facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المجالي يكتب: HB .. H4


السفير زياد خازر المجالي
26-02-2024 07:38 PM

تفضل الصديق الاستاذ سمير الحياري مطلع أيلول الماضي بنشر مقالٍ لي على صفحات عمون الغرّاء باللغتين العربية والإنجليزية بعنوان : إسرائيل… إلى أين؟!
ومن ضمن أمورٍ أخرى في المقال ، ثبت أن تراكمات سياسات التطرف كان لا بد لها أن تولّد تطرفاً وحقداً كان عنوان مسرح الدماء في غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

وبعض البُعد عن ذلك ، ومن ضمن الفوضى الإعلامية التي صاحبت الحرب على غزه كانت مقابلة تلفزيونية شاهدتها للمذيع الذي لا يستطيع إخفاء تحيزه ، Piers Morgan حيث استضاف خلالها شخصين يتناقضان في المواقف تجاه حرب غزة والشأن الفلسطيني بشكلٍ عام: Norman Finkelstein و Alan Dershowitz .

كنت أنصت إلى ان وصل الحوار إلى الحديث عن الدولة الفلسطينية المقترحة كشرط للسلام في اطار حل الدولتين عندما اشار دورشويتز إلى ضرورة التعديلات الحدودية وفقاً لقرار مجلس الامن ٢٤٢ الذي ساعد في إعداده مع مندوب الولايات المتحدة في نيويورك آنذاك آرثر جولدبيرغ. وطبعاً في جعبته - إضافة إلى تحيزه الواضح لإسرائيل- ضرورة ابتلاع أجزاء من الضفة الغربية تتوافق مع الحقائق المستجدة التي أوجدها الاستيطان غير الشرعي في الضفة الغربية والقدس، وليس المنطق والظروف التي كانت مرتبطة بعام ١٩٦٧.

في تلك اللحظة لم أستطع أن أمنع فكري وذاكرتي من الرحيل إلى نهاية عام ١٩٩١ والى القاهرة تحديداً وحيث كنت لا أفوّت فرص الجلوس والحديث المطول مع المرحوم الدكتور محمد الفرا الذي كان أنهى للتو عمله أميناً عاماً مساعداً للجامعة العربية.

وعندما كنت انهل من ذاكرة وخبرات الرجل رحمه الله ، سألته عن تعبيري : أراضي والأراضي اللتين وردتا في النسختين الإنجليزية والفرنسية على التوالي في القرار - ومعروف أن اللغة العربية لم تكن بعد من اللغات الرسمية العاملة في الجمعية العامة للأمم المتحدة حتى عام ١٩٧٣- .

ومعروف أيضاً كم كان حجم التأويلات والنقد لوفدنا آنذاك واتهامه أنه أخطأ بقبول تعبير أراضي وليس الأراضي في النص الإنجليزي.

ضحك رحمه الله وأوضح لي في حينه ان ذلك كان مقصوداً ، وان الملك الحسين طيب الله ثراه كان بالصورة، والقصد من ذلك كان لمصلحتنا لتصحيح واقعٍ كان حدث نتيجة اتفاق الهدنه عام ١٩٤٩ حيث ان خطوط الهدنه قسمت على الأرض بعض القرى الفلسطينية فنصفها أو جزء منها بقي لدى الجانب الإسرائيلي ، أو أن قرية بقيت في الشرق ومزارع سكانها باتت غرب خطوط الهدنه.الأمر الذي فرضته مواقع تواجد القوات العسكرية.

أدهشني ذلك التوضيح ، ولكني في نفس الوقت لم أستطع ان أخفي ضحكتي ، فسألني رحمه الله عن سبب ضحكي، فقلت له أني اكتشفت الآن ان الطرفة القديمة تم وضعها بناء على جهلٍ تام بمعنى اتفاق الهدنة العسكرية الذي محوره الرئيسي رسم حدود لمكان تمركز القوات العسكرية، وعدم اختراقها إلى ان يتم إتفاق سياسي للحدود، فخطوط الهدنة كانت في الأصل لوقف اي تجديد للعمليات عسكرية.

سألني عن الطرفه،، فأجبته انها كانت تستهدف ظلماً وجهلاً وفدنا في رودس وان الوفد لترسيم خطوط الهدنه تم خداعه باستعمال اقلام الرصاص HB , التي من المعروف ان خطها اسود عريض، مقارنة بأقلام الرصاص H4 الرفيعة جداً ، فكان الفرق بالمليمترات على الخريطة يعادل عشرات الأمتار على الأرض!!!
ولكن تلك الطرفة أكدت صحة القرار السياسي الأردني في نوفمبر١٩٦٧ من ضرورة صياغة تستدعي لاحقاً تغيير حدود ( وقف إطلاق النار ) إلى خطوط اجتماعية وسياسية موضوعية تغير الواقع الشاذ الذي تحدث عنه الدكتور الفرا .

والآن ومع أجواء الواقع في غزة والمُبْتَل بالجراح ، ما زال هناك من يريد الآن ان يتجاوز الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن — التي تعتبر المستعمرات ( المستوطنات ) غير شرعية — من أجل تعديلات حدودية تتجاوز حتى نسب التبادل في الاراضي الذي تحدثت عنها اتفاقيات أوسلو ومابعدها…. محاولات جديدة مبكرة صادمة للجهود الدولية التي تهدف الوصول إلى حل الدولتين . وحل الدولتين يجب ان يكون حالة قناعة وثقافة، قبل ان يصبح حالةً جغرافية بأقلام حديثة أفضل حتى من H6 وحالة سياسية يحرسها نسقٌ قانوني وإرادة سياسية دولية .

والكرة في تقديري ما زالت لدى الناخبين ، الإسرائيلي ، والأميركي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :