facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ربحنا معركة الأجواء فماذا عن معركة الوعي؟


عمر عليمات
15-04-2024 07:37 AM

في الوقت الذي كانت قواتنا المسلحة الليلة قبل الماضية تدافع عن سماء الأردن وطيارونا أعينهم على كل شبر من الأرض الأردنية لحمايتها، كانت هناك حرب أخرى تدور في وسائل التواصل الاجتماعي، لا علاقة لها بإسرائيل أو إيران بل بالأردن وموقفه، وهذه الحرب لم تقتصر على النقاشات المحلية بل تم تضخيمها وتحويرها من قبل «حسابات كبرى» دولية، وكأننا نحن مَن قررنا شكل الهجوم العبثي والاستعراضي الذي قامت به طهران.

لنتفق على أن ما ظهر على هذه الوسائل كان درساً يجب ألا يمر مرور الكرام، فعندما يخرج البعض من شبابنا يطعن في موقفنا وجيشنا ويتماهى مع سرديات خارجية مشككة ومتربصة بالأردن، فهذا أمر لا يمكن تجاهله واعتباره مجرد ثرثرة وسائل تواصل اجتماعي، بل اختراق واضح للساحة المحلية، فبدلاً من أن يكون هذا البعض قلبه ومشاعره مع الطيار والجندي الأردني الذي يقاتل من أجل سيادة الوطن، كانت الاتهامات تلقى وتردد بقصد أو عن غير قصد من كل الاتجاهات.

الأردن مارس حقه الشرعي في الدفاع عن مجاله الجوي وحماية مواطنيه، ولا يوجد دولة على وجهة الكرة الأرضية تترك سماءها مستباحة من قبل طيران حربي، فماذا لو سقطت إحدى المسيرات على الأراضي الأردنية، ألن يخرج نفس هؤلاء البعض للصراخ والعويل والادعاء بعدم قدرتنا على حماية أراضينا وأجوائنا؟!، وإظهار الأردن بموقف الضعيف والمتفرج.

إيران كان لديها الكثير من الوسائل للرد على إسرائيل بشكل فعلي وحقيقي، ولكنها اختارت السماء الأردنية لغاية خبيثة، تريد من خلالها تعزيز شعبيتها وإحراج الأردن أمام شعبه والشعوب العربية، فإن قام بالرد فهو يحمي إسرائيل وإن صمت على اختراق أجوائه فهو ضعيف ولا يمتلك القدرات العسكرية لحماية شعبه، سردية سرطانية للأسف وجدت مَن يؤمن بها ويتداولها في مجتمعنا، ومَن لا يرى الشمس من الغربال فهو أعمى البصر والبصيرة.

ما جرى داخلياً ترافق مع حملة منسقة من قبل حسابات مليونية أجنبية، كانت ترسل رسائل مختصرة ومحددة لمهاجمة قيادة الأردن، فكل مَن يعمل بالإعلام يدرك تماماً أن استخدام صور وكلمات محددة وضمن نسق واحد في أكثر من حساب لمشاهير من دول وثقافات مختلفة يعني أن هناك من يقف وراء ذلك، وأن سردية يراد لها أن تترسخ داخلياً وخارجياً بشأن الأردن.

ما حدث يظهر فداحة الخطأ الذي ارتكبته حكومات متعاقبة، بتركها للساحة الأردنية مفتوحة امام تيارات إيديولوجية واختراقات إعلامية تصول وتجول وتنفث سمومها ليعلق بعضها في عقول شباب عاطفي متحمس، وتغاضٍ عن جهات ودول ترعى عملية التشويش والتشويه للمواقف الأردنية عبر استخدام بعض الشخصيات المعروفة، فالعاقل مَن يتحسس خطورة ما يجري من غسيل دماغ حقق نجاحاً ما بغض النظر عن حجمه، وكأن شعار طريق القدس يمر عبر عمان بدأ يطل برأسه ثانية خدمة لسردية إيرانية تبحث عن شعبية في المجتمعات العربية.

غير مقبول ولا معقول أن نواصل السكوت عن كل ما يجري دون أن يكون لنا دور حقيقي وفعال لمواجهة هذه السردية وتعريتها وفضح كل مَن يقف خلفها، وذلك عبر استراتيجية فكرية وإعلامية تخاطب العقل والمنطق لتجتث كل فكر متماهٍ مع السرديات التي تهاجم مواقفنا وتريد أن تكرس خطاباً معادياً للدولة الأردنية، هذا إلى جانب ممارسة نوع من «العين الحمراء» تجاه كل مَن يمارس «رمرمة» الفتات من موائد الحاقدين والطامعين.

باختصار، معركة الوعي هي أصعب المعارك، وعلينا عدم تجاهل ما يجري من نقاشات وسجالات هدفها تشويه سمعة الأردن والتشكيك بمواقفه، فما حدث قد يكون بروفة بسيطة لأيام قادمة أصعب نحتاج فيها أن تكون كلمتنا واحدة وعلى قلب رجل واحد.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :