نحن شعب واحد نعيش عبر ضفّتي النهر المقدس ، وأكثر من سبعمائة حالة زواج بين شرقي النهر وغربيه ، عائلات واحدة ، مصير واحد وقضية واحدة .

القضية الفلسطينية هي مسؤولية كل أردني قبل أن تكون قضية العرب والمسلمين ، لا بل أن العرب والمسلمين وضعوها خلف ظهورهم منذ سنوات ، لم يبق على ساحة الصراع غيرنا نحن ، فالإستهداف الصهيوني يطالنا جميعا شرقي النهر وغربيه .

وعبر التاريخ ، انتصر المقاومون في أكثر من مكان في هذا العالم ، وقدّموا تضحيات جسام ، صحيح أنهم خسروا الكثير من الضحايا ، ولكن النصر كان حليفهم في النهاية ، فكلّ الدول التي عانت من الإستعمار والإحتلال تحررت في نهاية المطاف .

اليوم ؛ مقاومة باسلة في سبيل الحرية وإزالة الإحتلال البغيض عن أرض فلسطين ، نشعر بمرارة وأسى من مختلف المواقف الدولية التي تكيل بمكيالين ، نشعر وكأنّ الغرب بأجمعه لا يريد لهذا الشعب الحرية والإنعتاق .

المقاومة في غزة تسطّر ملاحم بطولية قلّ نظيرها ، في الوقت الذي ما زالت فيه قوات الإحتلال تمارس أبشع صور الإجرام والإبادة الجماعية ، ورغم ذلك تحظى بتأييد قوى عظمى باعت كل ضمير وتخلّت عن أبسط قواعد الإنسانية .

الشعب الأردني يقف بقوة وصلابة في وجه أعداء الإنسانية ، من يمارسون كل ساعة القتل والتدمير ، والأردنيون يدركون بأنهم اليوم الداعم الرئيس للشعب الفلسطيني الذي يستمر في المعاناة منذ أكثر من خمسة وسبعين عاما .

الإنتصار قادم ، قد يطول ، غير أن هذا الجيل قادر على تحقيقه وفرض إرادته الحرّة ، والأردنيون ينتظرون اللحظة التي نعمل فيها جنبا إلى جنب للخلاص من الإحتلال الصهيوني رغم كل أشكال الدعم المقدّمة له .

القدس باتت قريبة وأقرب من أي وقت مضى ، ولا أشكّ لحظة بأنني سأشهد العناق بين القدس وعمان ، بين السلط ونابلس ، وبين الكرك والخليل .

الرحمة على الشهداء الأبرار الذين يعملون على تمهيد الطريق وتعبيدها من أجل الوصول إلى زهرة المدائن وكل بقعة في فلسطين .