facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رحيل في يوم حزين


بسمة العواملة
17-12-2023 08:33 AM

رحل الشيخ سمو الأمير نواف الاحمد الصباح ، الأمير الذي أحبَ بلده و شعبه فبادلوه حباً بحب ، الأمير الذي أُشتهر بالزهد وعُرف عنه التواضع الجم والاكثر إنسانية و تسامح ، القائد الذي ترجم هذا التسامح بعدة مراسيم عفو و التي كانت تمثل الوجه البارز لفترة توليه الحكم

قائد ممن قال فيهم رسول الله {سبعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ ، إِمامٌ عَادِلٌ ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبادَةِ اللهِ ، ورجلٌ قلبُهُ مُعَلَّقٌ بِالمسجدِ …}

أجل فلقد كنت إماماً و قائد اً عادل ، نشأت في رحاب الإيمان بعمق معناه حتى تعلق قلبك بكتاب الله الذي كنت تتلوه في المساجد جنباً الى جنب مع ابناء شعبك بكل تواضع و قمة في العطاء لله درك من قائد وهب جُلَ حياته لبلده و شعبه .

نرثيك لأنك كنت قائداً استثنائياً بكل المقاييس ، نرثيك لاننا احببناك قائداً عروبياً ظل حتى آخر أيامه وفياً لقضايا أمته ، تاركاً وراءه إرثاً من محبة شعبه و احترام و تقدير شعوب و قادة
كُثر .
رحل أمير الإنسانية في احلك الظروف التي تمر بها أمتنا العربية التي اتعبتها و انهكتها الحروب ، رحل من أرسى أولويات وثوابت كويتية جوهرية تجاه القضية الفلسطينية
فاعلن رفضه للانتهاكات التي يمارسها الاحتلال والعقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني ، و ابدى في كل المناسبات عدم القبول بازدواجية المعايير التي تُمارس من قبل المجتمع الدولي معلناً و مجدداً للنداء بضرورة تغليب العقل و الحكمة و الوقف الفوري للعمليات العسكرية و توفير الحماية للشعب الفلسطيني الاعزل ، و دأب على مواصلة تقديم و توفير المساعدات الإغاثية العاجلة للاهل في فلسطين و قطاع غزة محذراً من النهج الذي تسلكه اسرائيل في إتباع سياسة التهجير القسري، مؤكداً و بشكل حازم على السعي باتجاه الحل العادل وفق القرارات الدولية والمبادرة العربية لدعم الشعب الفلسطيني لنيل كافة حقوقه المشروعة و إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها “القدس الشرقية”.

لا يسعفني قلمي لاستذكار مناقبك و عظيم صفاتك ، و لكنه يوم حزين ، فلا نكاد نلتقط أنفاسنا و نحن نتابع مشاهد الألم و الفقد للأهل في غزة ، حتى يأتينا خبر رحيل قائد عظيم تميز حكمه الرشيد بالحكمة و الإتزان ، قائد حمل هموم أمته العربية كما هموم شعبه في قلبه و وجدانه .

و لا اجد كلمات تعبر عما يجول في خاطري من مشاعر لأرثيك بها، في ظل الظروف التي نعيشها على إمتداد الوطن العربي المثقل بالاحزان و القهر اكثر و أبلغ من أبيات الشعر التي قالها المتنبي
” أَلَمٌ أَلَمَّ أَلَمْ أُلِمَّ بِدَائِهِ …… إِنْ آنَ آنٌ آنَ آنُ أَوَانِهِ “
اي بمعن
لقد أحاط بي ألم لم أعرفه من قبل إن جاء وقت شفائه من الله فقد آن ذلك له.

رحمك الله أيها الأمير الشيخ الجليل ، نعزي انفسنا و نعزي الأشقاء في دولة الكويت برحيل أميرهم الشيخ نواف الاحمد الصباح ونقول قلوبنا معكم ورحم الله فقيدكم الكبير.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :