facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الجهاد والمقاومة والعاقبة للمتقين


سالم البادي
03-01-2024 12:14 PM

فلسطين الأبية الشامخة الصامدة مهبط الوحي وموطن الأنبياء ومهد الديانات السماوية .. أرض الثبات والرباط، أرض الكفاح والرسالات والمقدسات ، أرض مسرى ومعراج خير الأنام إلى السماوات ، يا خير وأغلى بقعة باركها ربنا الرحمن ، والمسجد الاقصى قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين الشريفين، فيه صلى سيدنا محمد بالانبياء صلوات الله عليهم أجمعين .

سيكتب التاريخ وتسطر الاقلام .. الوقائعُ والأحداث والبطولات التي تصنعها غزة الصمود بعنفوان رجالها وثبات شعبها، وعزيمة وهمة مقاومتها البواسل الشجعان، فبإذن الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد سيحل الأمن والسلام في أرض فلسطين وفي غزة العزة والشموخ، وستهوي أفئدة الناس إليها ، وتهفوا اليها القلوب قبل الأجساد من كل فج عميق ويعم الخير والأمن والأمان والاستقرار والاطمئنان.

رغم كل أصناف القتل والتدمير والتهجير والآلام.. والمعاناة والمأساة الإنسانية في قطاع غزة فأن النصر لا بد أن يتحقق مصداقا لقوله تعالى: ﴿ ونريد أن نمن على الذين اسْتضعفوا في الْأَرْضِ ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين(٥) ونمكن لهم في الأرض ﴾(٦) (القصص).
وقال سبحانه وتعالى :{وكان حقا علينا نصر المؤمنين} (الروم: ٤٧)

فيا أهل غزة أبشروا ولا تحزنوا، وأفرحوا ولا تيأسوا, وأثبتوا ولا تخافوا، ورابطوا ولا تتفرقوا ولا تهنوا وأنتم الأعلون، فقد إختاركم ربكم الأعلى في هذا الجهاد والثبات والكفاح والمقاومة وخصكم به، فأصبحتم بنعمته ابطالا صناديد ومثالا للتضحيات والفداء والذود عن حياض ارضكم وعرضكم وعن مقدسات أمتكم الاسلاميه، فهنيئا لكم هذا الشرف العظيم بأن بعتم أنفسكم لله تقاتلون في سبيله بأموالكم وأنفسكم وأبنائكم ونسائكم وشيوخكم، وصدق الله العظيم إذ قال: {الله أشترى من المؤمنين أنفسهم واموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوارة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم}.( التوبه ١١١).

فالمحن أمر طبيعي في هذه الحياةالدنيا، والابتلاء سنة كونية ليميز الله الخبيث من الطيب، بينما اليأس والخنوع والجزع والخذلان والتقاعس والاستسلام ليس من أَخلاق المؤمنين الصادقين المخلصين، ولا من صفات المجاهدين والمرابطين .

لذا فقد حض الله عباده المؤمنين والمؤمنات على القتال في سبيله واعد لهم الأجر الكبير والثواب العظيم فقال في محكم كتابه العزيز :{ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل اللَّه أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون (١٦٩) فرحين بما ءاتاهم اللَّه من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون (١٧٠) يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين}(١٧١)(آل عمران).

قد وعد الله عز وجل الشهداء منزلة كبيرة في الجنه ، ففي الحديث الشريف قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم (ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الارض من شىء إلا الشهيد ، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامه) .

مر الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في معركة القادسية على معسكرات الجيش ليلا، فمر بفرقة عسكرية يصلون فقال :"من هاهنا يأتي النصر" ومر بفرقة نيام فقال :"ومن هنا تأتي الهزيمة "، ومنها نستخلص أن من اسباب الهزيمة هي التقاعس والتخاذل والتهاون عن آداء العبادات التي تقرب من رب العباد، وتزيد من إيمان العبد بربه، وتوثق العلاقة بين الخالق والمخلوق.

لولا العزائم ما سادت بها أمم
بالعز ترفل لا بالعجز والسّقم
الله أكبر ما كانت لذي وهن
ولا تأتت لذي خور وذي صمم
يهتز منها طغاة الأرض إن برقت
فوق السيوف بأيد حرة وفم

أيها الصهاينة الطغاة الغزاة الرعاة الحفاة المحتلين المغتصبين، يا أنجس ما خلق الله من البشر على هذه البسيطه لا تفرحوا ولا تسعدوا طويلا بترسانتكم الحربيه وبجهاز استخباراتكم،وقوتكم الصاروخيه العمياء، وقبتكم الحديدية الهشة ،وبجداركم العنصري، وتغطرس اتباعكم واعوانهم،وكثرة ذبابكم الإلكتروني، واستكبار جنودكم ،وسيطرة آلتكم الإعلامية، ومنصاتكم الاجتماعية، وتقنياتكم وتطبيقاتكم ، وأموالكم التي اشتريتم بها ضمائر الخونه وشركائكم وعملائكم ، فإن كل هذا وذاك نهايته قريبة جدا ، وزواله بدأ يلوح في الأفق القريب، بعزيمة وإرادة وايمان وصبر وجهاد وأصرار فصائل المقاومة الفلسطينيه، وقوة ترابط وتماسك الشعب الفلسطيني الأبي الصامد الصابر المحتسب ، وسيتحقق النصر طال الزمن أو قصر، وسيفرح أهل غزة وباقي المدن والمناطق والمخيمات الفلسطينيه بالنصر المؤزر قال تعالى:{في بضع سنين لِلَّه الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون (٤)بنصر اللَّه ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم}(ه)(الروم).

وسيأتيكم الدور أيها المتعاونون والمتآمرون والمتخاذلون مع الكيان الصهيوني المحتل على القضية الفلسطينية، فاليهود والكفار كرههم الدفين وحقدهم وحسدهم وبغيهم وجورهم، وكثرة تآمرهم بافتعال الأزمات والحروب لن يقر لهم قرار ولن يهنأ لهم بال حتى تقر اعينهم إلى تدمير الأمة الإسلامية، ولكن هيهات.. هيهات لما توعدون، فإن غدركم واحتلالكم وسيطرتكم وجرائمكم ومجازركم البشعة الوحشية لن تدوم طويلا ،ولن تمر بلا حساب ولا عقاب فانتظروا إنا منتظرون.

فقد أتى على الناس السنون الخداعة التي حذر منها الرسول الكريم - صلى الله عليه وآله وسلم - بقوله : "سيأتي على الناس سنون يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويخون الأمين، ويؤتمن الخائن، وينطق فيها الرويبضة " قيل : يا رسول الله ، وما الرويبضة ؟ قال : "السفيه يتكلم في أمر العامة".

وقد أعد الله للخائنين عقاب في الدنيا والآخرة ومكن المؤمنين منهم قال تعالى:{وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم } (الأنفال: ٧١).

والخيانة داء عضال وخلق ذميم بغيض، فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم - يتعوذ بالله منه فيقول : "...وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئس البطانة".

(والعاقبة للمتقين) عبارة قرآنيه تبعث الأمل في نفوس أهل الحق وخاصة المجاهدين، فتملأ قلوبهم إيمانا وثقة بربهم وسكينة وراحة وطمأنينة، فتزيد من عزيمتهم وتقوي من ارادتهم وترفع من معنوياتهم وتزيدهم ثباتا وعزة وشموخ وصمود ، وتعزز رباطهم، فيتولد لديهم اليقين بوعد الله الحق لنصرتهم ، ويستبشرون بأمل وتفاؤل بحسن العاقبة.

والمقاومة الفلسطينية يلزمها اليوم الصبر والثبات في المعركة ، والعاقبة الحميدة سوف تتحقق عند صبرهم واحتسابهم وإخلاصهم لله وجهادهم في سبيله، وستكون العاقبة لهم في الدنيا والآخرة، والله سيكون معهم، ومن كان الله معه هداه وكفاه، قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن اللَّه لمع المحسنين}(العنكبوت٦٩).

وقضى ربنا وقدر أن تكون العاقبة للمتقين والنصر للصابرين المجاهدين، قال تعالى: {كتب اللَّهُ لأغلبن أنا ورسلي إن اللَّهَ قوي عزيز} (المجادلة٢١).

إن ما نراه اليوم من حرب غزة من اتحاد بلاد الكفر والشرك والطغيان والاستبداد والاحتلال على أهل الحق ما هو إلا تهيئة وتقدمة لنصر قريب ، قال تعالى: {ولينصرن اللَّهُ من ينصره إن اللَّهَ لقوي عزيز} (الحج ٤٠).

إن واقع الأمة اليوم واقع مرير لا يسر عدو ولا صديق، وما يجري لدعوة الحق من مكر وغدر ، وما أصاب أهل الحق من أذى وكيد في كل بقاع الأرض، في ظل سيطرة أهل الباطل على مقدرات ومدخرات الشعوب، وتدخلهم في الشؤون الداخلية للدول وفرض سياساتهم بالقوة وتسلطهم وبغيهم وعدوانهم المستمر على شعوب الأمة، فإن ذلك يجعل اليقين بوعد الله الحق ، وتعلق القلوب بالله سبحانه ، والتحلي بالصبر والثبات، وبذل الجهد، فإن الله تعالى ناصر عباده لا محالة.

فأبشروا أيها الغزيين واعلموا أنكم ما دمتم على الحق صابرين ثابتين مرابطين، فالله معكم ولن يخذلكم {وما النصر إِلا من عند اللّه العزيز الحكيم}(آل عمران١٢٦).

الصبر والثبات يا غزة فالنصر آتٍ آت .. والرباط الرباط يأ أهل القدس فالنصر آتٍ آت..

ولن يبقى على أرض فلسطين موضع قدم لمتكبر وطاغية وغاز ومجرم ومختال وخوان بإذنه تعالى، وبني صهيون ومن على شاكلتهم الى دمار وزوال بعزة القوى العزيز الرحمن.

اللهم أحمي أهل غزة وأيدهم بنصرك المبين، وقوي عزائمهم وأشدد أزرهم، وأدحر من ظلمهم واعتدى على أعراضهم وسلبهم ارضهم وقتل اطفالهم وشرد شعبهم، اللهم دمر اليهود الصهاينة الظالمين الطغاة المتكبرين وأغرقهم ولا تدع لهم من باقية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :