facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دروس في مواجهة العماليق 101


عامر طهبوب
13-01-2024 05:10 PM

ذلك مساق تطبيقي، سيتعلمه الاستعمار بعد أن قضى 100 يوماً في مواجهة عنفوان مدينة، مدينة اسمها غزة، وربما يسجل المحتل في مساق آخر يحمل رقم 102 بعنوان: الموت في وحل غزة، والمدينة التي قصف العدو كل مدارسها وجامعاتها، ما زالت قادرة على التعليم التطبيقي في جامعة محطّمة مفتوحة، وبعد المائة، تأتي كتابة التوطئة، وإعادة فهم، ومفاهيم خاطئة، واستخلاص العبر كما يحلو للمستعمر أن يسمي الرديئة التي حلت به أكثر من مرة بنيران صديقة. آن الأوان للمستعمِر أن ينصت مرّة في حياته للمُستَعمَر، أن يتلمس حقوقه، وحاجته، وإنسانيته، وصلابته، وأن يفهم أن مَسيرة الشعوب المناضلة، تنتصر على المُسَيَّرَة، والكلاب، والزنانات، ودبابات تسقط كما يسقط العصفور بمطاطة وحجر.

آن الأوان أن يفهم المحتل، أن الاحتلال إلى زوال، وأنه لن يستطيع محو أصحاب الأرض عن الأرض، وأن المنحنيات تغيرت، وأن الأزمنة تبدلت، وأن الجيل القادم في العالم، جيل فلسطيني؛ من جنوب إفريقيا، إلى السويد، والدنمارك، واسكتلندة، وإيرلندة، وكوريا، واليابان، وبريطانيا، وماليزيا، وأندونيسيا، وفرنسا، وحتى ألمانيا، والولايات المتحدة، وحتى الجيل الجديد من يهود يرفضون أن تستخدم أسماءهم، تحت لافتة العدوان والقتل والدمار.

آن الأوان للمستكبِر أن يعي أن زمن الانتصار قد ولّى، وأن البقاء فوق الشجرة لا يستوي إلى الأبد، وأن عقوق الفلسطيني، وعدم رفعه الراية البيضاء، جاء بسبب الحقوق، لا بسبب رغبته في ممارسة العقوق عبثاً، والعقوق في الفقه لا تلغي الحقوق، يقول الفلسطيني لا، حتى يصل المحتل الغاصب إلى النعمات، وينزل عن الشجرة، ويعي خطورة نهجه المتغطرس المغرور.

وآن للمحتل أن يتوقف عن الكذب، الله كم يُكثر من الكذب؛ وكذبته كبيرة غير محتملة، توقفت مطولاً عند تصريح وكيل الدفاع الإسرائيلي في جلسة لاهاي الثانية، يستجدي تعاطف القضاة عندما قال في سياق حديثه عن صبيحة السابع من أكتوبر، و"جرائم الإرهابيين" بحق المدنيين الإسرائيليين، أن أحد أفراد حماس قام بقطع ثدي امرأة إسرائيلية اغتصبها وهو ما زال يعاشرها، صورة مقززة مركبة بلا شك، بشعة لكنها مضللة، ومن شدة بشاعتها، لا يمكن تصديقها، ولا التفاعل معها، لأن الكذب فيها تجاوز، ليس فقط القدرة الإدراكية على الاستدراك والفهم، وإنما لأنها تتناقض مع الميكانيكية والمنطقين الإنساني والإجرامي، أن تغتصب امرأة، يمكن أن يتم التفاعل مع الصورة، أن تقطع ثديها، أيضاً يمكن التعامل ذهنياً مع السردية، أما أن تقطع ثدي امرأة وأنت تمارس الجنس معها، فتلك سردية لا يصدقها حكيم أو قرد أو حمار، والمحكمة، أي محكمة، تحتاج إلى براهين، وقرائن، والإسرائيلي لا يملك مستنداً ولا قرينة.

السردية الكاذبة ساقطة، وأهم ما تم إسقاطه في لاهاي، معاداة السامية، وديمقراطية الدولة، وأخلاق جيشها، لم يعد العالم يصدق تلك السردية، أن حماس تستخدم المدنيين دروعاً بشرية، حماس تسرق المساعدات، وتسرق الوقود لتشغيل المكيفات، وتستخدم المستشفيات والمدارس والمساجد، وإسرائيل وزعت ملايين المنشورات لإبعاد المدنيين ن مناطق القتال، والجيش يفعل كل ما في وسعه لتجنب استهداف المدنيين، وإسرائيل هي التي تتهددها الإبادة، لم يعد أحداً يصدق هذا الكذب.

لم تعد حكاية رمي اليهود في البحر تجدي في سردية مقيتة، ولم يعد الغرب يتعاطف مع خطاب تقليدي كاذب، ببساطة لأن الصورة جلية واضحة أمام الأعين، لأن ما حدث لأهل غزة، أدمى قلوب النساء في عواصم الأرض، لأن غزة تشبه اليوم المدن المدمرة في الحربين العالميتين الأولى والثانية، لأن غزة تشبه هيروشيما، لأنها تؤاخي ناغازاكي، الكذب لا يجدي اليوم، وممارسة مواصلة الكذب لن يجلب لإسرائيل إلا العار.

"شواظ" من لهب هي غزة، والعماليق ليسوا اليوم من بدو رحل في صحراء النقب، إنهم أمة من خيرة أبناء العرب القدماء، إنهم أهل غزة أباً عن جد، وجد جد، وجد جد جد، ولن يستطيع نتنياهو أن ينتصر على عماليق غزة، والمعارك مستمرة منذ اصطدم قوم موسى مع عماليق فلسطين في غزة وسيناء، وصراع الفلسطيني ليس دينياً مع اليهود، إنه صراع مع محتل أرض، صراع بقاء، وصراع حقوق، وأما إذا اختار نتنياهو تديين الصراع، فأهل غزة على استعداد لتديينه، وهو جهاد في نهاية الأمر، نصر أو استشهاد، حتى طرد آخر جندي على أرض غزة، وتحرير الأرض، وتلك جولة في مسيرة النضال من أجل إقامة الدولة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :