facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نكبتنا الحديثة


سهل مازن المجالي
29-04-2024 10:05 PM

يجري الحديث الآن عن النصر المحقق في جنوب فلسطين التاريخية، هناك حيث يسطر الإخوان المسلمون وذارعهم العسكري (القسام) كبرى البطولات في وجه العدوان الصهيوني وعلوجه وطراطيره على أسوار غزة المنيعة.

في الأثناء ينظّر البعض عبر قنوات "المحور" للخواصر الضعيفة التي يجب على مقاتلي الحرية إسنادها؛
هناك حيث يستمتع الغزيون بمشاهدة مسيّرات الإمام و هي تدك قواعد العدو بدقة....
هناك حيث يستريح الأطفال لثقتهم ان اصوات الرصاص لهم لا عليهم....
هناك في المروية التي ينسجون...

بالتزامن...

على كوكب الأرض أمست صرخات الثكالى على جثث ابنائهن عرفاً شائعاً ،و أمست القبور بلا شواهد و أصبحت كسرة الخبز حلم ، لا مأوى لا مشفى لا دواء ولا ماء، فقط معذبون في الأرض يرجون السلام ولا يجدونه.

إن الوحشية المفرطة التي مارستها قوات الاحتلال منذ السابع من أكتوبر ليست ردا على الهجمة التي تبنتها حركة حماس وحسب، بل هي فرصة قد لا تلوح للاحتلال مجددا لتصفية الشعب الفلسطيني في غزة، وتصفية أي حل سياسي قد يلوح بالأفق.

انه من الخطأ الفاحش تصوير حماس و الجيش الإسرائيلي كقوتين متكافئتين كما يفعل إعلام "الممانعة" ،فمثل هكذا تصور يصب بالضرورة بمصلحة آلة الحرب العمياء التي تبطش بالفلسطينيين.

ما يحدث في غزة هو مجزرة بكل المقاييس ضد شعب أعزل لا يملك من أمره شيء ،و كل الحديث عن الصمود و البطولة يغرق في البحر أمام رضيع فقد امه أو جريح لا يجد حتى سرير شفاء.

إذا، ما الذي جرّته حماس على القضية الفلسطينية ؟

يقول يوري ايفانوف في دراسته (الصهيونية..حذار) التي طبعت ككتاب عام ٦٩ ،أن قوة العقل الصهيوني تكمن في ديناميكية تعريف نفسه حسب محيطه، فإذا كان المحيط يعج بالقوميين اسموا نفسهم ممثلين عن بني إسرائيل و اذا كان في محيطهم كيانات دينية عرفوا أنفسهم كممثلين عن اليهود /وبالطبع فإن المرويتين جاهزتين للنشر دوما/ و يستفيد اليوم اليمين الإسرائيلي المتطرف من وجود حركة مثل حماس على اكثر من صعيد.

١.تنظيم عموم الإسرائيليين بمسوغات دينية في أطر يمينية.
يرى المتابع الموضوعي أن مجرد ذكر حماس في يرفع من شعبية "الليكود" و "إسرائيل بيتنا" وغيرها من تجمعات المتطرفين الدينيين في الداخل الاسرائيلي ، وكل ذلك يتم في إطار حرب دينية مقدسة تحقق للشعب اليهودي حلمه في وطن قومي صافي لليهود...وحدهم!.

٢.تنفير المحيط العربي من القضية الفلسطينية ككل من خلال تغليفها بثوب إخواني، فتصبح القضية المركزية للعرب و أحرار العالم سابقاً مجرد ملف من عدة ملفات تدار اخوانيا، ويظهر ذلك جلياً بالأزمات التي أقحمت حماس الشعب الفلسطيني بها سواء كانت مع مصر "متنفس غزة الوحيد" او مع سوريا او مع الأردن الآن. كل ذلك يتم حَسَبَ التحالفات المرحلية للجماعة، فمثلا يلوم المدافعون عن النهج الحمساوي كلا من السعودية و الإمارات لعدم تقديمهم الدعم الكافي للحركة اثناء حربها الأخيرة؛ و يعلنون بذات الوقت موقف داعم لإيران والحوثيين العدو المباشر لكلا الدولتين!.

٣.تعميق الشق الفلسطيني على الصعيدين السياسي و الإجتماعي.
منذ الإنقلاب الدموي في غزة و الذي أسماه خالد مشعل "الحسم العسكري" وجدت إسرائيل نفسها في الموقع المثالي للتفاوض، حيث أصبحت تفاوض طرفين فلسطينيين بدلا من طرف واحد؛ بالتالي كسبت إسرائيل موقف تستند عليه أمام المجتمع الدولي المتحيز لها اصلا، محولة الغزيين إلى جموع معزولة لا تملك أمل تأمين قوتها إلا عبر العمل في مؤسسات خلقتها حماس داخل القطاع او عبر تأمين تصريح عمل في الداخل الإسرائيلي.

وهذه النقاط ليست سوا ما يطفوا على السطح مما جرته حماس وأخواتها من أضرار على القضية الفلسطينية، فبعد أن قاتل لأجل فلسطين شبان من كل جنسيات الأرض لإيمانهم بعدالة القضية، اتت حماس منهية البعد الإنساني وحتى البعد القومي للقضية و اقتصرته كعادة أحفاد البنّا على المسلمين فقط! و اعتبرت بالتالي أن المسلمين هم أبناء الجماعة فقط.

يقدّر البعض أن انتقاد حماس في ظل حربها ضد آلة الحرب الفاشية الآن ليس مناسبا الا اننا نصر على أن هذا هو الوقت المناسب لنقد هذه المشاريع على الصعيدين الفلسطيني و العربي، ليس فقط لاننا متحيزون لمشروع الدولة وليس فقط لاننا نرفض مشروع الميلشيا، بل لأن أوجاع الغزيين تعنينا اكثر من تكبيراتهم المأجورة، و لأن صورة فلسطين انقى من أن يشوهها أبناء البنّا ،و لأن آلاف الضحايا في غزة لا صوت لهم سوانا...










  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :