لإنتاج صور دائمة. وهذه التقنية ميزتها إمكانية إنتاج صور متعددة من نفس السلبية.

مع مرور الزمن، تطورت تقنيات التصوير الفوتوغرافي بما في ذلك استخدام الألواح الجافة والأفلام الفوتوغرافية. وفي النهاية، ظهرت الكاميرات الرقمية في الستينيات والسبعينيات وغيرت تمامًا مفهوم التصوير بالفوتوغرافيا، حيث تستخدم مجسات ضوئية لتحويل الصور إلى بيانات رقمية وتخزينها بشكل إلكتروني. هذا أدى إلى تحسينات كبيرة في عملية التصوير ومعالجة الصور.