facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ماذا بعد غزة؟


د. ابراهيم العموش
14-10-2023 07:18 PM

الهدف المعلن للكيان الصهيوني من حملته العسكرية على غزة هو القضاء على حركة حماس كرد فعل على الهجمات التي نفذتها حماس في إسرائيل يوم السابع من أكتوبر. هذه الحملة تتدثر بالعباءة غير الشرعية للقوى الغربية ولامريكا حليفة اسرائيل التي اعلنت موقفها الرسمي منذ اليوم الاول لهجوم حماس. فهل حقاً تدمير حماس هو هدف هذه الحرب الشرسة على قطاع غزة؟ لنفرض جدلاً ان إسرائيل تمكنت من تدمير حركة حماس وتمكنت من إلغاء دورها في قطاع غزة، فلمن ستؤول إدارة القطاع بعد حماس؟ نعلم جميعا أن قطاع غزة تديره كوادر حركة حماس منذ سنوات طويلة، وفي القضاء على هذه الحركة، سنكون أمام فراغ إداري وسلطوي في جميع المناحي. بتقديري، سيكون أمام الاحتلال الاسرائيلي لغزة ان نجحت في القضاء على حماس، ثلاث بدائل لا رابع لها؛

الاول: ان يتم اخضاع قطاع غزة لحكم عسكري اسرائيلي. وهذا الخيار سيكون مكلفاً جدا لإسرائيل. فهي وفقاً لقواعد القانون الدولي ستكون مسؤولة عن تأمين وإدارة جميع المرافق اللازمة لديمومة حياة سكان غزة بما يشمل المستشفيات والمؤسسات التعليمية والمياة والغذاء والكهرباء والاتصالات والمواصلات وغير ذلك من مقومات الحياة. أيضا، لم تنجح إسرائيل سابقاً في ادامة تواجد جنودها في غزة لما كان لهذا التواجد من كلفة عسكرية كبيرة تتعدى المعدات والذخائر إلى أرواح الجنود. ان الفلسطينيين في غزة لن يقبلوا بالحكم العسكري وسيقاومونه دون هوادة وستتكبد إسرائيل خسائر جسيمة في المعدات والارواح. وبتقديري لن يكون بإمكان إسرائيل اللجوء لهذا الخيار حتى ولو لفترة مؤقتة.

الثاني: ان تنصب إسرائيل حكومة فلسطينية موالية لها لإدارة القطاع. وهذا أيضا لن يكون خياراً ممكناً لان الفلسطينيين في غزة لن يقبلوا باي حكومة موالية لإسرائيل بعد ان تم قتلهم وتدمير منازلهم وتدمير جميع مقومات الحياة في غزة.

الثالث: ان تحاول إسرائيل تمكين السلطة الفلسطينية من السيطرة على غزة وادارتها. وهذا الخيار قد لا يكون موفقاُ لسببين. الاول ان اهل غزة قد لا يرضون بإن تديرهم السلطة الفلسطينية، بعد ان اعتادوا على إدارة حماس منذ سنوات طويلة. والثاني، ان إسرائيل ناقمة ايضاً على السلطة الفلسطينية وتتمنى القضاء عليها.

ولما كانت البدائل او الخيارات المذكورة ههنا غير عملية او غير ممكنة، يطفو على السطح الهدف غير المعلن للحرب الدائرة على غزة وهو تهجير أهلها إلى مصر وتفريغها من السكان ليسهل لإسرائيل أحكام قبضتها عليها وضمها للأراضي المحتلة.
والسؤال هنا هو ماذا بعد غزة؟ ان القارئ المتفحص للنوايا الإسرائيلية والافعال الاجرامية التي تدعمها وتؤيدها امريكا والدول الغربية يقود لخلاصة مفادها ان إسرائيل تسعى لتصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار ومنها الاردن. ان التحرش الاسرائيلي اليومي بالفلسطينيين في الضفة الغربية يهدف لجر السكان للصدام العنيف مع قوات الاحتلال، لتبدأ بعد ذلك آلة القتل الإسرائيلية بدورها في خلق واقع مماثل لواقع غزة اليوم ويبدأ الحديث عندها عن الممرات الآمنةبحجة أبعاد المدنيين عن مناطق القتال حفاظاً على حياتهم. وستم ممارسة الضغط على الاردن لاستقبال موجة لجوء جديدة ويتحقق بعدها حلم إسرائيل بالوطن البديل.

لا شك في ان جلالة الملك يبذل جهوداً جبارة لنزع فتيل الازمة ووقف التصعيد، بل لم يبذل ولن يبذل اي حاكم عربي جهداُ مماثلاً لما يبذله جلالة الملك، الا انه في ظل انكفاء الدول الغربية وامريكا عن نصرة الحق والبحث عن سبب القتال الدائر في غزة الان ووضع حل عادل وشامل له متمثل باقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، لا بد من التحضير للأسوأ وان كنا نتمنى الأفضل. ان هاجس التهجير القسري من الضفة الغربية إلى الاردن قد يصبح خطراً محدقاً يوجب علينا اتخاذ ما يلزم للتصدي له ودراسة خياراتنا لمواجهته.

فأولاً: علينا العمل على تمتين الجبهة الداخلية والالتفاف حول القيادة الهاشمية للتصدي لخطر التهجير القسري ان اتسعت رقعة الصراع وامتدت ماكنة القتل الإسرائيلية إلى الضفة الغربية لتفعل فعلتها.

ثانياً: استمرار التواصل مع دول الجوار وشرح مخاطر تصفية القضية الفلسطينية، وايضا حشد التأييد الدولي لتفهم موقف الاردن من الصراع الدائر الان في غزة وطلب المساندة لوقف عمليات التقتيل التي تقوم بها القوات الإسرائيلية والعمل على وقف التصعيد وعدم اتساع رقعة الصراع.


ثالثاً: قد يكون من الضروري تشكيل حكومة طوارئ يكون جل تركيزها على استشعار الأخطار المحدقة بنا ووضع الخطط اللازمة لمواجهتها.

رابعاُ: استمرار السماح بالمسيرات السلمية في عمان وغيرها لإيصال رسالة للشارع الغربي مفادها ان الاردن حريص على استقرار منطقة الشرق الأوسط وانه يعارض قتل المدنيين وتهجيرهم.

حمى الله الاردن ارضاً وشعباً وقيادة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :