facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما بعد حرب غزة


د.فلاح سمّور الجبور
12-10-2023 02:53 PM

لم تكن مسألة استقرار المنطقة العربية تثير قلقًا كما هي فاعلة الآن، فالعلاقات العربية الدولية لم تعد تستقر على حال إلا تلك التي يسعى أطراف المجتمع الدولي إلى الوصول اليها بصورة تخدم مصالحهم، وعلى المستوى الإقليمي أيضًا بدأت التحالفات تأخذ منحى يسير بالمنطقة نحو إيجاد بؤر تصادم تشارك في صياغتها دول الإقليم خارج الحدود العربية، بما يضمن لهذه الدول السيطرة على مقدرات الأمة العربية.

أما ما يتعلق بالداخل العربي، فإن ما نراه لا يقل شراسة أو اضطرابًا عمّا يجري على المستويين العالمي والإقليمي، ومما نلاحظه أن هناك أبعادًا وقيمًا طارئة بدأت تظهر على سطح العلاقات العربية – العالمية، كما أخذت تلك القيم، التي كانت قد ظهرت منذ زمن تترسخ، حتى وأن بعض الأطراف العربية راحت تتحالف مع الخارج البعيد ضد الشركاء الجيوسياسيين الذين يعيشون في المنطقة، وهنا نلمس ذلك الابتعاد عن المرتكزات الثقافية والفكرية والقومية وحتى الدينية الجامعة، إلى حد أن وضعت كل هذه القيم في أسواق النخاسة السياسية، وما زالت الدول العربية لم تحدد أولوياتها، وكذلك تباينت في تعاطيها مع أمنها القومي وفق مفاهيمها ومصالحها وخريطة الصراع في المنطقة التي تفرض عليها إعادة النظر في ترتيباتها الأمنية وطبيعة تحالفاتها.

في إطار تصور إسرائيل لدورها الإقليمي واغتنامًا للواقع العربي الراهن، شهدت سياستها الخارجية تحركات واسعة عبر إقليم الشرق الأوسط، ووصلت في تحركاتها إلى إقامة علاقات دبلوماسية (تطبيع) مع بعض الدول العربية لتحقيق مصالحها العليا، في محاولة منها لتجاوز نقطة الخلاف الرئيسة مع العرب وهي القضية الفلسطينية، هذا التطبيع ونجاحها المستمر في القفز فوق الاستحقاقات الدولية التي ترتبت عليها وفق القانون الدولي نتيجة احتلال فلسطين، دفع بها إلى تشكيل حكومة متطرفة لم تلفت لأي اتفاقات دولية مع الفلسطينيين أو مع دول الجوار، بل مارست أفعال استفزازية ضد المقدسات والمجتمع الفلسطيني مما دفع بالنهاية إلى تفجر الوضع وقيام حرب مع حركة حماس في غزة، تميزت ببطولة فلسطينية ووحشية إسرائيلية ودعم أمريكي وأوروبي غير محدود ولا مشروط لإسرائيل.

في وقت يشهد العالم محاولات لبناء نظام دولي جديد ومن المعلوم بالضرورة أن التغيّرات الكبرى لا تحدث إلا بعد أحداث كبرى، فحتما ما قبل "طوفان الأقصى" وما تعرض له الكيان من ضربات موجعة وباتفاق الجميع لن يكون كما بعده، وسيكون هناك عدة سيناريوهات يتم وفقها إعادة ترتيب العلاقة بين دول المنطقة، وبما أن الثوابت الأردنية تجاه القضية الفلسطينية قد استقرت منذ أن بدأ الاحتلال وهي ثابتة لا تتغير ولا تتبدل وقد كان آخرها ما أكده جلالة الملك في خطابه الأخير في افتتاح الدورة العادية الأخيرة لمجلس الأمة التاسع عشر بتاريخ الحادي عشر من تشرين الأول 2023، بناء عليه فلعل إعادة تعريف العلاقة مع إسرائيل أصبح ضرورة وطنية، لذا فان اغتنام الفرصة التي أثبتت الأزمة في فلسطين أن الأردن هو حجر الزاوية في معالجة القضية الفلسطينية من خلال توجه الدبلوماسية الغربية كافة نحو الأردن مع بدء الأزمة، وهو كذلك ركيزة من ركائز الاستقرار في الشرق الأوسط، فالأزمة تمثل فرصة لوقف التهديد الحقيقي الذي تمثله مغامرات القادة الإسرائيليين لاستقرار المنطقة وتعطيل جهود التنمية في الإقليم عمومًا وفي الأردن على وجه الخصوص، ولعل بناء تحالفات جديدة وفق أسس جديدة أصبح ضرورة ومصلحة وطنية عليا استنادًا لهذا الانحياز الغربي الأعمى لإسرائيل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :