facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حمى الانتخابات .. وصوت العقل


30-07-2007 03:00 AM

مع إنني مازلت افضل التعيين لموقع رئيس البلدية , واعتقد انه بعد نجاح (تجربه أمانة عمان) والتي كانت الأفضل والأنسب لنا ولمجتمعنا ,لأن (رئيس البلدية المعين ) لا يخضع لضغوط الناخبين من الأهل والأقارب تجاه التنظيم والخدمات داخل البلدة الواحدة , كما( الرئيس المنتخب ) حيث كنت تجد أن الكثير من البيوت غير مرخصة ,والشوارع ليست مستقيمة فهي تتلوى حسب درجه النفوذ والقربى , والخدمات لا تقدم للناس بالتساوي. ولكن بما أن الانتخابات البلدية أصبحت أمرا واقعا لا مفر منه ,بعد صدور القانون الجديد , فإنه لابد من الإشادة بميزات الصوت الواحد ,الذي أنهى عهد التكتلات العشائرية و احتكار العشائر و العائلات الكبيرة لمقاعد المجلس البلدي , وحرمان العائلات الصغيرة من التمثيل فيه , كما أن الصوت الواحد, يساعد على عدم تسييس البلديات , وإبقاء وضعها كجهة تقدم الخدمات للمواطنين فقط , بعيدا عن المزايدات والمناكفات السياسية والحزبية.

أما بالنسبة للكوتا النسائية , فأن الناس يتقبلونها على مضض , ويحسون أنها تفرض عليهم فرضا , تطبيقا لأجندات خارجية , وان الدستور كان قد كفل للمرأة المساواة المطلقة ,فإذا كان المجتمع الأردني مازال غير جاهزا , لاستقبال فكره تولى المرأة للمناصب العامة , فلماذا لابترك هذا الأمر للتطور الاجتماعي الطبيعي , لان إعطاء المرأة أفضليه قانونيه , قد يؤثر على حقوق الرجال الدستورية.

أما وقد بدأ العد التنازلي لإجراء الانتخابات البلدية, التي سوف تجرى في موعدها المحدد يوم الثلاثاء الموافق 31/7/2007 ,وقد بدأت الحمى الانتخابية تتصاعد داخل المدن والبلدات, حتى تبلغ ذروتها القصوى ,وما يرافقها من هوس جماعي وتحشيد عشائري وعائلي , فكل عشيرة ترغب من أن يكون مرشحها هو رئيس البلدية المنتظر , أو أن يكون لها عضوا بالمجلس البلدي القادم ,ليكون مدافعا عن مصالحها , و إثباتا للقوه العشائرية العددية ,هذه الحمي والهستيريا الجماعية ,ما هي إلا امتداد طبيعي تاريخي , للعصبية القبلية التي كانت سائدة عند العرب , والتي حتى الإسلام العظيم لم يستطع إلغائها أو انتزاعها عندهم ,فهي مازالت باقيه إلى اليوم .ومازال قول الشاعر ( در يد ابن الصمه ) يتردد إلى الآن , وصادقا في التعبير عن هذه الحالة داخل المدينة أو البلدة الواحدة( وهل أنا إلا من غزيه إن غوت .........غويت وإن ترشد غزيه ارشد), لا استثني حتى كبار المتعلمين والمثقفين منها , بل أن بعضهم يستخدم ثقافته وعلمه وذكائه , لخدمه هذا السياق العشائري العام .

لذا لندع العائلات والعشائر التي لديها مرشحين , سواء اختارتهم أو فرضوا أنفسهم , لشأنهم في التركيز على مرشحيهم , أما العائلات والعشائر آلتي ليس لديها مرشحين مفروضين عشائريا عليها, فهي وحدها القادرة على خلق التوازن و إنجاح المرشحين المناسبين من حيث الكفاءة والمقدرة و الصالحين , لخدمه المصلحة العامة.

إن العشائرية والقبلية ليست شرا مطلقا , وقولة سبحانه وتعالى ( إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا , إن أكرمكم عند الله اتقاكم)– صدق الله العظيم- هو تأكيد لمفهوم وجود العشائرية ,ولكن ألا فضليه هي للتقوى ,وإن الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم- عندما قال (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) , هو اعتراف وتأكيد لوجود الأخلاق الحميدة لدى العرب قبل الإسلام, مثل الشرف والنخوة والكرم والشجاعة والإيثار وحماية الجار والدخيل .. الخ ؟

لذلك فإننا لا نستطيع إلغاء العشائرية, ولكن نحن نستطيع , تهذيب بعض السلوكيات المرفوضة ,بما فيها من التطرف و المغالاة ,وان لا تأخذنا العزة بالإثم ,وعدم إثارة المشاكل و المناكفات والاستفزاز, والاستعراض , من إطلاق نار وتزمير وتفحيط وتشحيط وغيرة , سواء كان ذلك قبل ظهور النتائج أو بعدها, فنحن داخل البلدة الواحدة وان كنا عشائر وعائلات شتى , إلا انه علينا أن لا ننسى أننا مازلنا أنسباء وأخوال و أقارب وجيران بعضنا لبعض, لكي يسير هذا اليوم الانتخابي بكل هدوء ورويه وسلام , ونستفيد من هذه التجربة الديمقراطية , ونتذكر أننا مازلنا شعب متحضر ومتعلم , ضمن دولة القانون والمؤسسات.

وقى الله العلي القدير الأردن العظيم من كل مكروه , وأدام عليه عزة وسيادته واستقلاله., تحت قيادة جلاله الملك عبد الله الثاني بن الحسين المفدى , آمين ...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :