facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة


يوسف منصور
26-10-2023 12:51 AM

يتركز غضب الجماهير العربية على العديد من الدول في الغرب مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا، بسبب مواقفها القاسية تجاه حقوق الإنسان العربي وما تقدمه من دعم تام سواء عسكريا كان أو سياسيا لإسرائيل، ذلك الكيان المحتل الدخيل الذي اخترق كل القوانين الدولية وأفلت، بتفرد عن غيره من الدول، من عقوبات جرائم الحرب مرارًا وتكرارًا. من المهم أن نفهم مصادر وأسباب تحيز هذه الدول الديمقراطية وغيرها من الدول.

لماذا يحظى الكيان الصهيوني، هذا المخترق السافر لحقوق الانسان، بدعم دول متقدمة وديمقراطية تتوشح بباع طويل من الكفاح لتحقيق منظومة حقوق الانسان؟ لقد كانت الإجابة واضحة للغاية في كتاب "إنهم يجرؤون على التحدث علناً: الناس والمؤسسات يواجهون اللوبي الإسرائيلي"، والذي نشره بول فيندلي، النائب في الكونغرس الأميركي السابق، في عام 1985. حيث يذكر الكتاب أن إسرائيل تمكنت من الاستفادة من العملية الديمقراطية في أمريكا (وهو ما ينسحب على الغرب بشكل عام) من خلال التأثير على نتائج الانتخابات والعمليات السياسية وإدارة القرارات والتشريعات والإجراءات لصالحها من خلال مجموعات ضغط رسمية وغير رسمية.

تشمل مجموعات الضغط الرسمية "المسيحيون المتحدون من أجل إسرائيل"، وهي أكبر جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة؛ و"لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك AIPAC)"، التي تمارس ضغوطًا مباشرة على الكونجرس الأمريكي؛ و"مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى"، الذي يتصل بالسلطة التنفيذية لحكومة الولايات المتحدة نيابة عن الجالية اليهودية. أما مجموعات الضغط غير الرسمية فهي أوسع نطاقًا وتحتوي على عدد كبير جدًا من المنظمات المؤثرة التي لا يمكن ذكرها جميعا هنا.

تقوم مجموعات الضغط هذه بالاتصال بالسلطتين التشريعية والتنفيذية للحكومة في الولايات المتحدة، وتضخ الأموال والأصوات في الحملات الانتخابية للأشخاص الذين يؤيدون إسرائيل، وتحتفظ بإحصائيات وسجلات حول الأفراد الذين لا يدعمون إسرائيل (ولو أن عدم الدعم حدث مرة واحدة)، وتضمن أن إسرائيل دائمًا فوق الشبهات.

كان على كل رئيس للولايات المتحدة منذ منتصف الستينيات أن يسعى للحصول على دعم جماعات الضغط هذه، وأن يمطر إسرائيل بوعود البنادق والورود والمحبة غير المتناهية، والتأكيدات على التزامه ببقائها ورفاهيتها، بل وذهب البعض إلى أبعد من ذلك بزيارة إسرائيل، وتطور الامر الى التنافس على الوقوف والصلاة على حائط البراق في القدس (أو المبكى كما يدعون) وهو يرتدي القلنسوة لإظهار ولائه (على سبيل المثال، عشرة بالمائة من مجلس الشيوخ الأمريكي متواجد في إسرائيل حالياً لإبداء تأييده لعنجهيتها).

وبغض النظر عن أجندة أي من الاحزاب الأمريكية، فإن دعم إسرائيل أمر من قبل الحزب أمر لابد منه، إذا أظهر الرئيس بعض الحياد تجاه الحق العربي في فلسطين، كما هو الحال في حملة ولاية باراك أوباما الثانية في عام 2013، يقوم اللوبي اليهودي بضخ الأموال لنصرة خصمه ومثال على ذلك أنفق الملياردير الأمريكي الإسرائيلي شيلدون أديلسون حوالي 100 مليون دولار أمريكي لدعم حملات معارضي أوباما. كما أن اللوبي الإسرائيلي يستطيع أن يعطل الأجندة المحلية (إصلاحات، نفقات، رسوم، وغيره) لأي رئيس يتشدد في تلبية طلبات إسرائيل، كما حدث حين طلبت إسرائيل 10 مليار دولار كقرض (حسب القانون الأمريكي فان أي قرض لإسرائيل يصبح منحة بعد مرور عام عليه، لذلك تشدق انصار اسرائيل آنذاك بأنها لم تتخلف ابداً عن سداد ديونها للولايات المتحدة) لبناء الجدار الفاصل في فلسطين، ورفض ذلك جورج بوش الاب أول وهلة ثم عاد وقدم القرض تحت شروط واهنة لم تلتزم بها إسرائيل لاحقاً ليأتي هذا الجدار العنصري كشاهد للعصر على هيمنة المحتل.

ومن ناحية أخرى، عندما يقدم الأميركيون العرب تبرعات للحملات الانتخابية، يتم إعادة الأموال مباشرة للمتبرعين مع رسالة شكر. ومثال على ذلك قصة المحامي اللبناني الأميركي جو جميل الذي أعيد شيك مساهمته في الحملة الانتخابية لجورج بوش الاب بسرعة؛ ربما لكي لا يوسم الرئيس على انه مناهض لإسرائيل او مناصر للعرب، ولقد علق في حينه القس جيسي جاكسون المرشح للانتخابات الامريكية في حينه بأن العرب أصبحوا زنوج أمريكا الجدد.

لماذا لا توجد مجموعات ضغط مؤيدة للعرب؟ هناك العديد من جماعات الضغط العربية في الولايات المتحدة. لدى المملكة العربية السعودية ومصر وليبيا والإمارات العربية المتحدة جماعات ضغط. لكنهم ليسوا متحدين؛ ولا يشكلون لوبياً عربياً اهتمامه الرئيسي، على عكس اللوبي اليهودي، هو قضية فلسطين. كل من هذه الجماعات تهتم بمصالح بلدها، ولهذا السبب، من بين أمور أخرى، فإن تأثيرها ضئيل جداً مقارنة باللوبي الإسرائيلي.

بناءً عليه، هل الرأي العام مهم؟ نعم، لقد تحسن وعي الناس في جميع أنحاء العالم بعدالة النضال الفلسطيني بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والجهات الفاعلة غير الحكومية، وبذلك فان غالبية أو قسم لا يستهان به من هذه الشعوب كأفراد أصبح أكثر دراية بالقضية الفلسطينية.

ولكن ما أهمية هذا؟ إسرائيل تعلم أن زعماء هذه الديمقراطيات لا يهتمون إلا بالعملية الانتخابية وجماعات الضغط القوية التي تسيطر على مؤسساتها. وللتأكيد على ذلك، فإن الديمقراطيات تدار من قبل مجموعات المصالح الخاصة؛ وكلما زادت قوة هذه المجموعات في الضغط على الدبلوماسيين والعملية الدبلوماسية، ازدادت سيطرة إسرائيل لتتمتع بنفوذ كبير في هذه الدول من خلال مجموعات المصالح الخاصة واللوبيات التابعة لها بينما لا يملك العرب شيئا من ذلك.

لذا، لا ينبغي للعرب أن يتوقعوا العدالة أو المعاملة المتساوية من الولايات المتحدة وغيرها من الديمقراطيات الغربية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :