facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لك منا كل السلام

26-07-2007 03:00 AM

حمل نعشه أينما ولى وجهه،عاش مرتحلا، ونثر دماؤه على الاسفلت.
طفولته معذبة، سكنه خيمة، تقيه البرد والحر، عانق قضيته ولم يرضخ، عاش لحلم الملايين، وطن مغتصب، دافع عن حقه بضراوة، فكانت حياته ثمنا...
ناجي العلي... حنظلة،صوت الحرية، وعشرون عاما على اغتيال هذا الصوت
ناجي الذي ولد في مدينة الشجرة، ونزح مع باتجاه جنوب لبنان بعد أن تم احتلالها من قبل العدو الصهيوني، وكان في العاشرة من عمره، لم يكن يعلم حينها أن ريشته ستكون مقتله.
التشرد والخيمة والحلم، أدواته في التعبير عن شعبه الذي ذاق مرارة الرحيل القسري، وبقي في مفترق الطرق وخيم تستر عوراتهم في الصيف والشتاء.

لم يكن ناجي يرسم لأجل سلطة، او منصب سياسي ، بل للأفراد الذين جاوروه بالمخيم، لأصدقائه الذين عاشوا في الشتات، فجاءت لوحاته خطوطا عريضة لواقع مؤلم، لجأ الى لغة شعبه وأدواته البسيطة، فبدت مرتبطة بمباديء الوحدة العربية والتحرر الانساني والاجتماعي، وأطلق نداءه مرارا، ففلسطين لم تكن بالنسبة له رفح والناقورة بل تمتد من المحيط الى الخليج، التقط الهموم الانسانية اليومية والتفاصيل المتعبة في جباه الناس، فكانت شخوصه من الواقع نفسه، بأفكارها واحلامها وانكساراتها، فامتلأت لوحاته بالعفوية والبساطة:"فاطمة، أمينة، أبو العبد..." ولم يتوارى وراء الرمزيات والتكلف والحوارات الكثيرة الملتوية، كان يهمه أن يدرك المتلقي الفكرة ويلج الى العمق وابتعد عن السطحية، فكانت فاطمة رمزا للمرأة الفلسطينية العربية الصامدة التي تمد زوجها المقهر المهزوم بالامل وتشد من عزيمته ففاطمة هي الوطن، الارض، ترتدي لباسها البسيط الاصيل وتحلم بكلمة عربية واحدة، وكلما اصيبت الأمة العربية بنكبة سارعت الى جيرانها واولادها وزوجها لرفع المعنويات ببساطتها وأمومتها. ولم يقف أمام من حاول استغلال الثورة متفرجا بل قال ما كان يجب ان يقول احتراما لحلمه وقضيته. وعبر عن اتجاهه القومي بكاريكاتير حمل فيه توقيع المقاومة الفلسطينية اللبنانية. ووقف موقف الرافض لحرب الخليج الاولى، ولم ينس الاحوال التي مرت فيها السودان، واحترم الاديان واهلها.
وتوأم روحه، وصديق عمره، والطفل المشرد الذي يرفض النظر الينا، ويدير ظهره غير آبه برؤيتنا، واضعا يديه خلف ظهره، عاري القدمين، ينظر الى العالم باستهزاء ويهز كتفيه أمام الاحداث، ولد في العاشرة من عمره، وبقي كما هو، وهو ذاك السن الذي غادر ناجي وطنه.
قال ناجي في حديث له:" حين يعود حنظلة الى فلسطين سيكون في العاشرة ومن ثم سيأخذ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه، انه الاستثناء، قدمته للفقراء وأسميته حنظلة كرمز للمرارة لكنه مع تطور وعيه أصبح له أفق كوني انساني...". ويحلل العلي في ادارة ظهره، ان هذه الحركة جاءت بعد حرب تشرين الاول 1973، ففي السابق كان حنظلة يحمل الكلاشينكوف يناقش ويحاور ويبشر بالثورة ، ويحمل الحجارة مع الفدائيين ، لكن حرب 1973 أدخلت المنطقة في عملية تطويع وتطبيع مبكرة رفضها حنظلة، فهو الشاهد الذي دخل الحياة عنوة ولن يغادرها ابدا، انه اسطورة غير قابلة للموت... ولدت لتحيا... ربما تموت كل الشواهد، لكن حنظلة الشاهد لن يموت... ولد في الكويت ... وكان وجوده تذكيرا لناجي انه خرج ليحيي القضية، وعليه أن لا ينسى هذا الصوت.
كانت رسوماته تحمل أفقا انسانيا كونيا، يحلم بالانسانية والانسان الذي يسعى لتحقيق العدالة والحرية دون تمييز باللون أو الدين، وطرح قضايا الوطن العربي بلغة بعيدة عن الايحاءات عميقة الدلالات، فكان لها الاثر الباقي والاعظم في نفوس المتلقين،لأنه خاطب القلوب فمسها ولم يكن بحاجة الى خطب رنانة.التحم بقضايا أمته، واعلن في احدى رسوماته رغم التهديدات التي تلقاها:" لا لكاتم الصوت، لا للاغتيال السياسي، لا للاغتيالات"، كان يصرخ لأنه اشتم رائحة الاغتيال الذي يترصد له.
لم يكن الرسم الكاريكاتيري عند ناجي أداة للضحك او للسخرية بل أداة ليعلن وجوده ووجود شعبه، كما كان يرى أن مهمة الرسام الكاريكاتير:" هي تعرية الحياة بكل ما تعني الكلمة، فالكاريكاتير يسير الحياة دائما على الحبال وعلى الهواء والشوارع، يفيض على الحياة ليرفعها الى الاسطح حيث لا مجال لترميم فجواتها ولا مجال للتستر على العورات، ومهمته ليست اعلامية بل تحريضية وتبشيرية، تبشر بالامل والمستقبل وعليها واجب كسر حاجز الخوف بين السلطة والناس، لأن الرسم الكاريكاتير هي أداة التوصيل للفكرة لاجل التفكير والبحث فيها". لذلك جاءت رسوماته غنية بالفكرة.وختم رحلته بلوحته التي تنبأ بموته:" wanted ".
نهايته لم تكن عادلة، وكذلك حياته.. ولم يبق الاحنظلة يذكرنا بماضينا اذا رغبنا في ذلك.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :