الارتباط الوثيق في العلاقة الأردنية الفلسطينية لا يحتاج إلى بحث أو تحليل ، هي علاقة على مر التاريخ ، ويكفي تلك الروابط الإجتماعية بين أبناء الشعب الواحد عبر ضفتي النهر .

اليوم يعيش الفلسطينيون ظروفا هي الأقسى عبر تاريخهم ، ووحده الشعب الأردني الذي يقف بصلابة إلى جانبه ، كيف لا ونحن نتقاسم كل شيء حتى رغيف الخبز ، فقلوب الأردنيين باتت معلقة بغزة وصمودها ومقاومتها الباسلة .

الأردن الرسمي والشعبي يبذل جهودا كبيرة ولا تخفى على أحد في سبيل وقف هذه الهمجية الصهيونية ، يحاول قدر استطاعته العمل لتجنيب المنطقة من كوارث محتملة سببها هذا الإجرام الصهيوني الذي يجري أمام سمع وبصر العالم .

الأردنيون اليوم في واجهة الحدث ، وهم في صلب المواجهة ، هم في نفس الخندق مع الأشقاء الفلسطينيين ، فالصهاينة عيونهم على الأردن أيضا كما هي أطماعهم في فلسطين .

محاولات الكيان الصهيوني لن تنجح في الضغط على الشعب الفلسطيني لترك وطنه وأرضه في قطاع غزة ، والأردن يقف بالمرصاد أمام هذه المحاولات الخبيثة ، والأردن أعلنها صراحة بأن ذلك يمثل إعلان حرب .

المخططات الصهيونية ليست وليدة اليوم بل تعود لأكثر من مئة عام وقبل قيام دولة الأحتلال ، والمرحلة اليوم تتطلب اليقظة من تلك المحاولات التي تستهدف الوجود الفلسطيني ، وحتى وجودنا كعرب .

غزة اليوم تحت النار ، وربما يكون القادم أشد وأقسى على شعبنا هناك ، واجزم بأن الأردن ينظر بعين الشك والريبة لكافة المواقف الغربية التي تغض الطرف عما يجري في غزة واعتبار ذلك دفاعا عن النفس.

الأردن في قلب الحدث دائما وهو يدرك أن المنطقة تمر بمنعطف هو الأخطر عبر تاريخها ، ويعمل دون كلل للخروج من هذه الحالة ، التي ليس لها سوى حلا واحدا وهو منح الشعب الفلسطيني حقه في الحياة الحرة الكريمة ودولته المستقلة كغيره من شعوب الأرض .