افتتاح مؤتمر "فقه الانتماء إلى المجتمع والأمة" في الأردنية بمشاركة دولية
23-03-2011 03:25 PM
عمون - بنان ملكاوي - أفتتحت يوم الإثنين فعاليات المؤتمر العلمي الدولي بعنوان "فقه الانتماء إلى المجتمع والأمة" والذي ينظمه المعهد العالمي للفكر الإسلامي بالتعاون مع الجامعة الأردنية بهدف ترسيخ مفهوم الانتماء إلى المجتمع والأمة وتفعيل قيمة الانتماء ودوره في تحقيق النهوض الحضاري للمجتمع والأمة.
وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي عقدت جلساته في مدرج كلية الملك عبدالله الثاني لتكنولوجيا المعلومات تحت رعاية رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عادل الطويسي، قال المستشار الاكاديمي للمعهد الدكتور رائد عكاشه إن استدخال مصطلح الانتماء يعطي مكسباً نفسياً ومادياً للأمة، وهو مصطلح غدا ضداً لكل مفاهيم التبعية والسكون، وأصبح الحديث عنه في الإطار العربي والإسلامي نهوضاً للذات في مواجهة كل أشكال الاستلاب.
وأضاف "ليس صحيحاً أن الانتماء مقولة سحرية نفتح بها مغارة العصر والتمكين دون أن نتكلف جهداً، بل يعني وضع حدٍّ للتعامل السحري مع الواقع، والانعتاقَ من أَسْر كلمات السر والمفاتيح السحرية. وليس صحيحاً أن الانتماء حُقنةٌ يحقن بها المجتمع، فيستعيدَ صحته وتقدمه ووجوده فوراً، فكما أنه ما من نهوض بلا ثمن وبلا تضحية، فكذلك ما من إنتاج يؤتي أكله حالاً. وليس صحيحاً كذلك أن صنْع الانتماء عملية فوقية، يخططها المخططون فحسب، بل هو عملية تحتية كذلك. وضمن هذا المنظور الكلي، فإن مشاريع النهوض لا تملك إلا أن تكون مشاريع جماعية، دون الاستهانة بأي عمل فردي، وصولاً إلى الانعتاق من قيد الآخر."
وفي كلمته الترحيبية، قال المدير الاقليمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي الدكتور فتحي ملكاوي إن فكرة المؤتمر انطلقت من الشعور بأهمية النظر إلى قضية الانتماء إلى المجتمع والأمة برؤية معرفية منهجية، وبضرورة معالجة القضية من خلال بحوث علمية تتجاوز الشعارات السياسية والمقالات الصحفية - رغم أهميتها - وذلك من أجل بناء روح الجماعة والأمة.
وأضاف ملكاوي ان فقه الانتماء إلى المجتمع والأمة يقتضي التسائل عن واقع الأمة ودراسة انتماء الفرد حاكماً ومحكوماً، والأسرة، والجماعة، والأحزاب السياسية، والمؤسسات الى المجتمع الذي ينتمون إليه، ودورهم منفردين ومجتمعين في الوصول بواقع المجتمع إلى حالته الراهنة وإيجاد البرامج التي يمكنها أن تعيد توجيه الحركة نحو الإصلاح الحقيقي وترفع من مستويات الإنجاز والعطاء وتعيد بناء علاقات الرحم بين أبناء المجتمع الواحد والأخوة والتعاون والتكامل بين مجتمعات الأمة الواحدة.
وشدد ملكاوي أن فقه الانتماء إلى المجتمع والأمة ليس بعيداً عن الأجواء التي أخذت تسود مجتمعاتنا في الأشهر الأخيرة، آملا أن يكون هذا المؤتمر مبلوراً لتحفيز العلماء والباحثين في التخطيط والبرمجة لترشيد الحراك السياسي والاجتماعي، وتوجيهه نحو القضايا الكبرى وتأصيل هذه القضايا وإعادة صياغتها صياغة معرفية منهجية.
ويعقد المؤتمر بالتعاون مع الجامعة الأردنية ممثلة في ثلاث وحدات وهي كلية الشريعة ومعهد دراسات الإسلام في العالم المعاصر ومعهد العمل الاجتماعي، ويشارك فيه باحثين من خمس دول هي: الأردن والجزائر وسوريا والمغرب ومصر في تقديم سبعة عشر بحثاً.
وبدوره ألقى عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتور محمد القضاة كلمة أكد فيها أن الولاء والإنتماء للدين والوطن والأمة فريضة شرعية وضرورة بشرية، مضيفاً أن الولاء والانتماء والمواطنة الصالحة تعتبر عوامل مهمة في الإصلاح الاجتماعي ودرء مظاهر الفساد.
وأضاف القضاة انه من قيم الانتماء والولاء الوطني للأمة العمل على إبراز الوحدة الوطنية وجعلها هدفاً على الجميع تحقيقه والمحافظة عليه, وشدد على أن الحفاظ على الأمن جزء مهم من الانتماء الوطني للفرد والمجتمع, "فالمواطن يعيش في وطن يجب الحفاظ على أمنه الفكري، والاجتماعي، والاقتصادي."
وترأس الدكتور ملكاوي الجلسة الأولى وتحدث فيها الدكتور زكريا بيومي من مصر عن مفهوم الانتماء إلى المجتمع والأمة في الإسلام في ضوء القرآن والسّنة، فيما تناول الدكتور إسماعيل الحسني من المغرب مقاربات ومسائل من فقه الانتماء إلى واقع المجتمع والأمة، أما الدكتور الحاج دواق من الجزائر، فتحدث عن الانتماء إلى الأمة في الرؤية التوحيدية من شرطية الطبيعة والخلقة إلى أفق القيمة، وانتهت الجلسة بورقة للدكتور سفير جراد، من سوريا، معنونة بـ: الهوية بين ضرورات الذات وتطورات العصر.
وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور محمد القضاة، تحدث الدكتور عمار جيدل، من الجزائر، عن الطائفية والانتماء إلى الأمة، والدكتور صالح النعمان، من الجزائر، عن دور العقيدة الإسلامية في تحقيق التكامل بين دوائر الانتماء ومقتضياته العملية عقيدة الإيمان باليوم الآخر نموذجاً، وعرض الدكتور عمران سميح نزال، من الأردن، ورقة بعنوان: فقه الانتماء إلى المجتمع والأمة بين المفهوم العقدي والإجرائي.
وعقدت في الوقت نفسه جلسة موازية باللغة الإنجليزية، ترأسها عميد معهد دراسات الإسلام في العالم المعاصر الدكتور عدنان العساف، وذلك في مقر المعهد في الجامعة، وعرض فيها ثلاث أوراق، الأولى للدكتورة سميرة الخوالدة، من الأردن، بعنوان "الدين والقومية في فكر محمد إقبال"، والثانية للدكتورة دعاء فينو، من الأردن، بعنوان "معوقات عملية الانتماء: مراجعة مفهوم القوامة بوصفه مفهوماً مفتاحياً في انتماء المرأة المسلمة لأمتها"، والثالثة للدكتور علاء الدين عدوي، من الأردن، بعنوان "الهدي القرآني والنبوي في التغلب على المعوقات النفسية للانتماء."
يذكر ان معهد دراسات الإسلام يرمي الى بناء جسور التفاهم والتواصل بين العالم الإسلامي والغرب ويقوم على مبدأ تعزيز فهم أفضل للتعددية الثقافية ومعالجة التحديات الثقافية والدينية التي تبرز في سياق العولمة وتعزيز مفاهيم الاعتدال والوسطية والسلام والسعي لتحقيقها من خلال الحوار الحضاري والفهم المتبادل والتفاعل المشترك مع الآخر.
ويمنح المعهد في الجامعة الأردنية برنامج دراسات عليا لدرجة الماجستير في الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية.