facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حكاية الشعب المسكون بالشهادة


العين علي السنيد
01-11-2023 11:54 AM

قصة الشعب الفلسطيني البطل سيظل يتردد صداها عبر التاريخ، ولن تنساها البشرية ما دعا داعي الاوطان، وقد شهد العالم بعض فصولها التي نادرا ما تتكرر في حياة امة من الامم.

وتجسدت في هذا الزمان حكاية الشعب المسكون بالشهادة بنسائه واطفاله، وشيوخه، وشهدنا الطبيب المقاوم، والصحفي المقاوم، والطفل الشهيد.

وكأنه شعب اسطوري قادم من اعماق التاريخ بعظمته، ويحاكى قصة الخالدين، والمباركين في القرون القديمة، ومستوحى من لوحة من كبرياء، و يحمل في ابنائه، وبناته مواصفات لا تتوفر في زماننا المعاصر، وهو لا ينتمي بصبره ، وايمانه الى عالمنا ، ومقاوم عنيد لا تطال روحه العظيمة اثرا من هزيمة، وانما يستحضر في مسيرته قصص الامم الخالدة.

شعب جسد رسالة الانبياء، وطهر الصالحين، وصدق رجال الله ، ومن يبعون انفسهم في سبيل الله، والمقدسات، وكأنه جاء من عصر الصحابة، وكأن ابنائه مشتقون من العزة ، والعنفوان، ويحضرون في زماننا ، ويقدمون عرضا في الشهادة، والايمان لا يتكرر الا نادرا في التاريخ.

وهو شعب ذاق طعم وطنيته، وتماهى في لحظة تحرره الوطني، وقد انتصرت روحه العظيمة.

وان عشاق فلسطين، والاقصى ما برحوا يحملون ارث قضيتهم الخالدة، ولم تثنيهم الغارات والانفجارات، وحجم الدمار ، وتوحش الجيش الصهيوني المدعوم غربياً والذي يشن حرب الابادة والدمار على غزة حتى لكأن الموت اخذ يطل من كل مكان.

غير انهم حسبهم عاشوا كبارا ، وماتوا كبارا، وارتبط موتهم، وحياتهم بقضية ربانية، وباعوا الابناء والانفس، والاسر، والمال، والممتلكات ، والمباني لله تعالى راضين.

وستتربى اجيال عربية على وحي من شهادتهم، ومن عبق بطولتهم، وقد انفرد الفلسطينيون و قدموا عرضا موشحاً بالدم والارواح، والاجساد المبعثرة على حساب الاقصى، وصارت فلسطين حاضنة الشهداء.

ولا اعتقد ان التاريخ كله شهد اباً مكلوماً يوزع الحلوى ابتهاجاً باستشهاد ابنائه، ولا عرف على مداره طفلا يقطف من رأس اخيه الشهيد شعرة ويحتفظ بها كتذكار، وهل سمع العالم عن اطفال يكتبون اسماءهم على ايديهم وارجلهم كي يتعرف عليهم المشيعون من اهلهم عند موتهم تحت الانقاض في اي لحظة.

وهل سبق ان واصل صحفي رابط الجأش عقب ساعات من دفن ابنائه وزوجته مقاومته الاعلامية الباسلة، وتولى الدفاع عن حياة شعبه، وكرامته الوطنية الى اخر رمق.

وهل شهد التاريخ ان طفلة ناجية من تحت الانقاض والركام تبكي بحرقة لانها لم تطالها الشهادة، وقد بقيت على قيد الحياة دون افراد اسرتها الذين سبقوها ، وفازوا بالجنة.

وربما ان العالم باسره لم يسمع من قبل عن فحوى المكالمة الاخيرة بين ام وابنها المقاوم الذي ودعها على اطراف الشهادة ، وتفجرت فيها ينابيع الامومة في لحظة فارقة بين الحياة والموت.

هم اساطير في المقاومة، واساطير في التضحية والفداء، وحسبهم ان ارواحهم ما تزال تعلوا في سماء فلسطين، وان مآلهم باذن الله الى النصر المبين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :