facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إسرائيل وعقدة أكتوبر


خالد قشوع
08-10-2023 11:54 AM

لا أُنكر أن الغضب الممتزج بالقلق قد إنتابني عندما سمعتُ أول أخبار العملية العسكرية التي بدأتها القوات الفلسطينية ضد عصابات الإحتلال الصهيوني، فقد أعتقدتُ أن العملية ستكون على نسق الإشتباكات السابقة التي كانت تتحول إلى معركة تضع غزة في موقع دفاعي يكلفها الكثير.

ولكن أثبتت القوات الفلسطينية أن هذه الجولة تختلف من نواحي الحجم، والتخطيط، والنوعية. حيثُ إستطاعت توجيه هجوم شامل على جنوب غرب الكيان الصهيوني أفقد العدو توازنهُ في سويعات. حيثُ أشارت التقارير إلى أن القوات الفلسطينية لم تواجه أي مقاومة تُذكر في بداية الإقتحام. مما وضع دولة الكيان في مأزق سياسي، وعسكري قلص من خياراتها ولا زال يُصعبها.

إن التحول النوعي في آلية الصراع الذي قامت بهِ المقاومة الفلسطينية اليوم، وإنتقالها من مربع الدفاع المتقدمُ إلى الهجوم مُتعدد المحاور يُبرز بشكل أو بأخر تغير موازين القوى على الأرض ويفرض الحق الفلسطيني فرضاً ليس فقط على الكيان بل على المجتمع الدولي برُمته.

ونستدل على ما يظهر مدى دقة هذه المعركة بثلاثة عوامل رئيسية أولية وهي، سرية العملية، و وضوح أهدافها، و نسبة نجاحها العالية في مراحلها الأولية على الأقل. مما يضع هذا النصر المبدأي في موضع غير بعيد عن نصر حرب أكتوبر 73 الذي صادف يوم عيد يهودي أيضاً.

ولكن يجب علينا ألا ننسى أن الانتصارات العسكرية وإن عَظمت، فهي تحتاج إلى غطاء سياسي محبوك بعناية حتى يحافظ على المُكتسبات ويشرعنها. وفي ظل تخلف السلطة الفلسطينية في رام الله عن تقديم هذا الدور يولد السؤال عن كيفية تغطية المقاومة سياسياً، وتسويق الرواية الفلسطينية للأحداث دولياً.

وعلى ما تحملهُ هذه المعركة من إنتصار عسكري غير مسبوق على أرض الواقع، فإن حجم الانتصار المعنوي يفوق بمراحل الإنجاز العسكري. حيثُ تخلص الفلسطيني لأول مرة منذُ عقود من القيود المادية والمعنوية ونجح لأول مرة منذُ سنونِ طِوال في تنفس هواء المُدن المحتلة التي لم يعد تحريرها فكرةٍ في الذاكرة أو حلمِ يراودُ الخيال، بل بات واقعاً من وحي التجربة وعليهِ برهان.

ومهما كانت نتائج هذه المعركة المخضبة بدماء أبناء شعبنا الفلسطيني، فقد أصبح من الواضح أنها لن تكون الأخيرة، وأن إرتداداتها على الإقليم ستكون جلية لما تحملهُ من رسائل إيرانية وروسية إلى واشنطن والغرب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :