facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تيارات الشد العكسي الشعبية والمنطقة الرمادية


د. محمد العزة
09-05-2024 06:05 PM

عنوان المقال المكتوب لن يتناول علوم الالوان من وجهة نظر أكاديمية أو علمية ، والذي هو علم قائم بحد ذاته ، وخاصة نحن في عصر السرعة والإشارات والدلالات ، حيث أصبحت الالوان بصمة وصبغة قد تعكس رأيا أو فكرا او موقفا أو علامة دالة تبعث رسائل سياسية واجتماعية موجهة لمن يهمه الامر ، تعكس طبيعة تكوين من ينتمي لهذا اللون وأسلوب سلوكه وأساس فكره السياسي والفكري الفلسفي ، مما يسهل للأفراد والجمهور اتخاذ قرارها واختيار لونها الذي يعبر عن وجهة نظرها.

من هنا نبدأ الحديث عن ما نتداوله في اوساطنا الشعبية والسياسية وخاصة في مثل هذا الايام والمرحلة التي ستشهد عملية انتخابية ستتحكم الالوان فيها بخيارات وقرارات الناخب في اختيار ممثله و صياغة المرشح لخطابه ، ومن أشهرها الخطوط البيضاء والخضراء والحمراء واضيف لها الخط البرتقالي الذي سنتحدث عنه اخر المقال.

حقيقة الامر أن تكرار الحديث عن هذه الألوان الثلاثة وخطوطها احدث أشكالا لدى مواطننا الاردني العظيم وشكلت له لبسا وتداخلا في الألوان وتمايزا في المواقف والاراء ، جعلته أغلب الأحيان لا يتجاوز الخطوط البيضاء نقطة البداية والمشاركة ، وان بدأ نجد أغلبه في المنطقة الرمادية ساكنا محتارا معلقا في مساحة الفراغ وانعدام الوزن و الجاذبية ، والسبب هو بعض قوى الشد العكس السياسية السلبية وواجهاتها الحزبية وأدواتها والتي دائما نقول إن هناك قوى شد عكسي داخل السلطة، ولكن أيضا هي موجوده أيضا في المجتمع وتتبع لهؤلاء ، التي شكلتها وتشكلها من جماعات وجمعيات ومجموعات وتيارات اجتماعية خدماتية شعبية، تبث خطابات موجه شوشت مجال الرؤيا لدى المواطن ، فأصحاب اللون الاخضر يحترفوا القفزات الهوائية من فوق مساحتهم، لتجدهم في المساحة الحمراء يخترقوها يشعلوها ويحرقوها مع كل من تجاوزوها معهم ومن استحوذت عليهم شعاراتهم ومظاهرهم ومظاهراتهم من عامة الشعب ويجعلوهم في مقدمة المساحة داخل الساحة ومواجهة اثار الحدث وردات فعله ، وفجاءة يعود أصحاب الرايات الخضراء بقفزة للوراء إلى حدودهم الضيقة والمساحة المحصورة.

بعد أن أخذوا قبسا من نارهم ، (والنار لونها سوداء معتمة ) يضيئوا بها دارهم ورعيتهم ويدفئوا جنوبهم ويستعينوا فيها لقضاء حوائجهم ، بعد أن اطمئنوا على مصالحهم، وماتبقى من هذه المساحة ظهرت فيها قوى تدعي أنها تملك الضوء الأخضر في أي قرار أو ممارسة أو كل استحقاق فأكلت اليابس والاخضر وتجاوزت الخطوط الحمراء عن بعد وبطريقة غير مباشرة وعبر شبكة واي فاي غير مرئية لكن آثارها وتأثيرها في الحالة العامة الصعبة على الوطن واضحة واصابت مساحتها بالتصحر غطتها بأرضية صناعية لتجميلها وتغطية عوارها حتى لا يقال انهم تجاوزوا الخطوط الحمراء وهم في ظلال خضرائها ، وأما اصحاب الالوان الحمراء الذين خفتت ألوانهم وانطفئت شعلتهم وتجمدت أوتارهم وأحبالهم الصوتية وفكرهم ، تأثرا بتخلخل قواعدهم وانهيار بلدان المنشأ لفلسفتهم ، وكان الواجب عليهم أن لا يتخلوا عنها بل إعادة طرحها وتشكيلها ونقدها ولكن ضمن مشروع هوياتي وطني واضح المعالم يناسب النهج والهوية والطبيعة السياسية للدولة الاردنية، فهؤلاء كانوا الأقرب للطبقة العاملة الكادحة ومطالبها ، لكنهم انشغلوا في صياغة الشعارات والهتافات ولم يقدموا برنامجا واحدا ، ليحتفظوا بالقمصان الحمراء على مقاعد المساحة البيضاء وماقبلها.

ليس مطلوب من الأحزاب السياسية أن تتخطى الخطوط الحمراء ولا أن تبقى عند بداية الخطوط البيضاء ، بل إن تتحرك ضمن المساحة الخضراء وتوسعها وتنوع خطابها وبرامجها وتضع بصماتها وتشكل حالية تعددية من جميع الوان القوى الوطنية الحزبية السياسية ، لتصبح مثمرة ، مشجعة على الإنتاج والانجاز ودفع الأغلبية الشعبية للخروج من المنطقة الرمادية ، تلك المساحة المزعجة العقيمة الغير منتجة اينما وجدت ، التي تحتاج لخفضها والزحف عليها ومكافحتها، لنتجه نحو اردن اخضر ، زراعيا ، صناعيا ، تجاريا ، صحيا ، تعليميا ، ثقافيا ، فنيا ، وفي كل المجالات كما تمنى الحسين بن طلال رحمه الله تعالى ويسعى الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه .
أبناء شعبنا الاردني العظيم اذا ما اتفقنا جميعا على المشاركة والبناء والقرار السليم في المرحلة القادمة ، فأننا سنشهد ذلك الشفق ذو اللون البرتقالي مهللا لفجر مستقبل اردني واعد مكللا بالكرامة والرفاه .
لأننا معا نستطيع .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :