facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العشرة البستوني


د. صبري ربيحات
24-04-2024 03:55 PM

حتى وقت قريب كنت اعتقد اني لا احب لعب الورق فلم أمارس عادة لعب الشدة منذ زمن بعيد.. لم اكن اعرف السبب وكنت اشعر بالضجر وأنا اشاهد بعض الأصدقاء يفيضون حماسا وانفعالا وهم يهددون شركائهم في اللعبة..

من دون أن اشعر استدرجني احد الاصدقاء بسلاسة الى زيارة احد المقاهي القريبة من منزلي وبسلاسة ودون تفكير جرى استدراجي لأصبح لاعبا حذقا في لعبة الهاند التي يعرف معظم البالغين قواعدها وأصول لعبها.

تطول قائمة التبريرات التي يستخدمها اللاعبون لشرح تعلقهم باللعبة فمنهم من يرى انها مسلية والبعض يرى ان الاندماج في اللعب ينسي الواقع ويكف السنة اللاعبين عن الاستغابة ويرى اخرون ان الانشغال باللعب يفرغ ما لديهم من طاقة زائدة ويستهلك فائض الوقت.

ايا كانت المبررات ففي عمان اليوم ما يزيد على الفي مقهى يعمل فيها أكثر من سبعين الف مستخدم ويتيح بعضها للرواد التدخين ولعب الورق. وكما في المقاهي يمارس البعض اللعب في البيوت او النوادي او الجمعيات وبعض الفضاءات الخاصة..

بالإضافة للعب الورق تعد المقاهي أماكن مثالية للقاء الاصدقاء ومقابلة الغرباء وتناول القهوة والمشروبات الساخنة وغير الساخنة وتدخين الارجيلة وكسر قيود الوحدة.. ويمضي مئات الآلاف من الأردنيين اوقات طويلة من يومهم في المقاهي التي اصبحت مسرحا لكثير من الأنشطة والتفاعلات التي يصعب للأفراد تنفيذها في البيوت او مراكز العمل.

بالعودة الى لعب الورق او كما يسميها بعض إخوتنا العرب بالكوتشينة فهناك عشرات الألعاب المسلية التي حازت على جماهيرية واسعة فهناك لعبة الطرنيب التي يبطش فيها الكبير بالصغير وهناك لعبة البناكل الذي يعطى فيها لورقة الدو قيمة واستثناءات تمكنها من ان تشبك وتحل وتربط اي مجموعة من الأوراق وتستطيع مجموعة الدوات ان تنهي اللعبة لصالح من يحملها.

اللعبة التي اصبحت امارسها ليست الباصرة التي غنت لها صباح "قمت انا العب باصرة.. والشاطر يوخذ باصرة.. واللي بيغلب يا محبوب.. بده يمشي بالمقلوب.. من البرج للناصرة".. اللعبة التي تورطت فيها هي الهاند وهي لعبة جماهيرية يعرفها غالبية من يلعبون الورق ولها اسس وقواعد تتغير بين مجموعة واخرى.. قبل أيام أجرى احد اللاعبين مكالمة مع صديق له لم يره منذ شهور.. فسأله عن اخباره فاجابه بأنه انتقل من المقهى الذي كان يرتاده الى مقهى اخر.. فسأله صاحبنا عن اذا ما كان الجوكر قص ام انه جوكر.. واردف بالسؤال عن رقم الحد الأدنى للنزول وعن اذا ما كان الجوكر جوكر.. هذه هي نوعية الأسئلة المتاحة لكل الذين هربوا من متابعة القصص والحكايات التي تشغل الناس ولا حول ولا قوة لهم بها.

بالنسبة للعبة الورق التي طبع عليها ارقاما وصورا ورموزا ملونة تمثل طبقات المجتمع في أوروبا خلال القرون الوسطى فقد اختير لون القلب الأحمر او الكبا ليعبر عن طبقة الكنيسة والأسود البستوني ليعبر عن طبقة الجيش او العسكر في حين استخدم رسم الفراشة الاسود ليعبر عن طبقة الفلاحين والزراع والديناري الأحمر تعبيرا عن طبقة التجار.

وقد اشتملت وحدة اللعب الواحدة على اثنين وخمسين بطاقة تنقسم الى اربع مجموعات وتتدرج من الرقم واحد الى الرقم عشرة مضافا لها الولد والبنت والشايب او ال Jack وQueen وال King.. يضاف لهن الجوكر الذي يملاء الفراغ ويصل اي مجموعة من الأوراق.

لكي تجرى لعبة الهاند لا بد من دمج وحدتين من الورق كل واحدة منهما تحتوي على ٤×١٣ +١ ليصبح عدد الأوراق ١٠٦ ورقات..

في لعبة الشدة يمتزج الحظ بالمهارة والفساد فهناك من يأتيه الورق مصفوفا وهناك من يقرأ سير اللعبة فيعرف ما يرمي وما يبقي عليه وهناك من هو بارع في استثمار غفلة اللاعبين ليخطف ما يلزمه ويفوز.

مزاج اللاعبين عامل يصعب اسقاطه من المعادلة فهناك من يعمل على إبطال اللعبة وفرملة تقدمها لكي يبقى منتشيا وهو يعمل على تفريش اللعب واعادة التوزيع للورق كلما غاب عن مصفوفته الأوراق التي يريدها للفوز.

التفريش يبعث امال جديدة لدى بعض اللاعبين ويحدث انتكاسة في مسير اللعبة التي ظن البعض انها تسير لصالحهم. العشرة البستوني ورقة قاتمة يغطيها السواد لكنها قوية في الحسم واتفاءل عندما أجدها بين الأوراق الأربعة عشر الأولى.. قد يكون ذلك بسبب توسطها للأرقام الاكبر وقد يكون ذلك للاكتظاظ بالسواد الذي يوشح سطحها.. في لعبة الشدة يتجدد امل اللاعب مع كل خطوة ياخذها وينظر الى مائدة الأوراق المفرودة ليحسب ما له وما عليه دون أن يفقد الامل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :