facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غزة تستقبل رمضان تحت الركام وشبح المجاعة


سالم البادي
10-03-2024 07:40 AM

يأتي شهر رمضان المبارك لهذا العام ضيفا ثقيلا على أهل غزة، وهم تحت وطأة شبح المجاعه وفي ظل ابشع حرب ابادة جماعية عرفها التاريخ الحديث، وفي ظل الصمت الدولي المخزي الذي استهجنته شعوب العالم قاطبة.

يأتي رمضان وشعب غزة يعانون من ظروف مأساوية قاسيه جدا من جراء استمرار الحرب الصهيونيه الامريكيه العبثيه، بجيوشها المتغطرسه الفاشية الوحشيه المتطرّفة والمتجردة من جميع القيم والمبادىء والاخلاق والسلوكيات الإنسانيه ، والمتمرده على جميع القوانين والأنظمة واللوائح والتشريعات الدوليه ، وضاربة بجميع قرارات جمعية الأمم المتحدة والمنظمات الدوليه بعرض الحائط .

يستقبلون أهل غزة الشهر المبارك وسط أحوال اقتصادية ومعيشية شديدة السوء ، مع عدم توفر السلع الغذائيه خاصة في شمال غزة،وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه حتى وصلت معدلات قياسيه.

بيد أن المساعدات التي يتم اسقاطها عبر الجو على قطاع غزة ضئيلة جدا ، ولا تصل تلك المساعدات لمستحقيها بل يسقط معظمها في البحر او في المستوطنات الصهيونيه او في المواقع التي يتموضع فيها جيش العدو، والانزال الجوي لا يغني ولا يسمن من جوع ولا يؤدي النتيجه المرجوة منه.

وإن السبيل الوحيد هو إدخال المساعدات عن طريق المعابر البريه او أعادة تهيئة ميناء غزة ليكون قادرا لاستقبال مزيد من المساعدات الإنسانية الضروريه للقطاع .

وما يزيد هذه المآساه قهرا وحزنا هو وجود أسر غزاويه معدومة أو شديدة الفقر كانت قبل السابع من اكتوبر ، فكيف بات حالهم بعد ستة أشهر من الحرب التي أوقفت كل سبل ومقومات الحياة المعيشيه التي يحتاجها الانسان للعيش،ووسط هذا الدمار والتهجير والاضطهاد وآلة القتل الممنهجه ضد شعب اعزل وفقير ومحاصر جوا وبرا وبحرا .

يقبل شهر رمضان الكريم واهل غزة تحت الدمار، وجثث شهدائها تحت الركام، والمفقودين لا أحد يعلم مصيرهم، وشعب بلا مسكن ولا مأوى ولا طعام ولا شراب ولا دواء ..كيف بامكانه ان يقاوم الجوع والعطش والمرض ؟؟

اضف إلى عمليات التهجير الداخلية واكتظاظ السكان في المخيمات خاصة في مناطق الجنوب التي وصل عدد النازحين بها إلى حوالي مليون وثلاثمائة ألف نسمه يعيشون في خيام على مساحة لا تتعدى ٥٠كم٢ ، في ظل انعدام المياه والكهرباء والغذاء والدواء، فضلا عن ما يقرب من ٧٠٠ألف نسمة في شمال القطاع لا يجدون لقمة عيش أو رغيف خبز يسدون به رمقهم حتى وصل بهم الحال إلى المجاعه.

غزة اليوم باتت مدينة خاوية على عروشها وكأنها مدينة اشباح، نادرا ما تشاهد بشرا او حيوانا او حتى شجرا، لا يوجد سوى الدمار فكيف لاهلها أن تستقبل شهر رمضان المبارك تحت وطأة الجوع ؟؟

سيحل رمضان هذا العام على قطاع غزة وقد اختفت كل مظاهر الفرح والسرور ، واختفت الفوانيس من الشوارع التي كانت تزين شوارع وطرقات ومساكن قطاع غزة.
فالحزن والكآبه يخيمان على القطاع المفجوع الذي قدّم طيلة سبعة عقود وما زال يقدم ألاف الشهداء ، وآلاف الجرحى وآلاف المفقودين وإلاف الأسرى والمهجرين من أجل نيل أبسط الحقوق وهو العيش بحريه وكرامه.

مظاهر الفرح والبهجة التي كانت تستقبل بها غزة شهر الغفران والرحمات والخيرات كل عام اغتصبها العدو الصهيوني المغتصب والمتغطرس، وترك محلها جثث الشهداء ، وظلت مشاهد الدمار للمباني والمساكن والمنشئات والمساجد والمدارس والجامعات شاهدة على غطرسة العدو الصهيوني، وحلت مكانها بقايا أحلامهم التي مزقتها ودمرتها وسلبتها آلة الموت الصهيونية.

ستغيب مظاهر موائد الإفطار بالأكلات والحلوى الغزية المعروفة، ولن تكتمل فرحتها بسبب غياب جلاسها، فمنهم من قتل في الحرب، ومنهم من تفرق عن أسرته بسبب النزوح ومنهم الأسرى والجرحى والمرضى .

للأسف باءت كل المساعٍي الدوليه حول تقريب وجهات النظر بين عناصر المقاومة الفلسطينيه والكيان الصهيوني المحتل للتوصل إلى اتفاق هدنة في غزة مع حلول رمضان، إلا أن هذه المساعي تواجه عقبات صعبة، وكل المؤسسات الإنسانية والحقوقية الدولية تحذر من وقوع كارثة إنسانية بالقطاع بسبب الجوع والأمراض، وفي سبيل ألتقاط الأنفاس ، فضلا عن إدخال مزيد من المساعدات قبيل هذا الشهر الفضيل.

وتؤكد معظم الدول والمنظمات الدوليه أن الحل الوحيد لانقاذ شعب غزة قبيل شهر رمضان المبارك، هو وقف الحرب عاجلا غير آجل، وزيادة تدفق المساعدات الدوليه.

بطبيعة الحال مثل ما ينتظرون المسلمين بشغف شديد هذا الشهر الكريم الذي تتنزل فيه الرحمات والبركات وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر ، فأنه كذلك الفلسطينيين وخاصة أهل غزة من حقهم أن يستقبلون هذا الشهر، وأن ينعمون بالامن والاستقرار والاطمئنان ليتسنى لهم صيامه وقيامه على أكمل وجه. ومن حقهم ان تكون لهم الأولوية في تزويدهم بكل مقومات الحياة من خلال تضافر الجهود الدوليه والانسانيه عبر تسهيل ايصال كميات كبيرة من المساعدات خلال الأيام المقبلة.

واذا لم تتحرك الدول العربيه والإسلامية والدوليه لاغاثة غزة فأنه لم يبقى لشعب غزة الا سلاح الإيمان والصبر والثبات والرباط والصلاة.

وقف هذه الحرب العبثيه بات أمرا ضروريا حتى تتوقف آلة القتل الممنهجه التي راح ضحيتها أكثر من 100ألف فلسطيني بين قتيل وجريح ومفقود حتى الان غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ .

إن إغاثة الملهوف وإنعاش المكروب وإعانة أهل الحاجات ونصرة المستضعفين سلوك إسلامي أصيل، وخلق نبوي قويم، تقتضيه الأخوة الصادقة، وتدفع إليه المروءة ومكارم الأخلاق، ونحن على اعتاب شهر الغفران والرحمات والنفحات والبركات كان من الضروري ان يلتفت المسلمين إلى أخوانهم المنكوبين والمحتاجين والمعسرين والمضطهدين المستضعفين في قطاع غزة.

ويقينا أن الله سبحانه وتعالى سخر عباده المؤمنين الذين أسعدهم الله –تعالى- بقضاء حاجات العباد، وإغاثة ملهوفهم، والإحسان إلى ضعيفهم ، فما أجلها من أعمال، وما أعلاها من درجة، ويا سعد من اصطفاه الله لمنفعة الآخرين، فرسولنا الكريم محمد ﷺ قال :((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه..)) وما اجملها من تجارة مع الله تعالى.

اللهم أغث المرابطين المجاهدين اللاجئين المستضعفين المحاصرين في غزة يا غياث المستغيثين .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :